الناشئة يرسمون ملامح الوعي البيئي

  • 7/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الوعي البيئي مهم للحفاظ عليها، ولابد أن يبدأ من الصغر، ليستمر مع امتداد العمر ومرور الوقت، وسعت شركة الشارقة للبيئة (بيئة) منذ تأسيسها إلى ترسيخه بكل أبعاده بين أفراد المجتمع، ولاسيما المدرسي، في الإمارات، حيث حثت على نشر منظومة شاملة للتوعية، والحلول البيئية، طبقاً لأعلى المواصفات العالمية، نظراً للأهمية البالغة التي تحتلها البيئة، على خريطة اهتمامات وأولويات الإنسان المعاصر؛ واستحالتها محوراً أساسياً للعديد من العلوم الطبيعية والإنسانية، ومجالاً تلتقي فيه وحوله التخصصات العلمية المختلفة. تماشياً مع الرؤى الحكيمة، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فقد ارتأت بيئة ضرورة غرس الوعي البيئي في نفوس جميع سكان الإمارات، ولاسيما الطلاب، من أجل تنشئة جيل واع بالأنظمة والتشريعات الدولية، التي تعنى بالبيئة والحلول البيئية المستدامة، بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة التي حثتنا دائماً وأبداً على الحفاظ على بيئتنا ورعايتها. بادرت مدرسة بيئة للتثقيف البيئي، بإطلاق جائزة الشارقة للوعي البيئي، المصممة لمساعدة المعلمين، على تدريب التلاميذ على المسؤولية البيئية، باستخدام برامج وأنشطة مدرسة التثقيف البيئي التابعة لشركة بيئة، حيث بلغ عدد المدارس التي شاركت في منافسات هذه الجائزة خلال السنوات الأربع الماضية، نحو 177 مدرسة، خرج فيها الطلاب المتنافسون بمنظومات متكاملة للعمل البيئي، معززين بذلك دورهم المهم في المساهمة بالحفاظ على البيئة من أجل مستقبل أفضل. حصلت روضة السندس على المركز الأول لجائزة الوعي البيئي، فئة رياض الأطفال، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بمجرد الدخول لروضة السندس ستبهرون بجمال المشاريع البيئية المنتشرة في كل زواياها، فتحرص معلماتها على غرس حب البيئة وحمايتها في نفوس الأطفال، من خلال جعل جمع النفايات المراد إعادة تدويرها نشاطاً ترفيهياً محبباً إليهم، وأداة تعليمية، يعبرون به عن شغفهم بالبيئة والعمل البيئي، من خلال تقديم مسرحيات تعنى بالبيئة، مصحوبة بأغان ترفيهية. أما حضانة جنة الأطفال التي حصلت على المركز الثاني، اهتمت بغرس القيم البيئية في نفوس الأطفال، عن طريق الأعمال والورش البيئية التي تستخدمها المعلمات كأداة تعليمية محببة للأطفال في المدرسة، وتشجيع أولياء الأمور على المشاركة أسبوعياً في هذه الورش، التي يتم من خلالها نشر الوعي البيئي للأطفال، والقيام بصنع أدوات تعليمية وترفيهية للأطفال من النفايات المعاد استخدامها، والتي تم عرضها في جميع أركان المدرسة. في فئة المشروع الفني الإبداعي البيئي، ركزت مدرسة النور الدولية الخاصة الحاصلة على المركز الأول، بشكل أساسي، على تعميق معرفة طلابها باستخدام أساليب إبداعية، كطرح أفكار جديدة لحل القضايا البيئية، كما أظهر طلابها التزاماً عالياً، كي تصبح المدرسة محطة صديقة للبيئة، ينطلقون منها لتطوير أفكارهم الخضراء، كتركيب ألواح للطاقة الشمسية لتولد الكهرباء وتنير مدرستهم. والنموذج الثاني، مدرسة القاسمية للتعليم الأساسي الحاصلة على المركز الثاني، التي حول طلابها شجرة قديمة في باحة المدرسة، إلى نوع من أنواع الفن التشكيلي، يمكن استخدامه، حيث قطعت مجموعة من الطلاب عهوداً على أنفسهم بأن يبقوا مخلصين للطبيعة الأم والبيئة، وقاموا بربط أشرطة تمثّل هذه العهود على الشجرة، وأثار هذا النشاط، اهتمام بقية الطلاب، بالإضافة إلى المجتمع المحلي. حصلت مدرسة النخيلات النموذجية للتعليم الأساسي على المركز الأول في فئة الحلول البيئية، والتي أذهلت كل القائمين على هذه المسابقة، من خلال قيامها بعمل مبتكر أدهش الجميع، من خلال تصميم وإنشاء مدينة بيئة مصغرة، مستغلين مساحة مهملة داخل المدرسة، وتتميز هذه المدينة بوجود نقاط تعليمية متعددة، يستخدمها الطلاب للتعلم والترفيه بأنواعه. أما مدرسة