ذكرت الصين وروسيا اليوم (الجمعة)، أنهما تعارضان بشدة الأحادية والحماية، وتعارضان أيضا سياسات القوة والتنمر والعقوبات الأحادية التي ليس لها أساس في القانون الدولي، وكذلك "الولاية القضائية طويلة الذراع". جاء هذا التأكيد في بيان مشترك صدر عن عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وأوضح البيان أنه بما أن هذا العام يوافق الذكرى الـ75 لنهاية الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة، فإن الصين وروسيا، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، تتعهدان بالالتزام الثابت بالتعددية. ودعت الدولتان المجتمع الدولي إلى حماية النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة وفي أساسه القانون الدولي، بشكل مشترك. وأضاف البيان أن الصين تدعم المبادرة الروسية الخاصة بعقد قمة لقادة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وستواصل الدولتان الدفاع عن أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأوضح البيان أن الدولتين ستعملان على الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، ودعم العدالة والإنصاف الدوليين، وتدعيم إصلاح وتحسين الحوكمة العالمية. وأشار البيان إلى أن الصين والاتحاد السوفيتي، بصفتهما ميدان المعركة الرئيسي ضد الفاشية والنزعة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، حققا تضحيات عظيمة في مواجهة الغزاة والقضاء عليهم. ولفت البيان إلى أنه لن تسمح الصين وروسيا بالعبث في نتائج الحرب العالمية الثانية، المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والوثائق الدولية الأخرى. وتشعر الصين وروسيا بالقلق إزاء حقيقة أنه وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، نشرت بعض الدول معلومات مغلوطة، ما عرض صحة الشعوب للخطر وقوض الأنظمة الاجتماعية وعرقل الفهم المتبادل بين شعوب العالم بحسب البيان. وأعادت الدولتان التأكيد على دعمهما لمنظمة الصحة العالمية فيما يخص تنسيق التعاون العالمي ضد الوباء، كما دعمتا بشكل أوثق التعاون الدولي، بما في ذلك في مجال بحث وتطوير الأدوية واللقاحات، بحسب البيان. وأضاف البيان أن الصين وروسيا حثتا على وقف تسييس الوباء وشجعتا على التضامن للفوز في المعركة ضد الوباء والتهديدات والتحديات الأخرى. ولفت البيان إلى أن الأمن العالمي يواجه تحديات خطيرة، ويتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليات كبيرة خاصة بالحفاظ على الأمن العالمي. وذكر أن التمسك بعقلية الحرب الباردة والتضخيم من منافسة الدول الكبرى، والسعي إلى تحقيق أمن طرف على حساب أمن الأطراف الأخرى، كلها أمور تقوض على نحو خطير الأعراف التي تحكم العلاقات الدولية وتضر بالاستقرار والأمن الاستراتيجيين الإقليميين والعالميين. وشددت الصين وروسيا على أن الحفاظ على تنسيق بناء بين الدول الكبرى قائم على المساواة والاحترام المتبادل له أهمية كبيرة في تسوية القضايا الاستراتيجية العالمية، وفقا للبيان. وسيواصل الجانبان التعاون في تطوير وحماية حقوق الإنسان، بحسب البيان. كما يعارضان تسييس أجندة حقوق الإنسان الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة تحت ذريعة حقوق الإنسان. ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، ومعارضة "ازدواجية المعايير" بشأن مكافحة الإرهاب. ودعا الجانبان أيضا المجتمع الدولي إلى العمل معا لمنع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أعمال تتعارض مع الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار على المستويين الدولي والإقليمي وكذلك في الأنشطة الإجرامية والإرهابية. كما حث الطرفان على منع أي صراعات بين الدول بسبب الاستخدام غير القانوني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بينما أكدا على لعب الأمم المتحدة دورا رئيسيا في التعامل مع التهديدات في مجال أمن المعلومات الدولي، بحسب البيان. واعترف الجانبان بالتأثير الكلي للاقتصاد الرقمي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجميع الدول، وكذلك على نظام الحوكمة العالمية، وقالا إنهما يؤمنان بأن أمن البيانات له أهمية كبيرة بالنسبة للأمن الوطني والمصالح العامة وحقوق الأفراد في جميع الدول. كما حثا جميع الدول على التوصل إلى قواعد أمن بيانات عالمية تعكس طموحات جميع الدول وتحترم مصالح جميع الأطراف على أساس المشاركة العالمية. وأكد البيان أنهما ملتزمان بحماية وضع منظمة التجارة العالمية كونها القناة الرئيسية في دعم تحرير التجارة وتنسيق صياغة قواعد التجارة العالمية، ودعم نظام تجارة تعددي وفي القلب منه المنظمة. وأشاد الجانبان بالتنسيق بشأن بؤر التوتر في مناطق مثل إيران وأفغانستان وسوريا وشبه الجزيرة الكورية، وأكدا أن الحوار هو الطريق الوحيدة الفعالة لحل المشكلات، كما أنهما على استعداد لمواصلة المشاركة في المشاورات والحوارات التعددية على أساس التوافق بين جميع الأطراف ودعم عملية التسوية السياسية والدبلوماسية للقضايا المختلفة، بحسب البيان. وأوضح البيان أن الصين وروسيا ستواصلان المضي قدما في بناء الحزام والطريق والالتحام مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لدعم الارتباطية الإقليمية والتنمية الاقتصادية في أوراسيا. ولفت البيان إلى أن الصين تدعم بقوة عمل روسيا في رئاسة مجموعة (بريكس) ومنظمة شانغهاي للتعاون، وسيواصل الجانبان تعزيز التواصل والتنسيق من خلال إطار الآليات متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك، ولعب دور أكثر إيجابية.
مشاركة :