أعرب عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، هنا اليوم (الخميس)، خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شانغهاي للتعاون، عن استعداد الصين للتنسيق الوثيق مع شركائها لتوجيه المنظمة نحو التعامل مع المخاطر والتحديات بطريقة أكثر فعالية. وقال وانغ إن تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يغير العالم بشكل عميق؛ الاقتصاد العالمي يعاني من ركود غير مسبوق، والتنمر الأحادي يزداد، والحوكمة العالمية في مياه عميقة. وأضاف أنه في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة جميعها تظل الاتجاه الذي لا رجوع فيه في العصر الحالي، وأن التنسيق بين الدول في مكافحة المرض يظهر القوة الكبيرة للتعددية، وأن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية أصبح خيارا حازما لعدد متزايد من الدول. وخلال الاجتماع، قدم وانغ خمسة اقتراحات بشأن تعزيز التعاون في إطار منظمة شانغهاي للتعاون. وأوضح وانغ: أولا، ينبغي على الدول الأعضاء في المنظمة دعم بعضها البعض بقوة وحماية المصالح الأساسية لبعضها البعض، لافتا إلى أن القوى الأجنبية لم تتوقف قط عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في المنظمة، وأن مقاومة التدخل الأجنبي تمثل تحديا مشتركا لجميع الدول الأعضاء في المنظمة. كما أكد أهمية التأسيس القوي لحس مجتمع مصير مشترك للبشرية، ودعم بعضنا البعض بقوة في اتباع مسار تنمية يناسب الظروف الوطنية الخاصة، وكذلك الحفاظ على الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي، وعدم السماح أبدا للقوى الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في المنظمة، وعدم السماح بنجاح "ثورة ملونة" في هذه المنطقة، وعدم السماح بتقويض السلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي. وقال إنه طالما أننا نتحد ككيان واحد ونتعاون بإخلاص، ستمتلك شعوبنا مستقبل بلادنا، وسنحافظ على الاستقرار الإقليمي، الذي تحقق بشق الأنفس، بشكل فعال. ثانيا، ينبغي على الدول الأعضاء في المنظمة الاستمرار في الاتحاد والتعاون لهزيمة (كوفيد-19) بشكل مشترك، كما قال وانغ، معربا عن استعداد الصين لتعميق التعاون مع جميع الأطراف في مكافحة المرض، ومواصلة تعزيز إنشاء آليات مشتركة للوقاية والسيطرة في المناطق الحدودية، وإعطاء الأولوية لحاجات الدول الأعضاء في المنظمة بعد نجاح الصين في تطوير لقاحات مضادة لكوفيد-19 واستخدامها. وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أنه يتعين تعزيز التعاون في مجال الصحة العامة، وتنفيذ نتائج منتدى منظمة شنغهاي للتعاون الذي أقيم عبر الإنترنت بشأن الطب التقليدي، ومساعدة جميع الدول في دحر المرض في أسرع وقت ممكن. وأوضح وانغ أنه يتعين دفع المجتمع الدولي نحو الالتزام بالاتجاه العام للتعاون في مكافحة المرض، ومعارضة تسييس المرض ووصم الفيروس والأقوال والأفعال الخاطئة التي تتعارض مع المكافحة العالمية للمرض، ودعم منظمة الصحة العالمية لتلعب دورها المناسب، وتعزيز بناء مجتمع عالمي من الصحة للجميع. ثالثا، على الدول الأعضاء في المنظمة، الاستمرار في تقاسم السراء والضراء لحل مختلف المخاطر الأمنية، حسبما قال وانغ. وقال إنه يتعين علينا ممارسة مفهوم أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، والحفاظ على ممارسة أقسى الضغوط ضد (تركستان الشرقية) وغيرها من القوى العنيفة والإرهابية، ومنع (القوى الثلاث) بشكل صارم من استخدام المرض ذريعة لإحداث الفوضى. وأوضح وانغ أنه يتعين علينا أيضا التركيز على الوضع الأمني الإقليمي، وتحسين آلية التعاون الأمني لإنفاذ القانون في المنظمة، وتنفيذ اتفاقية المنظمة لمكافحة التطرف، والحد بحزم من انتشار جميع أنواع الأفكار المتطرفة، ومعارضة المعايير المزدوجة في قضايا مكافحة الإرهاب. وفي معرض الإشارة إلى أن الصين اقترحت حديثا "المبادرة العالمية بشأن أمن البيانات" لضمان التدفق الآمن والمنظم للبيانات وتوفير مخطط لصياغة القواعد الدولية للأمن الرقمي، قال وانغ إن المبادرة تستجيب للشواغل العامة وتفي بالحاجات المشتركة لدى جميع الأطراف، مضيفا أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة مرحب بها للانضمام إلى المبادرة. رابعا، على منظمة شانغهاي للتعاون الالتزام بالتنمية المنسقة وتعزيز التعافي الاقتصادي في الدول الأعضاء، حسبما قال وانغ. ونوّه إلى أن أعضاء المنظمة ينبغي أن يوازنوا بين مكافحة المرض وتنمية الاقتصاد، وتعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي ومواءمة استراتيجيات التنمية، وخلق "ممرات سريعة" لتبادل الأفراد و"ممرات خضراء" لنقل البضائع، وضمان الاستقرار والقدرة التنافسية لسلاسل الصناعة والإمداد في المنطقة، والاستمرار في تسهيل التجارة والاستثمار، والتدعيم الشامل لبناء الحزام والطريق عالي الجودة. وأوضح أن الصين تؤسس نمطا جديدا للتنمية يتميز بالتداول المزدوج، الذي يتخذ من السوق المحلية دعامة أساسية ويسمح للسوق المحلية والأسواق الأجنبية بدفع بعضها البعض، مضيفا أن الصين ستفتح الاقتصاد بشكل أكبر وعلى استعداد لمشاركة فرص الأعمال الجديدة مع الشركاء. خامسا، يتعين على المنظمة التمسك بالتعددية وتحسين الحوكمة العالمية، حسبما قال وانغ، مشيرا إلى أن الدول توصلت إلى توافقات بشأن ضرورة الحفاظ على النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة وفي أساسه القانون الدولي. وأضاف وانغ أن التمسك بالتعددية أصبح أساسا للاعتماد الوطني على الذات، خاصة بالنسبة للعديد من الدول متوسطة وصغيرة الحجم داخل المجتمع الدولي. وقال إن الولايات المتحدة، باعتبارها قوة عظمى، تتمسك بعناد بسياسة "أمريكا أولا"، وتمارس الأحادية، وتنسحب بشكل متكرر من المنظمات والمعاهدات الدولية، مضيفا أن الولايات المتحدة تتخلى عن التزاماتها الدولية الواجبة وتسعى لتحقيق مكاسب خاصة بها على حساب المصالح المشروعة للدول الأخرى. ولفت إلى أن الولايات المتحدة أصبحت "أكبر مدمر" للنظام الدولي المعاصر، مشيرا إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون ينبغي أن تقف بثبات مع التعددية والإنصاف والعدالة، وأن تتحرك في اتجاه التاريخ. وأوضح وانغ أنه ينبغي على المنظمة الدفاع بحزم عن الوضع الأساسي للأمم المتحدة، وحماية سلطة القانون الدولي، ومنع سياسات القوة من جر العالم مرة أخرى إلى "قانون الغاب"، ومقاومة التنمر الأحادي الذي يعيق مقرطة العلاقات الدولية.
مشاركة :