المطارات في كل مدن العالم هي عنوان المدينة، والصورة التي تتخيّل من خلالها هذه المدينة قبل دخولها، لذلك نلاحظ في كثير من المدن العالمية روعة في تصميم المطارات، تجذب المسافر وتمنحه خيالاً خصبًا برسم ملامح هذه المدينة كما يتوقعها، وكما يحب أن يراها، كما تهتم هذه المدن بالمناطق القريبة من المطار، وحتى مدخل المدينة لذلك تجد الاهتمام والعناية بها لأنها تعطي الانطباع الجيد والمريح للمسافرين القادمين إليها. دارت هذه الأفكار في رأسي وأنا أشاهد صورًا وتصاميم لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الجديد، حيث كان غاية في الروعة والإبداع إذا كان كما رأيت، فهو تحفة معمارية رائعة، وواجهة جميلة لمدينة جدة، ولكن ماذا بعد خروج المسافرين من المطار إلى المدينة، فسيرون أول ما يرونه المنطقة الصناعية، والممتدة من الطريق السريع شمالاً وحتى شارع حراء جنوبًا، باعتبار أن شارع الأمير ماجد هو الطريق الرئيس للمطار، فستكون صدمة حقيقية، فلن يرى أمامه إلاّ ورش الحدادة، والسيارات، وورش النجارة، ومواقف للشاحنات، وكلها محلات من دور واحد غير منظمة، وشكلها يسيء لجمال المدينة، فالمفروض أن يكون مدخل المدينة حدائق وأشجار على الجانبين، وعمائر جميلة تكون واجهة للمدينة تعطي ارتياحًا للزائر وانطباعًا جيدًا. وأمانة جدة باعتبارها المسؤولة عن المدينة، لا أعرف ماذا عملت من أجل ذلك، والظاهر أنها نائمة في العسل، ولم تقرر بعد ماذا تفعل بهذه المنطقة، يجب أن تتحرّك الأمانة وبأقصى سرعة لنقل هذه الأماكن خارج المدينة، فمن غير المعقول أن يكون مدخل المدينة بهذا السوء، ولم نرَ خطوات واضحة للنقل وتحسين المداخل، فمتى تبدأ أمانة جدة في العمل بهذه المنطقة، وتبذل كافة الجهود من أجل تحسينها، وتعتبرها من الأولويات بالنسبة لها؟ إذا ما علمنا أنه من المتوقع أن يفتتح المطار أواخر هذا العام 2015م. t:@Sahfan_Press rwem@hotmail.com