صحيفة المرصد: في أحدث أعدادها اليومية، رأت صحيفة ناشونال إنترست الأمريكية، أن الحزب الجمهوري الأمريكي يسير نحو الوقوع في فخ، وأنه إذا لم يلح في الأفق ما قد يساعد من تغيير الأمر، فإن الجمهوريين في الكونغرس سوف يصوتون بالإجماع، لمعارضة الصفقة النووية مع إيران وفقا لموقع "24 الاماراتي". وفي ذات الوقت، يبدو أن جميع المرشحين الجمهوريين للرئاسة الستة عشر، سوف يركزون في حملاتهم على معارضة الاتفاق. وبالإضافة إليه، يقول ما لا يقل عن ثلاثة مرشحين عن الحزب الجمهوري بأنهم سينقضون الاتفاق حال فوزهم بالرئاسة. وهؤلاء هم ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا، وسكوت ووكر عن ويسكونسون، وتيد كروز عن ولاية تكساس. ولا شك في أن باقي المرشحين سوف يحذون حذوهم. وتلفت الصحيفة إلى أن نقاشاً مطولاً سوف تشهده أروقة الكونغرس الأمريكي، والذي يسعى أعضاؤه الجمهوريون لإضعاف سلطة الرئيس في رفع العقوبات ضد إيران. ومن ثم ستجري مناقشات ضمن الحملة الرئاسية القادمة، ومن خلال جميع تلك النقاشات يتوقع أن يفقد الحزب الجمهوري حجته جراء ضعفها ولكونها مثقلة بالتضارب، بحيث سيرفضها الشعب الأمريكي في نهاية الأمر. وتشيرالصحيفة في البداية لرد الحزب الجمهوري على قول أوباما بأن الحرب هي الخيار الوحيد الذي تواجهه الولايات المتحدة بشأن الاتفاق الجاري، والذي رغم عدم مثاليته فهو عاقل، ويمنع أو يؤجل إتمام برنامج إيران النووي. فقد رأى معارضو الاتفاق بأن ذلك القول غير مقبول ولا هو صحيح، لأنه هناك خيار فرض عقوبات أشد من أجل إجبار إيران على التوقيع على صفقة أفضل وأشمل. ولكن ذلك الرد تعترضه مشكلتان. في البداية، لا يتوفر دليل على احتمال التوصل إلى صفقة أفضل فيما لو زادت الولايات المتحدة من ضغوطها عبر فرض عقوبات أشد. فقد جاء الاتفاق الحالي ثمرة مفاوضات شاقة وطويلة تركزت على التوصل لنقطة يستطيع الجميع التعايش معها، وليس بوسع أي طرف الادعاء بتحقيق نصر نهائي. وترى الصحيفة بأنه ليس هكذا تجري المفاوضات، وليس بالتأكيد ما يحقق المصلحة القومية والكبرياء الوطني. ومن هذا المنطلق، لا يعد ما تحقق مثالياً من وجهة النظر الأمريكية، ولكن لا شيء مثالي يمكن أن يتحقق في مثل هذه الظروف. ومن جهة أخرى، ترى الصحيفة، بأنه لو كان بالإمكان التوصل لصفقة أفضل في مرحلة سابقة، فإن الظروف الحالية لا تحققها. وبعد أن قطعت إيران شوطاً من خلال جلسات تفاوض شاقة، لن تعود إلى المربع رقم واحد لأن تيد كروز أو راند بول يرفضون الاتفاق. إن خيار إيران الوحيد سيكون في المضي قدماً نحو تصنيع أسلحة نووية كورقة تفاوض مستقبلية من أجل رفع العقوبات، ومن أجل تقويتها لمواجهة حرب تدعو لها الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدد من الساسة الأمريكيين من أصحاب الفكر ذاته. وبالإضافة لكل ما سبق، تقول الصحيفة ليست أمريكا الطرف الوحيد في هذه الصفقة. فقد وقعت عليها كل من الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن أي من تلك الدول سوف ينصرفون بعيداً عنها. ومن هنا، كيف للولايات المتحدة أن تعزل نفسها عما يسمى بالقوى (٥+١)، والضغط منفردة على إيران من أجل إعادة التفاوض على الصفقة، وخاصة أن تلك الدول تعمل ضمن مجلس الأمن الدولي من أجل رفع العقوبات عن إيران؟. وستكون النتيجة درجة من العزلة الأمريكية لم تشهدها منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية. وتقول الصحيفة، بالعودة لخياري أوباما، السياسة الحالية أو حرب محتملة. لم يتضح هذا الخيار في الوعي الوطني الأمريكي حتى الآن، ولكنه سيتضح. وليس الشعب الأمريكي مغفل، ولكنه سيكون قادراً على تقييم حجج كلا الجانبين، ولن تكون حجة أوباما أكثر منطقية وحسب، بل سيكون لها مصداقية أكبر عند النظر للمخاطر الحقيقية بعين الاعتبار. وعند تقييم أية مخاطر، يبرز عنصران أساسيان. أولهما قوة الجانب السلبي للخطر، وثانيهما احتماله. فإنه ليس من الصعب تخيل كبر حجم الكارثة التي ستلي أي حرب أمريكية ضد إيران( وهي أشد من الكارثة التي أعقبت حربنا مع العراق). وحيث سوف تتطلب تلك الحرب نشر قوات برية كبيرة العدد، والتزامات مالية مرهقة، ووقوع أعداد كبيرة من القتلى، واحتمال وقوع اضطرابات مدنية، فضلاً عن مزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وزيادة عزلة الولايات المتحدة في العالم، واحتمال انتقال الحرب إلى مناطق أخرى في العالم.
مشاركة :