محادثات السلام الأفغانية دون حماسة | | صحيفة العرب

  • 8/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - قال كبير مفاوضي السلام الأفغان عبدالله عبدالله الخميس في كابول إن محادثات السلام مع حركة طالبان ستبدأ في سبتمبر القادم، فيما يقول مراقبون إن هجمات طالبان التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية أضعفت الثقة اللازمة لإجراء محادثات ناجحة. وأضاف عبدالله، وهو سياسي بارز ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، أن المسؤولين الأفغان مستعدون لإجراء محادثات مع طالبان اعتبارا من سبتمبر. وستجرى مباحثات بين طالبان ولجنة مفوضة من الحكومة أولا، حيث ستكون الجولة الأولى إدارية بصورة كبيرة على الأرجح، وتقود إلى جولات أخرى لإبرام اتفاق سلام شامل. وجاءت تصريحاته في وقت تبدو فيه فرص إجراء محادثات السلام بين طرفي الحرب غير مشجعة بسبب مسألة الإفراج عن الدفعة الأخيرة من سجناء طالبان. وأثارت المداولات بشأن إطلاق سراح آخر دفعة من سجناء طالبان، المتهمين بتنفيذ البعض من أكثر الهجمات دموية في أنحاء البلاد، غضب المدنيين وجماعات حقوق الإنسان الذين شككوا في المغزى من عملية السلام. وتضم اللائحة الرسمية عددا كبيرا من السجناء الذين أدينوا بجرائم خطيرة، تورّط الكثير منهم في اعتداءات أسفرت عن مقتل العشرات من الأفغان والأجانب وتشمل 150 محكوما بالإعدام. أشرف غني: ستكون للسلام عواقب بعد أن دفعنا الجزء الأكبر من الثمن أشرف غني: ستكون للسلام عواقب بعد أن دفعنا الجزء الأكبر من الثمن وأطلقت الحكومة الأفغانية قبل أيام سراح حوالي 80 شخصية رئيسية في طالبان لتمهيد الطريق لمحادثات سلام مباشرة، لكنها تصر على إطلاق سراح الـ320 الباقين، بعد إفراج الحركة المتمردة عن عدد من الجنود الأفغان الأسرى لديها. ويقول المسؤولون إن التأخر في إطلاق سراح السجناء المتبقين من طالبان، يعود أيضا إلى معارضة من باريس وكانبيرا لأن عددا من هؤلاء السجناء متهمون بقتل مواطنين وجنود فرنسيين وأستراليين. وحذر الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق من أن إطلاق سراح عتاة المجرمين “سيشكل على الأرجح خطرا علينا وعلى الولايات المتحدة والعالم”. وقال في مؤتمر بالفيديو نظمه مركز أبحاث أميركي “حتى الآن كان هناك إجماع على الرغبة في إحلال السلام لكن ليس بهذا الثمن”، مضيفا “لقد دفعنا الآن الجزء الأكبر من الثمن ما يعني أنه ستكون للسلام عواقب”. وأفرجت كابول حتى الآن عن 4600 سجين من طالبان، بالإضافة إلى 500 سجين لم يكونوا على قائمة طالبان. وكانت هذه الخطوة جزءا من صفقة لتبادل الأسرى، بعد اتفاق سلام تاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير الماضي. ومع تواصل المواجهات بين المتمردين والحكومة المركزية بالتزامن مع تحديد تاريخ لبدء المفاوضات المباشرة، يحذر مراقبون من “المفسدين” الذين يريدون تخريب عملية السلام الهشة التي خرجت عن مسارها مرارا وتكرارا في الماضي القريب. وكانت طالبان قد حذرت في وقت سابق من هجمات يشنها تنظيم داعش على القوات الأمنية الأفغانية قد يتم إلصاقها بالحركة لمزيد تعطيل مفاوضات السلام، كما حذرت من هجمات محتملة تستهدف السجناء المفرج عنهم، يشنها تنظيم الدولة الإسلامية بتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأفغانية. ويدفع فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطرفين لتسوية خلافاتهما والجلوس إلى طاولة التفاوض، بما يمهد الطريق لإنهاء أطول الحروب التي خاضتها بلاده. وأكد ترامب مرارا، قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة في نوفمبر، رغبته في إنهاء أطول حرب في تاريخ بلاده والتي بدأت قبل 20 عاما عندما أطاحت واشنطن بطالبان عقب هجمات 11 سبتمبر. وكانت مسألة تبادل السجناء جزءا من اتفاق سلام وقعت عليه طالبان والولايات المتحدة، نص على موافقة واشنطن على سحب جنودها من أفغانستان مقابل التزامات من المتمردين من بينها تعهدهم بإجراء محادثات سلام مع كابول. وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الولايات المتحدة ستخفض عدد قواتها في البلاد إلى أقل من 5000 بحلول نهاية نوفمبر، لكنها أضافت أن ذلك “مشروط”.

مشاركة :