أكد حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثي تفاوض لتتسلم أسراها ممن تصنفهم من القادة والزعماء، مشيرا إلى أنها تتجاهل بقية أسرى الميليشيا الذين يتخطون 500 أسير لدى المقاومة في تعز والذين يجدون الرعاية والاهتمام والتعامل وفق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية. وأوضح أن الميليشيا انسحبت فعلا من بعض المواقع في المحافظة نتيجة المقاومة العنيفة التي واجهتهم وكبدتهم خسائر بشرية كبيرة، وأن كبرى المواجهات في الوقت الحالي ترتكز في جنوب تعز، وأضاف أن جنود المقاومة يتمتعون بروح معنوية عالية بعد انتصارات معركة «السهم الذهبي» التي أفضت إلى تحرير عدن. وأرجع السبب في عودة مقاتلي الحوثي إلى صعدة، إلى خشيتهم من هجوم بري قد يشنه التحالف من شمال اليمن بعد إرهاق الميليشيات في معارك عدن وتعز ومأرب، واعتبر أن تكهنات قادة الحوثي تدل على القلق الذي يعيشونه حاليا وعدم قدرتهم على التنبؤ بالنتائج المرتقبة. وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن «قوات يمنية مؤيدة للتحالف الذي تقوده السعودية، خاضت اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من أجل السيطرة على أكبر قاعدة جوية إلى الشمال من عدن أمس، قبل ساعات من موعد سريان هدنة إنسانية أعلنها التحالف». وسيطر المتمردون على قاعدة العند التي تقع على مسافة 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة عدن الساحلية الجنوبية، معظم الفترة التي انقضت، وتعد القاعدة موقعا استراتيجيا يتحكم في المداخل المؤدية إلى عدن. وفي الأسبوع الماضي استعادت قوات المقاومة الشعبية جانبا كبيرا من عدن في أول انتصار كبير من نوعه في حملتها الرامية إلى وضع نهاية لسيطرة المتمردين الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن وإعادة الشرعية إليه. وقُرر أن يسري وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف الساعة 11:59 من مساء الأحد الماضي لمدة خمسة أيام من أجل توصيل المساعدات الإنسانية. وسقط في الغارات الجوية والقتال المستمر منذ أربعة أشهر أكثر من 3500 قتيل، وكانت معاناة عدن شديدة على وجه الخصوص، حيث واجهت نقصا حادا في الوقود والغذاء والأدوية. من جهة أخرى، أفاد سكان في العاصمة صنعاء بأن طائرات التحالف الحربية نفذت في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي غارات قرب صنعاء، وأضافوا أن قاعدة عسكرية بالقرب من المدينة كانت من بين الأهداف. وقال علي الأحمدي، المتحدث باسم قوات المقاومة الشعبية في عدن: «القتال مستمر بقاعدة العند، حيث أتلف مقاتلون جنوبيون مناهضون للحوثيين معدات وطائرات ودبابات يسيطر عليها الحوثيون».
مشاركة :