مع نهاية السنة الهجرية 1441 اختار مركز الدراسات الإستراتيجية بالشرق الأوسط «أنبا « القيام بدراسة تصنيفية للإعلام المكتوب من حيث الأداء في مجال مصداقية الخبر وصدقيته، هذا العمل الضخم الذي اختارت به «أنبا» تقييم أداء عمل عام كامل من الأداء الصحفي كان من غاياته تحفيز المؤسسات الإعلامية ذات المصداقية في الخبر وترسيخ ثقافة المصداقية والحيادية للمؤسسات الإعلامية في مجال الصحافة المكتوبة. ويعتبر مركز أنبا الشرق الأوسط من مراكز الدراسات الإستراتيجية والاستقصائية المثابرة في تقديم أطروحات أكاديمية وميدانية ذات جدوى اجتماعية وتنموية. فيما يخص داعي الاشتغال على مدونة الصحافة المكتوبة وتحديداً منها الورقية ذات المنصات الإلكترونية نظراً لواقع افترضته طبيعة الحال والمتمثلة في النهم القرائي المتزايد خلال الفترة الأخيرة وتحديداً مع استفحال جائحة كورونا وحاجة القراء إلى المعطيات والأرقام والإحصائيات الدقيقة والبحوث، فكان أن أنفق فريق عمل المركز الشهورالأخيرة من العام الهجري المنقضي في التقصي والتفحص والبحث في أداء الصحف المكتوبة العربية دولية كانت أو محلية اعتماداً على سلم مقاييس متفق عليه من فريق العمل المتكون من خبراء في علوم الاتصال وعلم الاجتماع وخبرات إعلامية محايدة هذا ولم يغلق المركز شأن تناول المنصات الإعلامية الأخرى بالدراسة والتقييم والتصنيف انطلاقاً من العام القادم، وبذلك يكون لإعلامي المادة الصحفية المحايدة والاحترافية والملتزم بميثاق الصحفي العالمي مكان من التكريم والدفع المعنوي، وكما نعلم حدوث جائحة كورونا التاجي جعل الإعلام العالمي أمام رسالة تاريخية متمثلة في مدى القدرة على الوفاء والولاء للإنسانية بقطع النظر عن التوجيهات والإيماءات الإعلامية العلوية في بعض البلدان. والملاحظ أن مشهد تقصي الوضع الوبائي لكورونا بالسعودية كان على غاية من الشفافية والمصداقية من مختلف الأطراف المتدخلة سواء سلطة إشراف أو مؤسسات إعلامية تعاملت مع الحدث بحيادية ضمنها لهم القانون وتوجهات الرؤية السعودية التحديثية 2030. وهو ما توافق مع خيارات تقييم مركز أنبا الذي راهن على المواكبة الحينية والمساهمة في التوعية ونشر ثقافة التوقي ولفت الانتباه بأفكار ومبادرات نيرة واستشراف بدائل لمختلف السيناريوهات المتوقعة وتخصيص ملاحق قارة يكون القراء على موعد دوري فيها مع التحاليل والملفات الاحترافية وإعطاء مساحات للرأي والتفاعل والاستنارة بخبراء يقدمون للقراء الإفادة طبياً واجتماعياً ونفسياً هذا إضافة للمعايير المهنية والمعتمدة في مجال علوم الاتصال التي تهم آلية نقل الخبر والتيقن من المصادر وشكل تقديم الخبر الصحفي وغيرها. وفيما يخص التصنيف الذي بعد الغربلة اصطفى 20 جريدة عربية تخضع للمقاييس المطلوبة في مجال الصدقية والابتعاد عن الإثارة وهي الصحف التي حازت على 40 نقطة من جملة 80 نقطة مطلوبة كسقف أعلى وفي قراءة أفقية للتصنيف نجد تميزاً للإعلام المكتوب السعودي حيث أحرزت جريدة الشرق الأوسط الدولية والصادرة ببريطانيا المركز الأول بـ72 نقطة وجريدة الجزيرة السعودية في المركز الخامس بـ50 نقطة وجريدة الرياض السعودية في المركز 14 بـ44 نقطة وجريدة عكاظ السعودية في المركز 18 بـ41 نقطة متساوية في ذلك مع كل من الوطن الإماراتية واليوم السابع المصرية. تفوق الصحف السعودية التي ثابرت خلال العام الهجري المنصرم وتميزت في أدائها خلال جائحة كورونا وهذا يعكس التمشي الوطني الحكيم في إعطاء الإعلام المكتوب ما يستحقه من دعم ومجالات تحرك ميداني وفكري ولو نظرنا إلى المرتبة المحققة من جريدة الجزيرة وهي الخامسة بـ50 نقطة نفهم الجهد المبذول والحرص الميكروسكوبي في مجال الدقة والنفاذ إلى المعلومة هذا التصنيف الأول من نوعه الذي كانت فيه المراكز الثلاثة الأولى لكل من الشرق الأوسط والقدس العربي والأهرام المصرية والمركز الرابع للدستور الأردنية وعلى مسافة نقطة واحدة جريدة الجزيرة السعودية له تأثير بالغ على أداء قادم الأيام في مجال الإعلام المكتوب العربي. قائمة العشرين للتصنيف 1441هجري أعطت المركز الأول من حيث عدد الصحف المتوجة للسعودية بـ4 صحف تم التعرض إليها ثم مصر بثلاث صحف هي الأهرام والأخبار واليوم السابع والأردن بصحيفتين الدستور والرأي ولبنان بصحيفتين النهار وذي دايلي ستار والكويت بصحيفتين القبس والأنباء والإمارات بصحيفتين الوطن والبيان وتونس بصحيفتين جون افريك الدولية الصادرة بفرنسا والشروق والبحرين بصحيفة واحدة الأيام والجزائر بصحيفة واحدة الشروق. والملاحظ في هذا التصنيف الغياب التام لصحف قطر التي أخرجتها كورونا وقلة مصداقية ما تنشره عن الجائحة من دائرة تصنيف المركز الذي رأى أنه لا توجد الجريدة التي تتوافق مع معايير التصنيف غير ما تم ذكره.
مشاركة :