انتهت الفترة النظامية لمجالس إدارات الأندية الأدبية، بعد مرور خمس سنوات على انتخابات الأندية، وهي انتخابات كانت الثانية في عهد وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. السؤال الآن لماذا توقفت حال الأندية بعد أن تم تجميد انتخاباتها، ووصول اللوائح الجديدة للأندية الأدبية إلى طريق مسدود؟. ويثار أكثر من سؤال هل السبب في عدم اعتماد الصيغة المعدلة والمتفق عليها؟ أم إن هناك نية للتراجع عن الانتخابات، وهل العودة لآليات التعيين السابقة محتملة؟ تدور تكهنات في الوسط الأدبي حول مستقبل الأندية الأدبية وفق متغيرات المعطيات الثقافية، وتوجهات التغيير، خاصة أن آمالهم تجددت بعد أن تم تداول أخبار اعتماد لوائح جديدة للأندية، وسمعنا عن هذه الأخبار منذ عهد وزير الثقافة والإعلام السابق، ولأن هذه اللائحة لم تفعل موادها سوى ما يخص الأمور الإدارية والمالية، فإن وضع غالبية الأندية مجمد ومنها نادي مكة الثقافي، وهو من الأندية العريقة، أما فيما يتعلق بانتخابات مجالس إداراتها الجديدة فقد انتهت فترة المجالس التي تم تعيينها قبل خمس سنوات، فهي لم تُفعّل بعد، ولم تتخذ الأندية أي إجراءات، للإعلان عن فتح باب قبول الترشح للعضوية في الجمعيات العمومية لها، تمهيدا للبدء في إجراءات الانتخابات، ذلك لأنها تنتظر تعليمات الوزارة. ويرى كثير من الأدباء والمهتمين بالعمل الثقافي، أن اللوائح، وإن كانت تلبي بعض احتياجاتهم وتعطي للمرأة الحق في أن يكون لها دورها كمشارك في تفعيل الحراك الثقافي، إلا أن العمل بهذه اللوائح مازال معطلا أو مؤجلا، أو في حكم المجهول. آليات انتخاب أعضاء الأندية ورؤسائها لمجالس إدارتها في دورة زمنية مقدارها خمس سنوات، من بين إشكاليات اللائحة التنظيمية الجديدة، ولكن بعد مرور أكثرمن أربعين سنة على تأسيس الأندية، وإجراء أول انتخابات في نادي جدة الأدبي عند تأسيسه، ابتهج المثقفون بتفعيل آليات الانتخابات لمجالس إدارات الأندية بعد استقالة مجلس إدارة نادي جدة الأدبي عام 1426 هـ، بانتخاب مجالس إدارات الأندية، من بين الأعضاء المسجلين في جمعياتها العمومية، بحصولها على أعلى الأصوات من قبل الأعضاء المرَشحِين، وتم التصويت بآلية نزيهة إلى حد بعيد. وما جرى فيه أنه لابد من الاستمرار في سياسة الانتخابات والعمل بها، لضمان التغيير وضخ دماء جديدة في الأندية لتنهض بدورها الثقافي والأدبي باعتبارها من مؤسسات المجتمع المدني، التي تحقق أهداف الدولة الاستراتيجية ثقافيا وفكريا وتربويا، على أن تترك نسبة من الأعضاء يتم تعيينهم من قبل الوزارة لضمان وجود مثقفين وأدباء لهم تجاربهم وخبراتهم. ومن شأن اللوائح التنظيمية الناجعة الشاملة أن تنعشها، ككيانات ثقافية تعمل بعقلية وروح المؤسسات الثقافية المدنية المستقلة، حيث سيكون للأدباء دورهم المتوثب للعطاء المتجدد والعمل على النهوض بأدبنا وأدبائنا. تقول الناقدة الدكتورة لمياء باعشن، وهي من الأديبات اللائي عاصرن تجربة نادي جدة الأدبي وكان لها دور في نجاحات نشاطاته، وإنجازاته، في تعليق لها على لوائح الأندية الأدبية، ورؤيتها في تفعيل دور المرأة في الأندية، أنها سترشح نفسها للدخول في الجمعية العمومية لنادي جدة الأدبي، والترشح لمجلس الإدارة، رغم ضبابية ما نصت عليه اللائحة التنظيمية للأندية، حول دور المرأة الفاعل في الأندية الأدبية.
مشاركة :