أصدر مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً، بعنوان: تكوينية الوعي الإنساني والديني من دروس فلسفة الدين لهيجل، نقله إلى العربية أبويعرب المرزوقي. يقبل فكر هيجل الرد إلى مسار تكويني يحاكي مسار العقل الإنساني العيني والكلي، العقل بجميع أبعاده المتشاجنة والتي توجد دائماً معاً ولكن بغلبة أحدها محدداً لطبيعة المزيج الروحي والعقلي والذوقي الجمالي والخلقي السياسي. وهذا المسار يؤطره إبداعان بأولهما كانت البداية وبالثاني كانت الغاية بمعنييها نهاية ومقصداً. وحتى البداية ذاتها فإنها قد كانت بعد مسار من جنس ما آلت إليه الغاية. ولد جورج فلهالم فريدرش هيجل في 27 أغسطس سنة 1770، وتوفي 14 نوفمبر عام 1831، يعد آخر الفلاسفة بالمعنى الموسوعي، المعنى الذي بدأ بعلاقة نقدية بين أفلاطون وأرسطو، وختم بعلاقة نقدية بين كانط وهيجل، وتنقسم حياة هيجل الفكرية إلى مرحلتين أساسيتين هما: ما قبل كتابه فينومينولوجيا الروح سنة 1807 غاية لتكوينية تميزه الفكري. ما بين الفينومينولوجيا وكتابنا هذا أي الدروس في فلسفة الدين غاية لإبداعاته الفكرية، إذ أسس لفرع جديد في الفكر الفلسفي هو فلسفة الدين. المترجم أبويعرب المرزوقي، ولد في بنزرت عام 1947، وهو أستاذ الفلسفة اليونانية والعربية في الجامعة التونسية، عمل معاراً في الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا، وأدار معهد الترجمة في الأكاديمية التونسية بيت الحكمة. بدأ تدريس الفلسفة اليونانية عموماً والأرسطوية خصوصاً، وألف فيها كتاب منزلة الرياضيات في علم أرسطو، ثم تخصص في الفلسفة الألمانية التي كتب عنها بعض المقالات وترجم منها مصنفات عدة، من أهمها كتاب الأفكار لهوسرل الذي نال به جائزة الشيخ زايد للكتاب، كما ترجم عن الفرنسية لبيار دوهام مصادر الفلسفة العربية، وعن الإنجليزية كتاب كواين بسيط المنطق الحديث.
مشاركة :