وأكد مختصون في شؤون التنظيمات الإرهابية والشؤون السياسية لـ«اليوم» أن النظام القطري هو الراعي الأول للجماعات الإرهابية في لبنان وسوريا؛ إذ يقدّم تمويلات بمليارات الدولارات لميليشيات «حزب الله» في لبنان المدعومة من نظام الملالي الإيراني الإرهابي، كما تقدم قطر دعمًا سخيًا لداعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في سوريا، مؤكدين أن الدوحة ضالعة بقوة فيما تشهده الدولتان من فوضى.وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني: فضائح ومؤامرات النظام القطري رصدتها جهات إعلام عالمية، وليست عربية، فحسب بعد أن صارت الدوحة شريكًا دائمًا فيما تشهده المنطقة من قلاقل واضطرابات، ويكفي ما ذكره تقرير لصحيفة «دي - زيت» الألمانية عن دور قطر في تمويل إرهاب ميليشيات «حزب الله»، ودللت على ذلك بمعلومات عن «العميل» الذي لعب دور الوسيط في شراء أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة لصالح «حزب الله»، إضافة إلى إرسال مؤسسة قطرية تموّل الإرهاب وتعمل بستار العمل الخير، أموالًا ضخمة لتمويل أنشطة «حزب الله».رهان خاسروقال الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية مصطفى حمزة: قطر تسعى لإقامة علاقات قوية مع إيران، متوهّمة أن نظام الملالي قادر على حماية الدوحة في أزماتها المشتعلة مع جاراتها العرب، لكن تميم أمير قطر ينسى أن صفحات تاريخ إيران لا يوجد بها سطر واحد بدون غدر وخيانة، ما يعني أن رهان النظام القطري على ميليشيات «حزب الله» لوضع موطئ في لبنان، رهان خاسر؛ إذ إن هذه الميليشيات المدعومة والموالية لإيران باتت منبوذة في لبنان، وفي محيطها العربي، وفي عزلة لدورها في تنفيذ الأجندة الإيرانية التخريبية.وأشار حمزة إلى أن شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، كشفت في تحقيق موسّع عن تورط شخصيات دبلوماسية قطرية في تمويل التطرف بينهم السفير القطري لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي، الذي يتولى مهمة نقل الدعم المالي لميليشيات «حزب الله» منذ عام 2017، كما أوضح أنه بحسب صحيفة «واشنطن فري بيكون» الأمريكية، فإن «قطر الخيرية ومصرف الريان وبنك قطر الوطني» التي يسيطر عليها أفراد من العائلة الحاكمة القطرية على رأس قائمة المؤسسات القطرية المتهمة بتمويل الجماعات المتشددة، تحت ستار العمل الخيري.عصابة نصر اللهمن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية د. طارق فهمي: حسن نصر الله وأفراد عصابته يتلقون تمويلات من الدوحة تحت مظلة الجمعيات الخيرية القطرية، وحصلت مصادر بوكالة للعلاقات العامة في ألمانيا على أدلة تؤكد تمويل الدوحة لحزب الله بشكل سري، كما تبيّن أن النظام القطري دفع رشاوى لإخفاء وثائق تكشف زيف وخداع مسؤولي «حزب الله» وتورطهم في تفجير مرفأ بيروت حتى يسهل تنفيذ سيناريو نشر الفوضى في لبنان وإخضاع بيروت للدوحة وطهران.غضب دوليوتوالت ردود الأفعال الدولية الغاضبة تجاه سياسة قطر بتمويل «حزب الله»، حيث قالت السيناتور الفرنسي ناتالي جوليه التي قادت لجنة التحقيق في ملف الشبكات الإرهابية في أوروبا: لابد أن تكون لدينا سياسة أوروبية فيما يتعلق بقطر، وأن نكون حريصين فيما يتعلق بتمويلها للإرهاب.وأضاف إيان بيزلي جونيور، عضو البرلمان البريطاني: سلوك النظام القطري فاضح، ويجب على الحكومات في بلجيكا والمملكة المتحدة اتخاذ موقف حاسم.وقال الباحث السياسي السيد عبدالفتاح: لم يتوقف دور الدوحة في دعم جماعة الإخوان الإرهابية، بل احتضنت تنظيمات إرهابية أخرى مثل ميليشيا «حزب الله» والحوثيين وحركة الشباب الصومالية وغيرهم، كما تواصل الأسرة الحاكمة القطرية تمويل «حزب الله» لشراء معدات عسكرية متطورة.دعم القاعدةوأضاف عبدالفتاح: لقطر علاقة بحركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة وهو ما كشفه مؤخرًا رئيس المخابرات الصومالية السابق الجنرال عبدالله محمد الذي أوضح أن قطر الدولة الوحيدة في العالم التي لديها اتصال قوي مع التنظيم.وأشار إلى أن العلاقة بين قطر و«حركة الشباب الصومالية» بدأت 2004 مع انطلاق التنظيم الممثل لتنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، ويسيطر على مناطق واسعة جنوب ووسط الصومال، كما يرتبط أبرز قادته بشكل مباشر مع شخصيات قطرية.تورط الدوحةيُذكر أن تقريرًا بثته قناة المعارضة القطرية «مباشر قطر» كشف عن تورط الدوحة في دعم الميليشيات الإرهابية في سوريا لتدميرها وتخريبها وسرقة ثرواتها، ووثّق العثور على معدات بحوزة الإرهابيين قطرية المنشأ، وضبط ورشة كبيرة لتصنيع القذائف الصاروخية ومدافع محلية الصنع وقذائف بعيارات مختلفة وأخرى معدة للتفجير مباشرة يصل وزنها إلى ثمانية وثلاثين كيلو جرامًا كانت المجموعات الإرهابية تستخدمها.وأكد موقع «قطريليكس» التابع للمعارضة القطرية أن البرلمان الأوروبي ناقش مؤخرًا قضية تمويل نظام تميم بن حمد للإرهاب بالمنطقة، ودارت الأسئلة خلال جلسات البرلمان حول تمويل قطر للجماعات الإرهابية بالعالم، وعلى رأسها سوريا ومنطقة الساحل الأفريقي، وكذلك دورها المشبوه في ليبيا، بالإضافة إلى انتهاكات تميم لحقوق الإنسان وحرية التعبير في الدوحة.قطر المتورطة بتسليح «حزب الله» وتمويل صفقات أسلحته، سارعت إلى إعلانها إرسال مساعدات إلى لبنان بعد الانفجار الكارثي الذي ضرب بيروت مطلع الشهر، لكن تبيّن أن مساعدات الدوحة ليست للمنكوبين، بل لحزب الله الإرهابي، ونشر ناشطون لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات تظهر نقل المساعدات التي زعمت قطر إرسالها إلى المنكوبين بانفجار المرفأ إلى الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية معاقل حزب الله الإرهابي، فهذه الدويلة تسعى للعبث بلبنان، كما فعلت في سوريا وغيرها، لتثبيت الهيمنة الإيرانية وحماية سلاح «حزب الله».
مشاركة :