وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت اللقاح الذي يستهدف مكافحة مرض كوفيد-19، والذي تطوره شركة أسترا زينيكا البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد، بأنه المرشح الأول والأكثر تطورا في العالم. ورغم ذلك قالت الشركة يوم الثلاثاء إنها أوقفت التجارب، بما فيها الخاصة بالمرحلة الأخيرة، للسماح بأن تراجع لجنة مستقلة بيانات السلامة وإنها تعمل لتقليل أي تأثير محتمل على الجدول الزمني لطرح العقار. وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، لمحطة سكاي نيوز “واضح أن ما جرى يمثل تحديا لهذه التجربة الخاصة للقاح”. وجاء قرار وقف التجارب في أعقاب تقارير بأن الولايات المتحدة تستهدف تسريع خطى اعتماد اللقاح قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني. والمخاطرة هنا كبيرة لأن أسترا زينيكا، وهي أكبر شركة أدوية بريطانية من حيث القيمة السوقية، اتفقت بالفعل على تقديم ما يقرب من ثلاثة مليارات جرعة من اللقاح لحكومات في أنحاء العالم. وهذا أكبر من أي مشروع لقاح آخر. وعندما سُئل عما إذا كان التعليق سيمثل تراجعا لعملية تطوير اللقاح قال هانكوك “ليس بالضرورة، الأمر يتوقف على ما سيجدون عندما يجرون التحقيق”. وسوف تقدم معظم الدول إسهامات مالية لتطوير اللقاح حتى لو فشلت التجربة. ‘عمل روتيني‘ قالت هيئة التنظيم الطبي في بريطانيا إنها تراجع بشكل عاجل المعلومات المتاحة لتحديد ما إذا كان من الممكن استئناف التجارب في أسرع وقت ممكن. ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن أحد المقربين من الوضع قوله إن مشاركا في التجارب مقره بريطانيا وجد أنه مصاب بالتهاب النخاع الشوكي، وهو عرض التهابي يصيب النخاع الشوكي وغالبا ما ينجم عن عدوى فيروسية. وأوضح التقرير أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان لذلك صلة مباشرة بلقاح أسترا زينيكا. ورفضت أسترا زينيكا التعليق. وقال دوج براون، الرئيس التنفيذي للجمعية البريطانية لعلم المناعة، “الناس يمرضون لأسباب عديدة، وسيقوم فريق المشروع الآن بمراجعة متعمقة لسبب مرض هذا الشخص وما إذا كان مرتبطا بتطعيمه باللقاح أم لا”. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن أناس على صلة بالتجارب قولهم إنها قد تُستأنف الأسبوع المقبل بعد أن يتحقق مجلس مراقبة البيانات المستقل في الدراسة من الأمر. ولم يتسن الوصول على الفور لمسؤولي شركة أسترا زينيكا للتعليق على التقرير. وتسبب التعليق في انخفاض بلغ ثلاثة في المئة في سهم الشركة، التي لها ثاني أكبر ثقل في مؤشر فايننشال تايمز 100، وإن كان جرى تداوله بارتفاع 0.5 في المئة بحلول الساعة 1540 بتوقيت جرينتش. وبدأت تجربة اللقاح في بريطانيا في مايو أيار بمشاركة ما يزيد على 12 ألف شخص أعمارهم من خمس سنوات وحتى أكثر من 70 عاما. وأُطلقت الأسبوع الماضي التجربة الأمريكية، التي استهدفت 30 ألف مشارك، للقاح إيه.زد.دي 1222، والتي تجرى أيضا المرحلة الأخيرة من تجاربها السريرية في البرازيل وجنوب أفريقيا. ومن المقرر إجراء تجارب إضافية في اليابان وروسيا مستهدفة مشاركة 50 ألف شخص في أنحاء العالم. وقالت كوريا الجنوبية إنها ستتحرى التعليق وتراجع خطتها للمشاركة في تصنيع اللقاح، وأضاف يون تاي-هو المسؤول في وزارة الصحة أن مثل هذه التعليقات للتجارب السريرية ليست نادرة “مع تفاعل عوامل مختلفة”. وتردد صدى ذلك في شركة ليوكوكير الألمانية، التي تعمل على لقاح مشابه للقاح أسترا زينيكا لكن في مرحلة مبكرة. وقال ميكائيل شويل الرئيس التنفيذي للشركة “عندما تقوم بتطعيم 20 ألف شخص، فإن وقوع أحداث سلبية شديدة في مرحلة ما أمر مفروغ منه. وبمجرد استبعاد علاقة اللقاح بما جرى بشكل واضح، تُستأنف التجربة”. وأضاف أنه مع ذلك فإن الأمور المرتبطة بالمناعة مثل الالتهابات ستخضع لتدقيق خاص.
مشاركة :