الفرصة أوصلتني إلى كتاب المُهمل من ذكريات طالب تنبل لعامل المعرفة أحمد العرفج. في بداية الأمر، استفزني العنوان فالكتاب هو نفس الرجل الذي حرم شرب القهوة و الآن ينعت الطالب بالتنبل. بدأت القراءة وأنا كل همي هو البحث عن الطالب التنبل. بعد أن تجاوزت النصف ، أصبحت و أنا أشعر بأجواء الكتاب وبما فيه من منعطفات في حياة ذلك الطفل اليتيم الذي عصفت به الأيام يميناً وشمالاً ، ومراهق يركض وراء ما أرهقه من رغباتٍ، ثم شاب حالم، و أخيراً رجل طموح يرى بأن الأفق ملك للجميع. بعد أن انتهيت من الكتاب، وجدتُ بأنني قد دخلت في حالاتٍ عدة، فقد أخذني أسلوب الكاتب وهو يرسم اللوحات في عباراتٍ جميلة وبسيطة يفهمها كل من يقرأ العربية. وجدتُ بأن لديه القدرة في سرد الأحداث البسيطة ليخرجها للقارئ، و كأنها فيلم مُصور أضحكني ،مرة و أحزنني مرة، و استفز مشاعري بالقهر مرة حين غاب عنه ذلك المُوجه الذي كان من المفترض أن يختصر سنوات من العمر في خبرة لا تستحق العناء. كنت في بداية الكتاب أبحث عن الطالب التنبل ولكني وجدتُ طفلاً بقلبِ رجل يتقبلُ المصائب ولا تعرقلهُ المصاعب ، و وجدت رجلاً بقلب طفلٍ حين يأخذه الحنين إلى سماع دعاء من والدته. وفي الختام وجدت بأن كلمة " أنت موهوب" و "أنت قادر " إن صادفت أصحاب الهمة و العزيمة القوية فإنها تُجبر التاريخ على أن ينقشُ لهم أسماءً من ذهب شاء من شاء أو حقد من حقد. شريفة علي عسيري حساب تويتر @assirirose حساب السناب Fozroseali
مشاركة :