كشف الدكتور محمد عبد المجيد قباطي وزير الإعلام اليمني عن امتلاك الحكومة صورا حديثة للواء محمود الصبيحي وزير الدفاع المختطف لدى الانقلابيين منذ ثمانية أشهر ولا يزال بصحة جيدة، وقال قباطي لـ«الشرق الأوسط» إن الانقلابيين نقضوا إجراءات بناء الثقة التي أعلنت الأمم المتحدة موافقتهم عليها ومن بينها الإفراج عن الصبيحي إضافة إلى أربعة مسؤولين آخرين وهم اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني، والعميد فيصل رجب، ووزير التعليم الفني عبد الرزاق الأشول، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، وأضاف أن وفد الانقلابيين هدد بإبادة تعز أمام مسمع الوسطاء الدوليين وبعثة الأمم المتحدة. وذكر قباطي أن مشاورات سويسرا جددت التأكيد على ارتباط الانقلابيين بطهران، وقال: إن المستشارين الإيرانيين كانوا يتحكمون في قرارات وفد الحوثي وصالح، الذين كانوا يرفضون البت في أي قضية إلا بعد إجراء الاتصالات بالمستشارين، وأوضح وزير الإعلام أن الوفد الحكومي منح جميع الصلاحيات الكاملة للتوصل إلى سلام، حيث ضم الوفد الحكومي نائبا لرئيس الوزراء ومستشارين لرئيس الجمهورية، مضيفا: «لا توجد أي مؤشرات على أنه سيكون هناك انفراج في المستقبل من قبل الانقلابيين». ولفت قباطي إلى أن علاقة المخلوع صالح بدأت في 2012 عندما التقى نجله بمستشار خامنئي في روما بحضور السفير الإيراني والسفير اليمني الموالي للمخلوع، وعد ظهور الإيرانيين في مشاورات سويسرا بأنه تحدٍ وجرأة أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي، وذكر أن الوفد الحكومي كان حريصا للوصول إلى سلام دائم في البلاد ووقف النزيف اليمني، وحقن الدماء، وقال: «ذهبنا إلى المشاورات من أجل هدف واحد هو تنفيذ قرار مجلس الأمن، وأثبتنا للمجتمع الدولي أن الانقلابيين لا يريدون سلاما، ولا يبحثون عن حل، وأن هدفهم كان المماطلة والتضليل واستغلال المشاورات لتقوية صفوفهم». وقال قباطي إن مهدي المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين والمشارك في مشاورات سويسرا، هدد بسحق تعز التي تعاني من حصار خانق منذ ثمانية أشهر، وقال قباطي «إن المشاط استخف بالمجتمع الدولي وقال: إنه يتمنى إبادة تعز، في اجتماع السفراء العشرين ببعثة الأمم المتحدة»، وهو ما يشير إلى تناقض وفد الانقلابيين الذي نفى مندوب المخلوع أبو بكر القربي أي حصار على تعز، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تثبت استخفاف الانقلابيين بالمجتمع الدولي وافتقادهم للغة مهذبة في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة. ودعا قباطي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة، إلى أن يكون أمينا في تقريره الذي سيقدمه لمجلس الأمن، ويوضح تعنت الانقلابيين وتهربهم من التزاماتهم التي وافقوا عليها وأكد عليها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي. وذكَر وزير الإعلام مجلس الأمن بقراره السابق الذي أكد على اتخاذ تدابير أخرى لمن يرفض تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، موضحا أن الانقلابيين دأبوا على استباق جلسات مجلس الأمن للتلاعب بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي، حتى يلتبس على مجلس الأمن الموقف الحقيقي لهم. وفي السياق ذاته، أفاد عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان وعضو الفريق الحكومي المشارك في مشاورات سويسرا، أن مجلس الأمن سيصدر إحاطة حول اليمن، تتضمن التأكيد على تنفيذ قراره السابق 2216، ويؤكد على العمل بجدية للوصول إلى حل سياسي، وقال الأصبحي لـ«الشرق الأوسط» إن المجتمع الدولي يراقب ويتابع الملف اليمني، وهو أكثر تماسكا من أي وقت مضى، متوقعا أن تكون إحاطة إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي لليمن إيجابية. وأضاف الأصبحي أن مشاورات سويسرا، ارتكزت بشكل واضح على مسار القرار الدولي 2216، وعلى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقد أكد على ذلك البيان الختامي للمبعوث الأممي، موضحا أن المشاورات سارت وفق محورين رئيسيين، الأول تعزيز مسار الثقة، ثم الموضوعات الخاصة بالعملية السياسية، والتي تتضمن كيفية تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن وتسليم مؤسسات الدولة للحكومة. وأشار وزير حقوق الإنسان إلى أن المشاورات المقبلة ستتضمن تقديم رؤى معمقة من الأطراف ودراستها، وقال: إن الوفد الحكومي، بذل جهدا جادا لتحقيق السلام العادل القائم على تنفيذ القرار الدولي، ونتوقع خلال الأيام القادمة أن تعمل الأمم المتحدة لتنفيذ خطوات عملية على أرض الواقع لتنفيذ مسار الثقة، لكي نتمكن من الانتقال لمناقشة الوضع السياسي. وقال الأصبحي إن المسار السياسي الدبلوماسي لوفد الحكومة كان إيجابيا وناجحا، ويسير بشكل جيد، مع تأكيدنا أننا ننظر للمقاومة على الأرض بأنها وطنية وتدافع عن نفسها، ومع ذلك لا يمكن أن نتخلى عن المسار السياسي الذي نجح في الحشد الدولي لدعم الحكومة الشرعية، التي تسعى لإعادة مؤسسات الدولة وتبحث عن فرص السلام، التي يمكن تحقيقها عبر الضغط الدولي المتواصل على الطرف الآخر.
مشاركة :