قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن كل مصيبة لا يكون الله عنك فيها معرضًا فهي نعمة، ومن صفا مع الله صافاه، ومن أوى إليه آواه.اقرأ أيضًا.. خطيب الحرم المكي: من مات قامت قيامته وكل عام يمضي يباعدك عن دنياكوأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن من فوَّض أمره إليه كفاه، ومن باع نفسه إلى ربه اشتراه، وجعل الجنة ثمنه ومأواه، منوهًا بأن حياة الإنسان في هذه الدنيا مراحل، وابن آدم فيها مقيم ثم راحل، كل نَفَس يدني من الأجل و يبعد عن الأمل، فالحازم من حاسب نفسه يوما فيوما، فعمل ما يرجو نفعه يوم المعاد، وبادر أيام صحتهِ وقوتهِ حتى يلقى ربهُ بخير زاد: «يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ».وأشار إلى انقضاء عام وبدء عام، فالغبطة لمن حفظ الأيام والأوقات واشتغل بالباقيات الصالحات، والحسرة لمن فرط فلم يجن إلا الألم والحسرات، والحياة عام يتلوه عام، والعمر أيام تعقبها أيام، والناس ما بين شيخ واراه التراب، وطفل يبلغ سن الشباب، وذلك كله زرع يُحصد، وأعمال تُحصى وتُعد، وأبلغ العظات النظر في أحوال الأموات.وأضاف أن الدنيا بالبلاء محفوفة، وبالغدر موصوفة، وبالفناء معروفة، لا تدوم أحوالها، ولا يسلم أهلها، بينما هم في سرور وهناء، إذاهم في هم وبلاء، ترميهم بسهامها، وتقصفهم بحممها، وكم رياض فيها زهرها عميم، فجاءها أمر الله فأصبحت كالهشيم فترى الدنيا ضاحكة، وتكدر فتراها باكية، ولو تأملت لعلمت أنك أنت الضاحك الباكي، الدنيا لم تتغير، المتغير هو النفوس: في القلوب، وفي الأخلاق، وفي الأعمال.وتابع: وعواقب الأمور عن الخلق مغيَّبة، وإرادة الله هي الغالبة، ابن آدم مجهول الأمل، معلوم الأجل، محفوظ العمل، مكنون العلل، أسير جوعه، وصريع شبعه، تؤذيه البقَّة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرَّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، ورضا الناس غاية لاتدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فلا تشتغل بما لايدرك وتنصرف عما لايترك، فعلى قدر إعزاز المرء لأمر الله يلبسه الله من عزِّه، ويقيم له العزُّ في قلوب العالمين.
مشاركة :