بكين 8 سبتمبر 2020 (شينخوا) بعد أن تم تشخيص إصابة السيد تشو بكوفيد-19 في مدينة شيان بمقاطعة هوبي بوسط الصين، في فبراير عندما كان الوباء مستشريا، تم إرساله إلى مستشفى محلي حيث تم الاعتناء به باهتمام من قبل فريق من العاملين الطبيين، بما في ذلك معالج نفسي، وتم إنقاذه عدة مرات من فكي الموت. بعد 47 يوما على سرير المستشفى، عاد الرجل الصيني البالغ من العمر 87 عاما، والذي لم يتم الكشف عن اسمه بالكامل لأسباب تتعلق بالخصوصية، أخيرا إلى منزله، وتعافى من مرض يُعتقد بأنه أكثر فتكا بكبار السن من غيرهم. وكان تشو واحدا فقط من بين عشرات الآلاف من الصينيين المصابين الذين تم إنقاذهم خلال الوباء. وتعد قصته شهادة على مبدأ شامل أيدته الصين بجد في الكفاح المضني لاحتواء العدوى منذ تفشي الوباء، وكذلك في قضيتها لتعزيز حقوق الإنسان على مر العقود: الحق في الحياة هو أهم جزء أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون أولوية في جميع الأوقات. وهذا هو السبب في أن بكين كانت على أتم الاستعداد لإنقاذ الأرواح بأي ثمن، سواء كان ذلك يعني إغلاق مدينة ووهان الأشد تضررا التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، أو تعليق اقتصادها إلى حد كبير. وقد آتت الإجراءات الصارمة بثمارها بالفعل. وقالت ورقة بحثية نُشرت في مجلة ((ساينس)) في إبريل إن الإجراءات الصينية السريعة والصارمة التي تم تفعيلها في أول 50 يوما ربما حالت دون إصابة أكثر من 700 ألف حالة جديدة. وكان لاستعداد الصين لحماية أرواح الناس بعد عالمي أيضا. لقد شاركت تجاربها الخاصة بمكافحة الفيروس مع بقية العالم، وأرسلت فرقا طبية إلى البلدان المتعثرة، والتي وصفها العديد من القادة الأجانب والعاملين الطبيين بأنها مساعدة في الوقت المناسب. كما يتجسد تأكيد بكين على الحق في الحياة أيضا في حملتها لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غرب البلاد. وكان هناك وقت حاول فيه انفصاليون وإرهابيون دوليون التسلل إلى الصين عبر شينجيانغ، حيث نفذوا سلسلة من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة مئات الأبرياء، بمن فيهم الأويغور. واتخذت الحكومة الصينية، التي تتحمل مسؤولية حماية سلامة وأمن السكان المحليين، إجراءات قائمة على القانون لاستئصال الإرهاب والتطرف. وكانت النتائج ملهمة حتى الآن - ولم يضرب أي عمل إرهابي شينجيانغ في السنوات الثلاثة الماضية. وفي الوقت نفسه، كرست الحكومة الصينية أيضا جهودها لحماية حق الشعب في التنمية على أساس حماية حقه في الحياة بهدف مساعدة الجميع على تحقيق أحلامهم في حياة أفضل. ويمكن اعتبار حرب الصين على الفقر كمثال في هذا الصدد. وأظهرت بيانات رسمية أنه في العقود السبعة الماضية، تم انتشال أكثر من 850 مليون صيني من براثن الفقر، مما ساهم بأكثر من 70 في المائة من أعمال الحد من الفقر على الصعيد العالمي. وفي حين تمكنت الصين من تحقيق معجزة اقتصادية والسعي إلى تعزيز المساواة المحلية، فإنها الوحيدة من بين جميع الدول الكبرى التي فعلت ذلك دون اللجوء إلى الحروب أو الاستعمار أو العبودية -- وكلها تنتهك حقوق الإنسان سواء في الحياة أو الحرية. ومع ذلك، متغاضين عن التقدم الذي أحرزته الصين في مجال حقوق الإنسان، فقد ركز بعض الساسة الأمريكيين على تشويه سمعة الصين بشأن هذه القضية. ولكن في الواقع، فإن واشنطن، التي تحب أن تصنف نفسها كمدافعة عن حقوق الإنسان، لديها سجل مؤسف في مجال حقوق الإنسان، إن لم يكن الأسوأ في العالم. وفي مواجهة الوباء المستشري، لم تبذل الإدارة الأمريكية سوى محاولات غير جادة لاحتواء التفشي. ونتيجة لذلك، يتصدر البلد العالم في عدد الحالات المؤكدة -- أكثر من 6 ملايين حالة، وعدد الوفيات -- قرابة 190 ألفا. وبينما يفتك المرض المميت بالمزيد من الأمريكيين، فإن المشكلة العرقية طويلة الأمد المتمثلة في عدم المساواة والظلم تزعزع استقرار الولايات المتحدة مع حدوث حالات "لا أستطيع التنفس" واحدة تلو الأخرى. وقال عالم الأوبئة الكندي بروس أيلوارد، الذي قاد فريقا من خبراء منظمة الصحة العالمية في مهمة مشتركة مدتها تسعة أيام للتحقيق بشأن كوفيد-19 في الصين في فبراير، ذات مرة: "لو إني أصبت بكوفيد-19، فإني كنت لأرغب بتلقي العلاج في الصين .. إنهم يعرفون ويهتمون بإبقاء الناس على قيد الحياة، ويفعلون ذلك بنجاح". إن حقوق الإنسان لا تتعلق جميعها بكل تأكيد بالحق في الحياة. مع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحق في الحياة هو شرط مسبق لكل شيء آخر. وفقط عندما تكون حياة الناس محمية بشكل جيد، يمكن أن يتمكنوا من استكشاف الإمكانيات الأخرى للحياة. وهذه الحقيقة أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى في مواجهة الوباء الذي لا يزال مستشريا، وللجنس البشري الذي يتقاسم مستقبلا واحدا مشتركا.
مشاركة :