أعلنت قطر اليوم (الخميس) أنها ستستضيف مفاوضات سلام مباشرة بين الأفغان يوم السبت المقبل، مؤكدة أن هذه المفاوضات ستكون خطوة مهمة نحو إحلال السلام المستدام في أفغانستان. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم على موقعها الإلكتروني إنه "يسر دولة قطر الإعلان عن استضافة الدوحة لمفاوضات السلام الأفغانية، والتي ستنطلق يوم السبت الموافق 12 سبتمبر الجاري". وأضافت أن هذه المفاوضات المباشرة بين مختلف أطياف الشعب الأفغاني تعد خطوة جادة ومهمة نحو إحلال السلام المستدام في افغانستان، خاصة بعد توقيع الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان الأفغانية اتفاق إحلال السلام في أفغانستان بداية هذا العام. ونقل البيان عن المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق بن ماجد القحطاني، قوله إن قطر "لطالما آمنت بالدبلوماسية والحوار البناء والمباشر بين أطراف النزاع". وأضاف القحطاني أن الدوحة تواصل اليوم عملها لتحقيق الاستقرار في المنطقة، معربا عن شكره لكل الأطراف والشركاء الدوليين، الذين ساهموا في جعل هذه اللحظة التاريخية حقيقة على أرض الواقع، على حد تعبيره. من جانبها، أعلنت حركة طالبان استعدادها للمشاركة في المفاوضات واعتزامها المضي في عملية التفاوض بشكل جيد. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان بالدوحة محمد نعيم، في بيان نشره على حسابه في (تويتر) إنه طبقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، فإن الحركة تعلن استعدادها للمشاركة في الاجتماع الافتتاحي للحوار بين الأفغان يوم السبت المقبل. وأكد البيان أن طالبان "تعتزم إجراء عملية التفاوض بشكل جيد وإقامة سلام دائم ونظام إسلامي خالص في إطار القيم الإسلامية والمصالح العليا لبلدنا". ووقعت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية في نهاية فبراير الماضي في الدوحة اتفاقا تاريخيا لإحلال السلام في أفغانستان، بعد أكثر من عام من مفاوضات خلف الأبواب المغلقة استضافتها قطر. ونص الاتفاق على سحب حوالي 10 آلاف من القوات الأمريكية وقوات الناتو المتمركزين في أفغانستان بحلول يوليو من العام المقبل، وتبادل للسجناء بين السلطات الأفغانية وطالبان، والبدء بحوار أفغاني داخلي. لكن الحوار الذي كان مقررا أن يبدأ في 10 مارس الماضي تأخر بسبب خلافات بشأن الإفراج عن سجناء طالبان. وقد حذر المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد أمس الأربعاء ممن وصفهم بـ "المفسدين" الذين يحاولون تعطيل مباحثات السلام الوشيكة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وذلك على خلفية تفجير استهدف موكب النائب الأول للرئيس الأفغاني أمر الله صالح. وكتب خليل زاد على حسابه في (تويتر) "مع اقتراب مباحثات السلام (بين الحكومة وطالبان) أصبح المفسدون أكثر يأسا في محاولتهم لتعطيل هذه الفرصة التاريخية". لكنه أكد أن الأفغان لن يقعوا في فخ هؤلاء المفسدين لأنهم يعرفون أن عملية السلام الناجحة هي الترياق الوحيد للصراع الذي طال أمده في البلاد، مشيرا إلى أنه سيكون على الفريقين المتفاوضين وقادتهما إرضاء توق الأفغان الكبير للسلام.
مشاركة :