بينما بحثت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أمس، مدى إمكانية الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور، الذي أنجزته هيئته التأسيسية قبل ثلاثة أعوام، جددت قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، المشارِكة في عملية «بركان الغضب»، اتهامها لـ«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، للمرة الرابعة على التوالي بـ«خرق هدنة وقف إطلاق النار» بين الطرفين في مدينة سرت، في وقت نصّب فيه السراج الفريق أول محمد الحداد رئيساً للأركان العامة في طرابلس.وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، إنها رصدت مساء أول من أمس، ما وصفه بـ«خرق متوقع ومتكرر»، هو الرابع منذ إعلان وقف إطلاق النار، وأضاف في بيان له أن قوات الجيش الليبي في محور سرت أطلقت وابلاً من صواريخ (غراد) تجاه مواقع تمركزات «الوفاق» غرب سرت. مشيراً إلى أن قوات «الوفاق» أعلنت «الاستنفار التام، وأنها على أهبة الاستعداد، وفي انتظار تعليمات السراج للتعامل والرد على مصادر النيران في المكان والزمان».في السياق ذاته، تحدث العميد الهادي دراه، المتحدث باسم «غرفة تحرير سرت والجفرة» التابعة لقوات حكومة «الوفاق»، عن إطلاق 10 صواريخ غراد من منطقة جارف باتجاه قوات «الوفاق». لكن دون وقوع أضرار.وكان رئيس حكومة «الوفاق»، الذي يعدّ نفسه القائد الأعلى للجيش الليبي، قد نصبّ مساء أول من أمس الفريق أول محمد الحداد رئيساً للأركان العامة لقواته، خلال مراسم عسكرية أُقيمت بالعاصمة طرابلس.وبعدما أشاد بما وصفها بتضحيات قوات «الوفاق»، والقوات المساندة لـ«دحر المعتدي من أجل بناء الدولة المدنية»، أكد السراج «أهمية تكاتف الجهود من أجل أن تجتاز البلاد الأزمة الراهنة، ويتحقق الأمن والاستقرار والازدهار في كامل ربوعها».من جانبه، تعهد الحداد بالعمل مع قيادات «الوفاق» المختلفة لتطوير القدرات، وبناء جيش ليبي نظامي موحد، قادر على حماية الوطن والمحافظة على استقلاله وتأمين حدوده، على حد تعبيره.إلى ذلك، أكدت وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا، قناعتها بـ«ضرورة تشكيل سلطة سياسية جديدة في ليبيا»، وفقاً لما طرحته مبادرة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب.ونقل عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، عن لايا قولها عقب اجتماعها مساء أول من أمس، مع صالح في شرق ليبيا، التي انتقلت إليها بعد زيارة إلى العاصمة طرابلس، أنها ستحث بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على الإسراع في ذلك، وأكدت دعمها لضرورة وضع آلية توزيع عادل لعادات النفط، بما يُحقق العدالة بين الليبيين، وبما يخدم مصلحة الشعب الليبي.في شأن آخر، ناقش رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السائح، مع رئيس وأعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، مدى جاهزية المفوضية للاستفتاء على مشروع الدستور، الذي أنجزته الهيئة التأسيسية عام 2017 وقدمته للاستفتاء.وتطرق اللقاء، الذي تم في مقر المفوضية بطرابلس أمس، إلى الصعوبات والعراقيل التي تحيط بعملية الاستفتاء على الدستور، والطرق والأساليب التي من الممكن اتباعها لإنجاح عملية الاستفتاء، فضلاً عن مواقف الأطراف السياسية المختلفة من عملية الاستفتاء على الدستور، ومستقبلها في ظل الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد.
مشاركة :