أعلنت قطر اليوم (الأربعاء) عن عقد اجتماع تنسيقي لعدد من السفراء المعتمدين لديها بشأن استضافة الدوحة لمفاوضات السلام التشادية الأحد المقبل، بمشاركة ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة في تشاد. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الإلكتروني، إن الوزارة عقدت اليوم اجتماعا تنسيقيا مع عدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة، حول استضافة الدوحة لمفاوضات السلام التشادية المزمع عقدها الأحد المقبل. وأضاف البيان ان مفاوضات السلام ستجري بمشاركة ممثلين للمجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة في تشاد. وذكر أن الاجتماع التنسيقي ترأسه المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مطلق بن ماجد القحطاني بحضور عدد من مديري الإدارات بوزارة الخارجية والمنظمات الدولية. ونوه بأن القحطاني أكد خلال الاجتماع حرص بلاده على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد وبذل "مساعيها الحميدة" في هذا الصدد. وأشار إلى أنه عبر عن تطلع الدوحة لاستضافة المفاوضات بين الأطراف التشادية الأسبوع المقبل، بمشاركة عدد من الدول والمنظمات التي أكدت خلال الاجتماع دعمها لجهود قطر الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد الأفريقي، دون مزيد من التفاصيل. وكان وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين بالخارج في جمهورية تشاد شريف محمد زين قد زار الدوحة في يناير هذا العام والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وبحسب بيان للخارجية القطرية حينها، ناقش الوزيران في 16 يناير الماضي جهود تنظيم الاجتماع بين ممثلي المجلس العسكري الانتقالي في تشاد والحركات المسلحة التشادية، إلى جانب مستجدات جهود الوساطة والمصالحة المتعلقة بالحوار الوطني الشامل وتحقيق المصالحة الوطنية. وجاء الاجتماع بين الوزيرين بعد يوم من تصريحات أدلى بها رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي كشف فيها عن أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وافق على مساعدة الأطراف التشادية في الحوار والمصالحة. وذكر ديبي في حديث لقناة ((الجزيرة)) الفضائية القطرية، أن وفدا من بلاده زار الدوحة من أجل الإعداد لبدء حوار مع الحركات التشادية المسلحة، مؤكدا أن هذا الحوار المرتقب في قطر سيتيح التفاوض من أجل التوصل للسلام. وسبق أن أجرى ديبي زيارة رسمية لقطر في سبتمبر العام الماضي، كانت الأولى له إلى بلد خارجي منذ سيطرته على الحكم في تشاد عقب مقتل والده الرئيس إدريس ديبي خلال مواجهة مع متمردين في أواخر أبريل من العام نفسه. ونقلت تقارير إعلامية وقتها أن زيارة ديبي للدوحة جاءت بهدف طلب المساعدة اقتصاديا وفي العملية السياسية، مع حاجة تشاد لتمويل تكلفة الانتقال والحوار الوطني وفق خريطة الطريق التي اعتمدتها الحكومة والتي تتطلب نحو 1.3 مليار يورو. وفي الشق السياسي، كان الهدف الحديث مع الجماعات السياسية العسكرية واللقاء مع رئيس "اتحاد قوى المقاومة" المعارض تيمان إرديمي المنشق عن النظام التشادي والمقيم في قطر منذ العام 2009، طبقا للتقارير. واستؤنفت العلاقات بين قطر وتشاد بموجب مذكرة تفاهم وقعها البلدان في الدوحة في فبراير العام 2018، وذلك بعد أن كانت السلطات التشادية قد أعلنت إغلاق السفارة القطرية لديها وإغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الدوحة في أغسطس العام 2017 على خلفية الأزمة الخليجية.
مشاركة :