صومالي يعيد بعض الحياة لمقديشو | | صحيفة العرب

  • 9/9/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مقديشو- كان لمدينة مقديشو بهاء بدده الخراب، فأبراجها ذات الشرفات المطلة على البحر تتداعى بينما تدور الدوامات الرملية في أروقة تملؤها الثقوب بالكاتدرائية القديمة ذات السقف المنهار. غير أن شابا عائدا لزيارة وطن أهله يسير في شوارعها ويحلم بمستقبل مختلف. فقد ولد عمر ديجان في إيطاليا لأبوين صوماليين سافرا قبل ثلاث سنوات من تفجر الحرب الأهلية في 1991. درس الهندسة المعمارية في إيطاليا وهونغ كونغ قبل أن يعود إلى مقديشو في 2017 ضمن موجة عودة الشباب المغتربين لإعادة بناء البلاد. وقال ديجان (30 عاما) وهو يسير في شوارع تحمل ندوب الاشتباكات وتختنق بالقمامة المنتشرة فيها “كانت أجمل مدينة في أفريقيا”. والمكان الوحيد المتاح للناس قضاء الوقت فيه بالمدينة في الوقت الحالي هو شواطئها ذات الرمال البيضاء. وأضاف “ما من محاسبة وما من قواعد ولوائح تشجع على وجود فراغات بين المباني وتحكم الشكل. لا توجد حدائق عامة ولا توجد مساحات كافية للناس”. مقديشو المدمرة مقديشو المدمرة وتبذل الحكومة جهودا فقد أعادت فتح المسرح القومي والمتحف الوطني في يوليو الماضي غير أن هجمات المتشددين المتكررة لا تتيح للمواطنين الفرصة للدخول والخروج إذ يتعين فرض إجراءات أمن مشددة. ويريد ديجان أن تخصص الحكومة بعضا من المساحات التي تختفي بسرعة في المدينة كمساحات لعامة الناس حيث يمكن للأسر أن تتجمع في المساء. وفي الوقت الراهن يركز المعماري الثلاثيني على مشروعات أصغر ويعمل في بعضها دون مقابل. وقد صمم مدرسة لها حدائق في وسط الصومال ومكتبة عامة في مدينة لاس عانود. وفي مقديشو، تزين الجدران البيضاء مطعم سلسبيل الذي وضع ديجان تصميماته بصور تبرز البيوت الصومالية القديمة ورجالا يرتدون الزي الصومالي التقليدي الذي يلتف حول الوسط. وقال ديجان “مساحات الأراضي المتاحة للناس عامة لاسيما في سياق عملية إعمار ما بعد حرب لها مغزى كبيرا لأنها تساعد الناس فعلا على الإحساس بالمسؤولية”. وتابع “وجود مساحة عامة سيفيد في المصالحة والسلام الذي يحتاج إليه الصومال ويتطلع إليه”.

مشاركة :