التكنولوجيا تفتح الباب على خيارات جديدة أمام الكتاب

  • 9/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» ناقش «نادي الناشرين»، دور شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في دعم صناعة النشر وأثرها على الترويج لأعمال المؤلفين والوصول لأكبر شريحة من القرّاء. واستضاف النادي في أول جلساته التي أقيمت عن بُعد عبر منصة التواصل المرئي (زووم)، الدكتور مجدي عبد الله إبراهيم، مدير دار ماهي للنشر والتوزيع، الذي تطرق للحديث عن الحلول الواعدة والمبتكرة لتسويق المؤلفات عبر شبكة الإنترنت، وضرورة أن يستفيد الناشر من الأدوات التي تقدمها خاصة تلك التي ترافقت مع الظروف التي فرضت على العالم جرّاء الجائحة. وأوضح إبراهيم، خلال الجلسة التي أدارها الدكتور عماد الدين الأكحل، مؤسس ومدير شركات «إبييدي» لبيع ونشر الكتب الورقية بالمملكة المتحدة ومصر، أن انتشار فيروس كورونا المستجد أدى إلى تضرر قطاع النشر، لكنه في الوقت ذاته أوجد الكثير من الخيارات التي يمكن الاستفادة منها للخروج بأقل الخسائر، أهمها الاعتماد على شبكة الإنترنت. قال: «أشارت العديد من الدراسات والإحصائيات إلى وجود نحو 380 مليون مستخدم للإنترنت في الوطن العربي فقط، فلو استطاع الناشر أن يصل إلى 10٪ منهم، فقد استقطب قاعدة كبيرة من العملاء، فهذا الفضاء الافتراضي بات اليوم فرصة سانحة أمام الناشرين والكتّاب على حدّ سواء للاستفادة مما يقدمه من خيارات تسهّل من عملية الترويج وتلعب دوراً فاعلاً في الارتقاء بأعمالهم ومضاعفتها وتجاوز أي خسائر». وتابع:«صحيح أن جميع الخيارات متاحة والكثير منها بالمجان، لكن هناك أساسيات يجب على الناشرين التقيّد بها أهمها وضع خطط ورؤية واضحة تسهم في توسعة دائرة العملاء المستهدفين، لأننا ندرك حقيقة حجم المنافسة التي يشهدها سوق النشر، لهذا يجب الاهتمام بتطوير أساليب التسويق عبر الانترنت وإنشاء قواعد بيانات عن الناشرين وأعمالهم، ورصد العملاء الفعليين والمحتملين، كما أن العمل على الترويج للكتب من خلال الإعلانات المدفوعة والتي يمكن لها أن تصل لآلاف القرّاء أمر مهم ويجذب الانتباه لنشاط الدار وإصداراتها». وعن قلة التكاليف وسهولة الوصول التي يمكن للناشر أن يستفيد منها عبر شبكة الانترنت قال الدكتور مجدي عبد الله إبراهيم: «البريد الإلكتروني وحده يشكّل نقطة قوة في آلية عمل الناشرين، فهو بلا تكلفة ويمكن إرسال ملايين الرسائل بكبسة واحدة دون أن يتكبّد الناشر أعباء تتعلق بمصاريف الأوراق والنقل والشحن وما إلى ذلك، فضلاً عن أن شبكة الإنترنت توفّر أساسيات بيئة الأعمال الناجحة مثل خدمة العملاء والاستماع لمقترحاتهم وشكواهم والتواصل معهم وغيرها». مراوحة ولفت إلى أن استخدام البريد الالكتروني وغيره من الوسائل التقنية المتاحة بمعزل عن وجود الأفكار الإبداعية مثل الاهتمام بكتابة محتوى جيد، وإرفاقه بتصاميم جاذبة ذات رسالة واضحة، ومواد مرئية تترجم فكرة المحتوى بصيغة تفاعلية، لا يجدي، ويسهم في أن تبقى أعمال الدار تراوح مكانها. من جانب آخر أشار الدكتور مجدي إلى أن الترويج للأعمال من خلال الاستعانة بالأشخاص المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمر مهم، وقال: «صورة واحدة التقطت للاعب كرة مشهور وهو يقرأ كتاب (فنّ اللامبالاة) كانت كفيلة ببيع ملايين النسخ من الكتاب، هذا يجعلنا ندرك أهمية الدور الذي يلعبه المؤثرون في الترويج للكتب تماماً مثل أي منتج آخر، لكن على الناشر أن يراعي اختياره للشخصيات وأن يكون على دراية بالجمهور الذي يستهدفه». وأكد أن الناشر يهتم بإيصال الكتاب للقارئ، لكن هنالك دوراً يلقى على عاتق الكاتب نفسه في الترويج لكتابه. الكثير من الكتاب يعتقدون أن مهمتهم الكتابة فقط، وهذا أمر خاطئ ويضعف انتشار العمل، لهذا يجب على الكتّاب أن يشاركوا في الترويج ويسعوا من أجل إيصال مؤلفاتهم للقراء، ويحرصوا في الوقت ذاته على تقديم أنفسهم وإبداعاتهم بشكل شخصي لا أن يبقوا في الظلّ ويتركوا الأمر للناشرين وحسب. وأوضح أن اهتمام الناشرين بالوجود على شبكة الانترنت لا يُضعف حضورهم على منصات المعارض الدولية للكتب، بل على العكس يعززها ويستقطب شريحة أكبر من الجمهور، وقال: «القارئ عندما يجد الناشر أو المؤلف حاضرين على مواقع التواصل الاجتماعي تتعزّز علاقته بهم، فالكثير من روّاد التواصل الاجتماعي يتابعون كتّابهم المفضلين، أو يناقشون كتبهم ويتحدثون عنها في مجموعات ومنتديات ثقافية».

مشاركة :