عاتكة بنت زيد النموذجية للتعليم الأساسي، التي جاءت في المركز الثاني، من فئة الحلول البيئية، فتمكنت مجموعة من طلابها بمساعدة معلميهم، من تحويل منطقة صحراوية إلى مركز لنشر الوعي والتعليم البيئي، حيث استغلوا هذه المساحة لنشر مفاهيم العناية بالبيئة وطرق مكافحة إحدى المشاكل البيئية المعقدة، وهي التصحر، كما قدم الطلاب عروضاً داخل المدرسة، بالإضافة إلى نشاطات لا صفية، ركزت حول نشر التوعية البيئية وإعادة التدوير. وقدم أعضاء نادي البيئة الخاص بمدرسة مدرستنا الثانوية الإنجليزية لفتة جديدة ومبتكرة، لنشر التوعية البيئية، والأضرار الجمة الناتجة عن التلوث، من خلال مسرحيات قدموها في الشوارع العامة والطرق، كما قاموا بتنظيم أنشطة بيئية عديدة داخل مدرستهم والأحياء المجاورة، إضافة إلى إعداد وإخراج فيلم قصير، عبروا من خلاله عن حبهم للطبيعة بأشجارها وأزهارها وأهمية الحفاظ عليها وحمايتها، ما كان سبباً للفوز بالمركز الأول في فئة حملة التوعية البيئية. وهناك مستوى آخر في التوعية البيئية قام به طلاب المدرسة الباكستانية الإسلامية الثانوية التي جاءت في المركز الثاني، بالذهاب إلى دبي، بحديقة زعبيل، للتشجيع على مفاهيم التوعية، كما قاموا بإعادة تدوير بعض المواد، ليزينوا بها مدرستهم بطريقة جميلة ومبتكرة، وإنشاء مسرح لعرضهم البيئي الصامت المتميز الأمل من أجل الحياة. أما طلاب مدرسة الذيد الثانوية الذين حصلوا على المركز الأول أيضاً، بعد بحث علمي موسع، اكتشفوا طريقة تمكنهم من حل مشكلة التربة غير الخصبة، ومشكلة شح المياه، وضعف الكهرباء في منطقة الذيد، من خلال استعمال ألواح طاقة شمسية لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل التوربينات، وزراعة بعض النباتات في مدرستهم، وهنا لابد من الإشارة إلى أن تقنية مثل هذه لا تحتاج إلى تربة خصبة وتكتفي باستخدام الطاقة المولدة عن الألواح الشمسية، كما تتميز بانعدام الحاجة للصيانة الدورية تقريباً. انتهجت مدرسة دلهي الخاصة التي جاءت في المركز الثاني، طريقة لمعالجة نفايات الطعام، من خلال قيام أعضاء نادي البيئة الخاص بالمدرسة، بتصميم وتجميع حاوية صغيرة مخصصة لضغط النفايات، يمكن استخدامها بطريقة سهلة في مطبخ أو شرفة أي منزل، وقاموا بتسميتها (iCompost)، ليجعلوا من ضغط النفايات مهمة سهلة ومتوفرة للجميع. ميرة تريم: الوعي البيئي مسؤولية مشتركة قالت ميرة تريم، مدير إدارة الخدمات البيئية والتثقيف البيئي: انطلاقاً من كون العمل البيئي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، تكلل حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للوعي البيئي السنوي في دورتها الخامسة بنجاح مبهر، ومسابقة المدارس لإعادة التدوير في دورتها الثانية، حيث تم تكريم العمل البيئي الجاد والمثمر، الذي أنجزه كل من الطلاب والمعلمين في مدارس مختلفة على مستوى الإمارة طوال هذه السنة، وبدوري أشكر الطلاب والمعلمين وأعضاء إدارات المدارس وكل الأفراد والهيئات التي شاركت معنا هذا العام، ولاسيما لجان التحكيم واللجان المنظمة، متمنية تفاعل ومشاركة المزيد من المدارس والهيئات في الدورات المقبلة. وأضافت تريم إن مسابقة إعادة التدوير أجريت بين عدد كبير من المدارس، من أجل نشر الوعي البيئي، وتشجيع الطلاب على إدراك أهمية تقليل إنتاج النفايات، حيث تنافست المدارس المشاركة في الوعي البيئي والمجتمعي، وكان الهدف الرئيسي إلهام الصغار والشباب، ليصبحوا من مناصري، وعشاق البيئة الناشطين، وليتولوا مهامهم، كمسؤولين عن مجتمعاتهم وبيئاتهم. وأضافت: شهدت المسابقة هذا العام منافسات قوية وصورة حقيقية للاهتمام بالوعي البيئي من قبل المؤسسات التعليمية والطلاب، وقدمت الأفكار الإبداعية التي من خلالها يتم الحفاظ على البيئة، وفي تطبيقها خطوة مهمة للتقليل من الآثار السلبية وتعميق الصلة بين المحتوى العلمي الذي يقدم للطلاب والأنشطة التي يقوم بها في خدمة البيئة، من خلال طرح حلول ذكية وأفكار إبداعية.

مشاركة :