واشنطن – توصلت دراسة حديثة إلى أن القيام بأعمال طيبة ومساعدة الآخرين يمكن أن يكون جيدا لصحة الإنسان وسعادته. ولكن ليس كل السلوكيات الطيبة مفيدة لصاحبها؛ فالأمر هنا يتوقف على الكثير من العوامل، بما في ذلك نوع العمل الطيب وتعريف السعادة وسن صاحب العمل الطيب وجنسه وعوامل أخرى ديموغرافية. وقال مؤلف الدراسة الرئيسي براينت هوي، وهو باحث مساعد في جامعة هونغ كونغ، “السلوك الاجتماعي الإيجابي؛ مثل الإيثار والتعاون والثقة والتعاطف، كلها مكونات ضرورية لمجتمع منسجم وصحي”، بحسب ما نشرته الرابطة الأميركية لعلم النفس. وأضاف “إنها جزء من الثقافة المشتركة للإنسانية، ويظهر تحليلنا أنها تساهم أيضا في سلامة الصحة النفسية والبدنية”. وحلل هوي وزملاؤه 201 دراسة مستقلة فحصت الصلة بين السلوك الاجتماعي الإيجابي والسعادة. ووجدوا بشكل عام أن هناك صلة بسيطة بين الاثنين. ورغم أن حجم التأثير كان صغيرا فهو لا يزال مؤثرا، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الأشخاص الذين يقومون بأعمال طيبة يوميا، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية “سيكولوجيكال بولتين”. ووجد هوي وزملاؤه أن الأعمال الطيبة، مثل مساعدة جار مسن على حمل البقالة، كانت مرتبطة بجلب السعادة العامة أكثر من السلوك الاجتماعي الإيجابي مثل التطوع في جمعية خيرية. وقد يرجع ذلك إلى أن المساعدة غير الرسمية هي أمر عفوي وقد تؤدي بسهولة أكبر إلى تكوين روابط اجتماعية، وفقا لهوي. وقال إن العطاء غير الرسمي هو أيضا أكثر تنوعا وأقل احتمالا في أن يصبح مملا أو رتيبا. وبين هوي أن التأثيرات اختلفت وفقا للعمر، فأصحاب الأعمال الطيبة الأصغر سنا تحدثوا عن مستويات أعلى من السعادة العامة والسعادة النفسية، بينما تحدث الأكبر سنا عن مستويات أعلى من الصحة البدنية. وأكدت الدراسة أن النساء أظهرن علاقات أقوى بين السلوك الاجتماعي الإيجابي والعديد من مقاييس السعادة مقارنة بالرجال، ربما لأنه من المتوقع أن تكون المرأة نمطيا أكثر اعتناء وعطاء، وبالتالي تستمد إحساسا أقوى بالمشاعر الجيدة للتصرف وفقا لتلك الأعراف الاجتماعية.
مشاركة :