اختتم مؤخراً مهرجان الجنادرية فعاليته دورته ال31؛ هذا المهرجان الذي يطل علينا كل عام مستقطباً عديداً من الفرق الشعبية والشخصيات الفكرية والشعرية والإبداعية ليكون الملتقى الأشهر والأضخم عربياً، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، افتتحت فعاليات المهرجان 1438 - 2017م، وذلك يوم الأربعاء 4/ 5/ 1438ه الموافق 1/ 2/ 2017 م، بمشاركة إمارات المناطق ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجهات الحكومية والأهلية، ومشاركة جمهورية مصر العربية الشقيقة (دولة ضيف الشرف للمهرجان). وفي هذا العام وضمن فعاليات مهرجان الجنادرية 31 أقيمت عدة أمسيات شعرية بمشاركة عدد من المنشدين أصحاب الأصوات العذبة كانت كالتالي: الخميس 5/5 / 1438ه: عوض الحرمكي (الإمارات)، زيد بن كروز (قطر)، ثاني الدهمشي. وقد شارك في أمسية الشيلات كل من: ناصر السيحاني، صالح آل مانعة (قطر)، عبيد السبيعي، ظافر القحطاني. الجمعة 6/ 5/ 1438ه: عبد المجيد الذيابي، علي بن محمد (الإمارات)، بدر المحيني (الكويت)، سامي العرفج. أما أمسية الشيلات فقد شارك فيها: حسين آل لبيد، معاذ آل جماز، منير البقمي، نياف تركي، غزاي بن سحاب. كما شاركت عديد من الفرق الشعبية من داخل وخارج المملكة لتشعل ليالي الجنادرية الباردة بأجمل الفنون والرقصات الشعبية والموروثات القولية والحركية الأصيلة. وضمن فعاليات قرية منطقة عسير شاركت فرقتا عسير ورجال ألمع بعديد من الفنون الشعبية المميزة كالعرضة الجنوبية والخطوة والدمة... وقد صدح الشعراء عبد المجيد العمري وعبد الله العمري وعبد الله الألمعي وهادي الألمعي وحمود العاصمي بأبدع الألحان الجنوبية العسيرية، التي استقطبت الجماهير الغفيرة للقرية. أما قرية الباحة فقد تألقت كعادتها في حضور جماهيري غفير خصوصاً في الأيام المخصصة للعوائل، وبمشاركة فرقة الباحة التي استرعت انتباه الزوار في وسط رمي مقاميع البارود وإبداعات الشعراء: مبارك أبو علاج، عبد الله بن سويلم، إبراهيم الشيخي، علي البيضاني، الدرمحي، بن تهامي، رياض الخزمري، خالد بن جلسة، خالد الشيخي، ابن صنيق... وضمن فعاليات قرية منطقة مكة شاركت فرقة بني يوسف بثقيف للفنون الشعبية في فعاليات المهرجان بجناح مكة المكرمة، حيث صرح لنا الأستاذ سلمان الثقفي قائلاً: لقد قدمت فرقة بيني يوسف بعض الألوان الشعبية المعروفة في محافظة الطائف والقرى المجاورة لها ومنها لون العرضة ولون الزملة والسامري، حيث تخلل هذه العروض الكثير من القصائد الوطنية التي لاقت تفاعلًا منقطع النظير من الجماهير، ما أضفى جواً من الحماس، كما شاركت فرقة بني يوسف الشعبية وفرق الجناح الأخرى في أوبريت وطني من كلمات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وألحان الأستاذ أحمد عبده، حيث رسمت لوحة وطنية جميلة فيها تناغم جميل وتنوع للألوان الشعبية ليكون هديةً من جناح مكة المكرمة لزائريها، كما استقبلت فرقة بني يوسف بثقيف الكثير من المسؤولين والإعلاميين والزوار في مقر بيت الطائف، ولعل زيارة صاحب السمو الأمير متعب بن ثنيان بن محمد آل سعود من أبرز الزيارات التي تشرفت الفرقة بها بمشاركة من سموه في لون العرضة. كما كان لفرقة جيزان وفيفا حضور مميز ولافت للانتباه، وذلك بسبب تعدد الفنون وجمالها الإيقاعي الأصيل، ومن تلك الفنون السيف، وفن الهصعة الذي تألقت في أدائه فرقة فيفا في تناغم وتجانس مميز مع شاعر الفرقة أحمد يحيى، وبمتابعة حثيثة من رئيس الفرقة العقيد الشاعر يحيى بن أحمد الفيفي. أما فرقة نجران فقد تألقت هي الأخرى بفقراتها الإيقاعية المميزة والحماسية، التي جعلت الجماهير يشاركونها الرقصات النجرانية الأنيقة. وكان لقرية القصيم وحائل والقريات حضورها الرائع من خلال الفنون الشعبية التي قدمتها من خلال فن السامري والعرضة والدحة وعديد من الفنون الرائعة والأصيلة. وضمن فعاليات المهرجان كان لدولة قطر الشقيقة مشاركة فعالة من خلال 200 مشارك في فعالياتها المتعددة لهذا العام، التي تنوعت في أشكالها واتفقت في مضمونها السامي. من هذه الفعاليات: العرضة القطرية. المقطر (بيت العقيد) التي تضمنت فعالية الربابة، والأمسيات الشعرية والرواية. فعالية البدع، تضمنت التراث والفلكلور البحري. فعالية الشقب، تضمنت ركوب الخيل للزوار مجاني، حيث يوجد في الجناح 10 رؤوس من الخيل. فعالية العزبة، تتضمن ركوب الهجن، ويشارك فيها 12 مطية. فعالية السيارات القديمة. فعالية النصع، وتتضمن الرماية بالبنادق للزوار. وقد لفت انتباه الزوار المسيرة الشعبية التي يشارك فيها جميع الفرق الشعبية مخترقة أرض المهرجان في كرنفال رائع يجسد الوحدة الوطنية في تنوع متجانس وأصيل، كما لفت انتباه الزوار الزيارات التي تقوم بها الفرق لبعضها البعض ومشاركة كل فرقة الأخرى في مقرها. مشاهدات من المهرجان: * لوحظ هذا العام الإقبال الكبير جداً. * اضطر كثير من الزوار للوقوف على بعد عدة كيلو مترات من موقع المهرجان. * اضطر بعض الزوار للعودة لوقوف المركبات بالساعات قبل وصولها مقر المهرجان. * تميز رجال الحرس الوطني في تنظيم الحشود البشرية الضخمة الوافدة إلى المهرجان. * كانت جهود رجال المرور ملموسة رغم الكثافة الكبيرة من المركبات. * لم يثن الزوار المطر والبرد القارس عن الحضور مع أبنائهم. * مهرجان الجنادرية فرصة لممارسة رياضة المشي دون الشعور بالتعب. * الأنشطة الثقافية والترفيهية الخاصة بالأطفال كان لها حضورها الرائع والفعال.
مشاركة :