روى الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى لـ»المدينة» تفاصيل اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، أمس الأول، وقال إن قوات الاحتلال كثفت منذ صباح ذلك اليوم وجودها عند الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى، ومنعت المصلين من دخوله، لافتًا إلى قيامها بنصب متاريس عسكرية وشرطية عند بوابات البلدة القديمة للتدقيق ببطاقات المواطنين». وتابع يقول: إن هذه الإجراءات الاستفزازية سبقتها نشر دوريات عسكرية راجلة في الشوارع والطرقات المفضية إلى المسجد الأقصى لتوفير الحماية لمسيرة يهودية استفزازية نظمتها جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم حول بوابات البلدة القديمة، لتكون مقدمة لاقتحامات واسعة للمستوطنين للأقصى إيذاناّ ببدء الاحتفالات بما يسمى ذكرى «خراب الهيكل» المزعوم. وأضاف: إن «المصلين تجمعوا عند أبواب المسجد بهتافات التكبير والتهليل، بينما لم يبق داخله سوى نظرائهم من المرابطين في الأقصى منذ الليلة قبل الفائتة لأجل الحفاظ عليه والدفاع عنه في مواجهة عدوان المستوطنين.. وأوضح بأن نحو 30 مستوطنًا اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة من دون أن يتمكن آخرون منهم من اقتحامه بسبب تصدي الفلسطينيين الموجودين خارج المسجد لهم، وفي ظل تكبيرات المصلين المرابطين داخله ضدهم. وتابع بأن ذلك حال دون وصول أعداد من المستوطنين المتطرفين للأقصى والقيام باقتحامه وأداء صلواتهم، كما كانوا يخططون مسبقا، وبين أن «ذلك الأمر قد أثار حفيظة قوات الاحتلال، التي سارعت إلى اقتحام المسجد المسقوف وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المسجد وإصابة عشرات الحراس والمصلين خاصة كبار السن باختناقات حادة، كما ألقت قنابل الغاز في باحات المسجد خلال ملاحقتها للمصلين، الذين ردوا برشق الجنود بالحجارة والأحذية، وحاصرت الجامع القبلي وأخرجت حراس المسجد منه بالقوة، واعتدت على أحدهم وأغلقت أبواب المصلى بالسلاسل الحديدية، كما منعت دخول موظفي الأوقاف للمسجد الأقصى. وقال الشيخ صبري: إن حالة من التوتر الشديد سادت مدينة القدس المحتلة، حيث اندلعت المواجهات في البلدة القديمة، فيما شهد محيط بوابات المسجد الأقصى والعديد من حارات وشوارع القدس القديمة مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي كانت قد نصبت متاريس حديدية على مقربة من بوابات المسجد، واضطر عشرات الشبان من القدس وخارجها لأداء صلاة الفجر في الشوارع القريبة منها بعد منعهم دخول الأقصى. وأشار إلى أن المستوطنين المتطرفين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في تنفيذ صلاة جهرية ضمن باحات الأقصى والمساجد المسقوفة مثلما فشلوا في منع المصلين من دخول المسجد إزاء وجود المرابطين، الذين تصدوا لعدوانهم. وأفاد خطيب المسجد الأقصى بقيام قوات الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى حتى صلاة ظهر أمس الأول، ومن ثم فتحته من دون استبعاد تجدد المواجهات في ظل احتفاء اليهود بأعيادهم على مدى أسبوع، حيث كانوا قد طلبوا عدم وجود المصلين في المسجد حتى يتسنى لهم اقتحامه وأداء احتفالاتهم إلا أن الفلسطينيين رفضوا ذلك.
مشاركة :