فكرت كثيرا... كيف أكتب عن مصر؟! وماذا أكتب؟! ومن أين أبدأ؟! عدة تساؤلات شغلت تفكيري فمصر العظيمة لن يكفيها مقالات ولن تتسع لسرد حقبة واحدة من تاريخها المشرف عبر العصور مجلدات. وتعجز الكلمات عن التعبير عن مكانتها وعظمتها بين الأمم فهي تاج على الروؤس وأم الدنيا كلها. مصر تضرب بجذورها في عمق التاريخ مصر يفوح عبق ماضيها التليد ويملأ الأرجاء مصر حاضرها ينبض بالأمل والحياة وبإذن الله وتوفيقه ينتظرها غد مشرق ومستقبل باهر ملئ بالتنمية والرخاء لشعبها العظيم. اسمحوا لي أن نعرج على لمحات ومحطات هامة في تاريخ مصر ومكانتها بين الأمم ونبحر سويا في خضم تاريخها العريق ولن أوفيها حقها مهما كتبت من مقالات. قرون تجري آثر قرون... أعوام تولد ثم تموت، حضارات شيدت ثم اندثرت، دول عظمى سارت تعيش في غياهب الجهل ومصر كانت صاحبة أعظم وأعرق وأقدم الحضارات عبر العصور. تاريخ مصر ومكانتها ملحمة وطنية عظيمة يطول الحديث عنها. في البدء كانت مصر أم الدنيا وحضارتها، مصر جاءت ثم كتب بعدها التاريخ، مصر عظمة وعراقة الأبناء، مصر أصالة وعزة الأحفاد، مصر ظلت قوية... عزيزة... أبية على مر تاريخها مصر وقفت بأبنائها المخلصين في وجه الأعداء وحافظوا على استقلالها وتطهيرها من الهكسوس والتتار والفرنسيين وغيرهم، على أرض مصر وخارجها تحقق النصر المجيد في العديد من المعارك وعلى أرض سيناء الحبيبة دمرنا أسطورة إسرائيل التي لا تقهر وخط بارليف وأعدنا الأرض لحضن الوطن. على أرض مصر وعلى ضفاف نيلها الخالد عاش فراعنة مصر العظام وتركوا لنا أعظم وأعرق الحضارات. وعلى أرضها مرت السيدة مريم العذراء تحمل رضيعها السيد المسيح عليه السلام... برفقة يوسف النجار في رحلة العائلة المقدسة هربا من اضطهاد الرومان. وعلى جبل موسى " طور سيناء " تلك البقعة المباركة كلم سيدنا موسى ربه وتلقى الوصايا العشر. ويكفي المنيا وأهلها وأنا منهم فخرا أن السيدة مارية القبطية زوجة رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مواليد مركز ملوى بالمنيا. على أرض مصر عاش سيدنا يوسف عليه السلام وصار أكثر الرجال نفوذا إلى جانب ملكها. مصر جاء ذكرها بالقرآن الكريم في عدة مواضع صريحة وأخرى يقصد بها مصر. مصر بها خير أجناد الأرض كما أبلغنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. مصر كانت ومازالت أرض الكنانة لها مكانة متفردة بين البلدان متفردة بجغرافيتها وطبيعتها وسكانها فقد حباها الله موطنا للعديد من أنبيائه عليهم السلام. قال عنها هيرودوت المؤرخ اليوناني " مصر هبة النيل" وأنا أزيد أنها أيضا " هبة المصريين" شعبها مضياف يتميز بالكرم والطيبة وخفة الدم (ولاد البلد) في التعامل مع كل البشر ومن مختلف الأصناف لمصر مكانة كبيرة بين جميع الدول ولها الكثير من التقدير والإحترام من مختلف البلدان. مصر على مر عصورها لم تعش لنفسها أبدا بل ساندت و وقفت بجوار العديد من الدول لنيل استقلالها وتحقيق التنمية الشاملة على أراضيها، مصر ساندت اليمن، الكويت، الجزائر، مصر ساندت الشعوب الأفريقية في حركات التحرر من المستعمر والخلاص من ويلات الاحتلال لأراضيهم. مصر دائما ما تقف مع دول الجوار العربية وتفتح ذراعيها للتعاون المثمر مع كل دول العالم. عاشت مصر حرة عزيزة أبية مرفوعة الرأس هاماتها في السماء رايتها عالية خفاقة حفظ الله مصر أرضا وشعبا سالمة آمنة مؤمنة وجعل كيد اعدائها في نحورهم. حبيبتي مصر ليس هذا كل ما في جعبتي لك من حب يا وطني الغالي سلمت من كل شر.
مشاركة :