القاهرة:«الخليج»، وكالات جدد مجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية، في قرار أصدره، أمس الأربعاء، في ختام أعمال دورته 154 عبر «الفيديو كونفرنس»، برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إدانته استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، مؤكداً تأييده كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات العربية لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة، طبقاً للقانون الدولي، كما دان التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية. ندد الوزراء العرب، في الوقت نفسه، بسياسة الحكومة الإيرانية، وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية، والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية، والمذهبية، مشددين على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، وبالذات في دول الخليج ، وطالبوها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسجلة في الدول العربية، خاصة تدخلاتها فى الشأن اليمني، وللميليشيات الموالية لها، والمناهضة للحكومة الشرعية.ودانوا إمداد ايران لهذه الميليشيات بالأسلحة وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن، وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، ما ينعكس سلباً على أمن واستقرار اليمن، ودول الجوار، والمنطقة ، ويعتبر خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216.واستنكر الوزراء تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، داعين حكومة طهران إلى الكف عن ذلك ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية. وحمّل الوزراء «حزب الله» اللبناني الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة، والصواريخ الباليستية، ودانوا ما يصدر عن الأمين العام للحزب من خطاب عدائي وتحريضي، وإساءات مرفوضة لكل من دولة الإمارات ، والسعودية، والبحرين، واليمن، معتبرين أن ذلك يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لهذه الدول . وشددوا على ضرورة توقف «حزب الله» عن نشر التطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وجدد الوزراء إدانتهم الشديدة لاستمرار عمليات إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على السعودية من الأراضي اليمنية من قبل المليشيات الحوثية التابعة لإيران، معتبرين ذلك عدواناً صارخاً ضد المملكة، وتهديداً للأمن القومي العربي، مؤكدين حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها.وندد الوزراء بالتدخل الإيراني فى الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا، وأمنها، واستقرارها، ووحدتها الوطنية، مؤكدين أن هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة بالطرق السلمية، وفقاً لمضامين «جنيف 1». إدانة تدخلات أنقرة كما دان المجلس التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية.ودعا المجلس في قراره الختامي تحت عنوان «التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية الأعضاء في الجامعة»، الجانب التركي إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة.واكد المجلس رفضه وإدانته للتدخلات العسكرية التركية في ليبيا، وكذلك رفض وإدانة قيام تركيا بنقل مقاتلين ارهابيين أجانب للأراضي الليبية.وأكد المجلس رفضه وإدانته العدوان التركي علي الأراضي السورية، كما أكد رفضه وإدانته التوغل في الأراضي العراقية وطالب الجانب التركي بسحب كل قواته المتواجدة على أراضي الدول العربية.ووافق المجلس على إدراج بند التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية كبند دائم على جدول أعماله.كما أكد المجلس أهمية التضامن الكامل مع لبنان في مواجهة كارثة تفجير مرفأ بيروت.وأكد مواصلة دعم لبنان ومساعدته على مواجهة تداعيات هذه الكارثة. دعوة لإغاثة السودان وفي الشأن السوداني، أكد المجلس التضامن الكامل مع حكومة وشعب السودان الشقيق بهدف مواجهة تداعيات كارثة الفيضانات. وكان أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، ندد بتصاعد التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية من جانب إيران، وتركيا. وقال إن الجامعة تدين كل هذه التدخلات وترفضها، معرباً عن أسفه لتواصل هذه التدخلات التي اتخذت منحى خطيراً كان من شأنه تعقيد النزاعات القائمة في سوريا، واليمن، وإطالة أمدها.وأضاف، في كلمته الافتتاحية، استمرار تركيا في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها على الأراضي العراقية، ومؤخراً، انغمست أنقرة في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري المباشر. المنطقة تعيش على وقع أزمات متلاحقة وأكد أبوالغيط أن المنطقة العربية، والعالم، يعيشان على وقع أزمات متلاحقة تمثل لحظات استثنائية كاشفة عن عمق التعاطف الإنساني بين البشر، والشعوب، وقدرتهم على العمل معاً لمواجهة تحد مشترك.وأعرب أبوالغيط، عن الأمل في أن تتوصل الأطراف الليبية إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لا حل عسكرياً في ليبيا. محاولات جادة لبسط الاستقرار وقال أبوالغيط، إنه على الرغم من تصاعد الأزمات في المنطقة فإن هناك محاولات عربية جادة لبسط السِلم وتعزيز الاستقرار، وندعم ما تقوم به الحكومة العراقية من أجل تعزيز سيادة العراق، ووحدته الوطنية . وأعرب عن الأمل في نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة، في تجاوز الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد، مشدداً على أن ذلك يتطلب من الفريق الحكومي الجديد قدراً استثنائياً من التجرد والتسامي فوق كل مصلحة بخلاف مصلحة لبنان، وشعبه.ورحب أبوالغيط باستكمال اتفاقات السلام في السودان مؤخراً، معرباً عن أمله في أن تستكمل استحقاقات المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان. رفض عربي لخطة الضم الإسرائيلية وشدد أبوالغيط على أن القضية الفلسطينية كانت، ولا تزال، وستظل محل إجماع عربي، معرباً عن ثقته بأن الغاية التي تسعى إليها الدول العربية كافة، ومن دون استثناء، هي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن خطة السلام التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، لا تزال هي الخطة الأساس والمنطلق المتفق عليه عربياً لتحقيق سلام دائم، وعادل، وشامل، بين العرب، وإسرائيل.وأَضاف أن السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب منذ القمة العربية في 1996.. والسلام الذي تفهمه الشعوب العربية لن يتحقق بصورة كاملة وشاملة قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.وجدد، رفض مجلس الجامعة لخطة الضم الإسرائيلية، معتبراً أنها «جريمة حرب». .وأكد أن لكل «دولة حقها السيادي في مباشرة سياستها الخارجية بالصورة التي تراها، وهو حق لا جدال فيه».
مشاركة :