بغداد - استهدف تفجير رتل إمدادات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، في هجمات تصاعدت في الفترة الأخيرة وتقف وراءها الميليشيات الإيرانية في محاولة لإحراج الكاظمي أمام الإدارة الأميركية. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، مقتل عنصر أمن وإصابة اثنين آخرين، في تفجير استهدف رتل إمدادات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، جنوبي البلاد. وقالت وزارة الدفاع العراقية، في بيان، إن "عبوة ناسفة انفجرت على رتل، يحمل معدات لإحدى شركات الدعم اللوجستي، التابعة للتحالف الدولي، على الطريق السريع بين الديوانية وبابل جنوبي البلاد". وأضاف البيان، أن التفجير أسفر عن "مقتل عنصر أمن، وإصابة اثنين آخرين"، فيما لم يذكر تفاصيل عن الخسائر المادية في الرتل. وتتجه الاتهامات إلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران في الوقوف وراء هذه الهجمات التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة وتهدف بالأساس لإحراج رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمام الإدارة الأميركية. ويعد هذا الهجوم الخامس على إمدادات التحالف خلال أسبوع، إذ استهدف تفجير، الإثنين، رتلا في منطقة التاجي شمالي بغداد، وقبلها بيوم، استهدف تفجير رتلا شمال غربي بغداد، والجمعة، استهدف تفجير رتلا آخر بمحافظة بابل (جنوب)، فيما استهدف تفجير آخر، الخميس، رتلا بين محافظتي ذي قار والمثنى. وباتت مثل هذه الهجمات تتكرر منذ يوليو الماضي، لتضاف إلى أخرى صاروخية تستهدف سفارة واشنطن، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين منذ أشهر طويلة. وتتهم الولايات المتحدة كتائب "حزب الله" وفصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها في المنطقة الخضراء، وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها جنودها، إلى جانب قوات التحالف الدولي الأخرى في العراق. ويأتي هذا التصعيد بعد أن باشر مصطفى الكاظمي في تنفيذ وعوده التي قطعها للجمهور، وأبرزها استعادة هيبة الدولة وفرض القانون ومواجهة الميليشيات الموالية لإيران، وذلك من خلال عمليات متزامنة في البصرة وبغداد لضبط السلاح المنفلت وتطويق عصابات التهريب والجريمة المنظمة. مهمة شائكة لكبح نفوذ الميليشيات مهمة شائكة لكبح نفوذ الميليشيات وبات الكاظمي يراهن على رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الجنرال عبدالوهاب الساعدي، صاحب الشعبية الكبيرة، في قيادة مهمة استعادة هيبة الدولة وهزيمة الميليشيات. ويرتبط معظم هذه الأنشطة السلبية بالنفوذ الإيراني داخل العراق، حيث تحتكر جماعات شيعية تديرها طهران تجارة السلاح والمخدرات وأنشطة التهريب والخطف والمساومة، لتوفير أموال تساعدها على إدامة أنشطتها، وكذلك ضمان عدم استقرار الوضع الأمني بهدف إقلاق الحكومة باستمرار. وحث الكاظمي في أكثر من مناسبة، قوات الأمن على إنهاء ظاهرة "السلاح المنفلت”، والعمل على فرض هيبة الدولة. ولا توجد أرقام رسمية عن حجم الأسلحة غير المرخصة التي تعمل الحكومة على مصادرتها. وارتكازا على تحركات قوات الجيش العراقي شرق بغداد، تبدو الحكومة العراقية جادة وحاسمة في كبح نفوذ الميليشيات، حيث توغلت حرفيا في داخل وكر الميليشيات التابعة لإيران، من دون أن تواجه مقاومة تذكر، لكنها لم تعبر بعد الخطوط الحمر، التي لا يسمح لها بتجاوزها. ونوعية السلاح والذخيرة التي صودرت في عملية بغداد، توحي بأن الأهداف ليست كبيرة، لكنها تكشف عن اقتراب القوات العراقية كثيرا من عرين "عش الدبابير" الإيراني، شرق العاصمة.
مشاركة :