محادثات أفغانية في الدوحة تنشد سلاما بعيد المنال | | صحيفة العرب

  • 9/12/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تسبق موجة من عدم التفاؤل محادثات السلام الأفغانية التي تنطلق السبت في العاصمة القطرية الدوحة برعاية أميركية بسبب الخلافات شديدة التباين بين الطرفين المتحاربين لا تنذر حسب مراقبين بانفراج الوضع على المدى المنظور. ورغم الزخم الإعلامي الذي يسبق المحادثات، قد تغير الخطوة صورة أفغانستان لكن السلام يظل بعيد المنال. كابول – تبدأ الحكومة الأفغانية وحركة طالبان السبت محادثات لإنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب، رغم الآمال الضئيلة بشأن عقد اتفاق سلام قريبا. ويلتقي الجانبان في العاصمة القطرية الدوحة، بتأخر ستة أشهر من الموعد الذي كان مقررا بسبب الخلافات حول مسألة تبادل سجناء تثير جدلا. وتمثل هذه المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة خطوة مهمة في النزاع الأفغاني المستمر منذ 19 عاما، لكن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، بعيد المنال بسبب التباين الشديد بين أهداف المفاوضين والأطراف الراعية للمفاوضات. ويرى مراقبون أن الضجة الإعلامية بشأن مباحثات السلام تخدم بدرجة أولى كلا من واشنطن والدوحة قبل أن تصب لصالح الطرفين المتحاربين. ويشير هؤلاء إلى أن واشنطن تراهن على تحقيق اختراق ما في الملف الأفغاني قد تكون له تداعيات إيجابية على حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية، فيما تسعى الدوحة للتقرب من الإدارة الأميركية وتقديم نفسها على أنها شريك يمكن التعويل عليه لحلحلة الأزمات في المنطقة، ما يعتم على رعايتها للتطرف والإرهاب مثلما يقول جيرانها الخليجيون. وذهبت كابول للمفاوضات مع المتمردين عن مضض وبعد ضغوط كبيرة مارستها واشنطن، ما أضعف مواقفها قبل انطلاق مفاوضات يقول مراقبون إن المتمردين الإسلاميين يقودونها من موقع قوة وأن الإدارة الأميركية أهدتهم نصرا دون مقابل. وتخشى كابول من صفقة أميركية مع المتمردين تدفع بها إلى الهامش، في ظل إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سحب قوات بلاده من أفغانستان في أقرب وقت ممكن، وهو الأمر الذي يثير توجس قادة عسكريين أميركيين وحلفائه في كابول. وضغط ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر باتجاه سحب القوات الأميركية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان وأطاحت حركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر. وقالت فاندا فيلباب – براون الخبيرة في شؤون أفغانستان في معهد بروكينغز، إن المفاوضات “ستكون طويلة وشاقة وقد تستمر لسنوات، مع العديد من التوقفات أحيانا لأشهر عدة واستمرار القتال”. وسيستند أي اتفاق إلى استعداد الجانبين لتكييف رؤيتيهما للبلاد وطريقة تشارك السلطة. وستسعى حركة طالبان التي ترفض الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني، إلى تحويل أفغانستان إلى “إمارة” إسلامية. أما إدارة غني فستسعى للحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرست العديد من الحقوق بما في ذلك المزيد من الحريات للمرأة. وستكون حركة طالبان التي حكمت الجزء الأكبر من أفغانستان بين العامَين 1996 و2001، في موقف تفاوضي أقوى من أي وقت مضى منذ إخراجها من الحكم. كابول متوجسة من "تواطؤ" أميركي مع المتمردين يدفع بها إلى الهامش كابول متوجسة من "تواطؤ" أميركي مع المتمردين يدفع بها إلى الهامش وقد أعلنت “الانتصار” في فبراير بعد توقيع اتفاق مع واشنطن وضع جدولا زمنيا للمحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ في مارس إضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية بحلول مطلع العام المقبل. وفي المقابل، عرضت الحركة المتمردة ضمانات أمنية قال منتقدوها إنها ملتبسة ويمكن الرجوع عنها بسهولة. وبعيد توقيع الاتفاق، شن المتمردون هجمات جديدة على القوات الأفغانية وحافظوا على وتيرة مكثفة في ساحة القتال. ولا تشترط الصفقة على حركة طالبان التخلي رسميا عن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سابقا والتي تمتعت بملاذ آمن في أفغانستان أثناء التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001. لكن، يطلب الاتفاق من حركة طالبان “عدم السماح” لمثل هذه الجماعات باستخدام أفغانستان كقاعدة لها. وقال أندرو واتكينز المحلل الأفغاني في مجموعة الأزمات الدولية “مواقف طالبان تؤشر إلى أن الحركة ترى أن وضعها الحالي يضعها في موقع قوة كبيرة”. وفي حين ظهرت حركة طالبان عموما كجبهة موحدة، عانت الحكومة الأفغانية من خلافات شخصية وخصومات مستمرة منذ فترة طويلة. ومن المتوقع أن تكون نقطة الخلاف المباشرة هي قضية وقف إراقة الدماء في الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وشردت ملايين آخرين. وشدد الاتفاق الأميركي على أن طالبان ستدرج هدنة دائمة فقط “كبند على جدول الأعمال” في المفاوضات، لكن كابول تصر على الضغط من أجل وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول، وهو أمر قالت حركة طالبان إنه غير مقبول على الإطلاق. وأوضح واتكينز أن طالبان “لا تثق بالولايات المتحدة أو الحكومة الأفغانية بما يكفي لوقف القتال، إلى حين التوصل في محادثات السلام إلى مرحلة يعتبر فيها عناصرها أن جماعتهم ضمنت مصالحهم فعلا”. ومع ذلك، قالت فيلباب – براون إن حركة طالبان تفضل عقد اتفاق سلام على الاضطرار للقتال من أجل السيطرة على بقية أفغانستان، خصوصا كابول. وحتى لو توصلت طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق في نهاية المطاف، فإن المرحلة المقبلة تبقى مبهمة. وأكّدت الولايات المتحدة أن مستقبل أفغانستان أصبح الآن في أيدي الأفغان واعتبرت أنه إذا انهارت عملية السلام ووقعت حرب أهلية فهذه مسؤوليتهم. وقالت كريستين فير الخبيرة في شؤون جنوب آسيا من جامعة جورجتاون “لنكن واضحين: هذا ليس تفاوضا بشأن السلام. هذا يتعلق بخروج الولايات المتحدة” من البلاد. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :