التهاب الأذن الوسطى.. أسباب متعددة ومضاعفات خطِرة

  • 9/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلقت الأذن في الإنسان للسمع وحفظ توازن الجسم، تتكون من ثلاثة أجزاء، الأذن الخارجية التي تجمع الأصوات من خلال الصيوان، والوسطى وتقوم بنقل الأصوات من الأذن الخارجية على شكل ذبذبات إلى الداخل، والأذن االداخلية، التي تقوم بتوصيل الذبذبات الصوتية من الأذن الوسطى إلى الدماغ عن طريق الأعصاب.تسبب التهاب الأذن الوسطى، عدوى بكتيرية أوفيروسية فيفرز الجسم سائلاً مخاطياً يتجمع خلف طبلة الأذن، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأذن الوسطى وانتفاخ الطبلة، الأمر الذي يتسبب في حدوث آلام، والالتهابات ناتجة عن خلل في قناة أوستاكيوس التي تربط الأذن الوسطى بمنطقة الحلق، وتساعد هذه القناة على معادلة الضغط بين الأذن الخارجية والوسطى، وعند وجود خلل يمنعها من العمل بطريقة صحيحة، فإن ذلك يمنع التصريف الطبيعي للسوائل من الأذن الوسطى، ما يؤدي إلى تراكمها خلف طبلة الأذن، وهذا يسمح بتكاثر البكتيريا والفيروسات في الأذن مسببة الالتهاب. الأطفال أكثر إصابة يعتبر التهاب الأذن الوسطى من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال؛ حيث يصابون به أكثر من البالغين، نتيجة ضعف مناعتهم وإصابتهم بنزلات البرد الشديدة، ويسبب التهاب الأذن الوسطى آلاماً كبيرة عند الصغار، وتزيد آلامهم في وضعية النوم؛ حيث الضغط يزيد على الأذن الوسطى، وإهمال العلاج يؤدي إلى مضاعفات مثل تمزق طبلة الأذن أوضعف السمع، وتكون الأعراض الواضحة للمرض آلاماً شديدة في الأذن يصاحبها حمى وغثيان، كما أن تضخم اللوزتين لدى الأطفال يسبب غالباً التهاب الأذن، فعندما تتورم اللوزتان تنسد القناة السمعية التي تصل بين البلعوم الأنفي والأذن الوسطى، وانسدادها يؤدي إلى اضطراب في تهوية الأذن، ما يحدث الإصابة بالالتهاب، والعلاج بواسطة بخاخ الأنف والحبوب المسكنة، وبعد يومين من العلاج يجب الاطمئنان من النتائج، فإذا كانت عدوى بكتيرية قوية، أي أن الماء خلف طبلة الأذن لم يعد صافياً، فإنه يتعين استخدام مضاد حيوي، ومع تكرار الإصابة تحدث ندبات في الأذن الوسطى، وبالتالي تقل القدرة على السمع، وفي حالة عدم السمع جيداً غالباً ما يبقى سائل خلف طبلة الأذن، ويتم استخدام أنبوب أذن صغير للتنظيف، بعمل شق صغير في الطبلة.ويتم سحب الماء المتراكم الذي يبدو في صورة مخاط لتواجده لمدة طويلة، وهذا يسبب التهاب الأذن الوسطى المزمن، ويتم وضع أنبوب في الأذن لتهويتها.من الصعب اكتشاف التهاب الأذن لدى الأطفال الرضع بسب عدم قدرتهم على تحديد موقع الوجع لذلك من الضروري مراقبة تصرفاتهم كسحب أذنهم مثلاً واضطرابات النوم وفقدان الشهية وحين يرفض الأطفال زجاجة الحليب بسبب الضغط على أذنهم الذي يجعل عملية البلع صعبة.معظم التهابات الأذن تشفى خلال 3 أيام، على الرغم من أن الأعراض قد تستمر في بعض الأحيان لمدة أسبوع. رعاية الأم الطفل الصغير أكثر تعرضاً لالتهاب الأذن الوسطى ولهذا يحتاج من الأم إلى الرعاية الشديدة لحمايته من هذا المرض الذي يصل بسبب الإهمال إلى فقدان الطفل للسمع المؤقت أوالدائم، وتبدأ هذه الرعاية من الرضاعة الطبيعية للصغير التي توفر له الحماية من التهابات الأذن، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تقيه من الأمراض عامة، وفي حالة إرضاع الصغير صناعياً يتطلب الأمر من الأم أن ترضعه في وضع معتدل وعدم وضع زجاجة الرضاعة في فم الطفل وهو مستلقي على ظهره، وتتنبه الأم أيضاً إلى إعطاء الطفل اللقاحات المضادة للإنفلونزا والمناسبة لسنه في أوقاتها المحددة لحمايته من البرد والتهابات الأذن، وتعويده أن يغسل يديه جيداً ويأكل في طبقه فقط ولا يشارك الآخرين في أطباقهم، فهذا أمر ضروري لحمايته من أي عدوى، والحرص أن يتواجد في حجرة بعيدة عن التدخين فالتدخين السلبي يؤثر في الجهاز التنفسي للصغير، وفي حالة تواجد الصغير في دار للحضانة من الأفضل أن تكون ساعات حضوره قليلة، وفي حالة إصابته بأي مرض لا تسمح له بالحضور. الالتهاب عند الكبار لا يختلف التهاب الأذن الوسطى لدى الكبار عن الأطفال كثيراً، ويحدث الالتهاب عند احتقان السوائل وتجمّعها في قناة أستاكيوس بسبب الحساسية أونزلات البرد؛ إذ إنها في الوضع الطبيعي يجب أن تحتوي على الهواء فقط، وبسبب تراكم تلك السوائل والضغط على الطبلة تبدأ البكتيريا والفيروسات بالتكاثر وتنتقل إلى الأذن الوسطى، وفي حال إهمال الالتهاب وعدم علاجه ينشأ ضغط شديد يؤدي إلى حدوث ثقب في طبلة الأذن وخروج الصديد وتقيحات تنتشر إلى الأماكن القريبة، وقد يلتحم هذا الثقب في بعض الحالات، وإن لم يغلق يجعل الأذن معرضة لدخول البكتيريا والماء من الخارج، وأعراض المرض عند الكبار متنوعة، فبسبب العدوى الفيروسية أوبسبب جرثومة بكتيرية الحلق أوالأنف، تزحف الآلام إلى الأذن، مع مشكلة في السمع أوصوت مثل الرنين في الأذن، والشعور بحمى وصداع ودوخة، ويصحب ذلك غثيان واضطراب في المعدة أوقيء، وفي حالة تطور العدوى قد تنفجر طبلة الأذن.يشخص الطبيب ما يحدث في الأذن الخارجية وطبلة الأذن من خلال منظار مضيء يسمى منظار الأذن الهوائية يتيح له رؤية الأذن من الداخل كما يمكن من خلاله تشخيص المضاعفات، من خلال نفخة من الهواء في الأذن يختبر حركة الطبلة فوجود سائل أوإصابة في الأذن الوسطى تقل حركة الطبلة بشكل واضح، وفي حالة تكرار الالتهاب عند المريض يجري الطبيب اختبار السمع للتأكد من وجود أي مشكلة في السمع.ينصح الأطباء بالحرص الشديد أثناء تنظيف الأذن، فالتعامل معها يكون برفق وعناية، وخاصة عند استعمال أعواد القطن أولإزالة الشمع، والبعد تماماً عن استعمال الأدوات الحادة في تنظيف الأذن، ويجب الحرص على تجفيفها جيداً بعد كل استحمام لأن ترك المياه فيها يؤدي إلى دخول البكتيريا والجراثيم، والنظافة الشخصية سلوك ضروري للمحافظة على صحة الجسم، وخاصة للحماية من نزلات البرد والإنفلونزا، وتجب بصفة عامة مراجعة الطبيب عند الشعور بارتفاع درجة الحرارة مصحوب برعشة أوارتجاف، والإحساس بألم في الأذن يستغرق أياماً قليلة من دون تحسن، خاصة مع حدوث ورم حولها أوخروج سوائل منها، وضعف السمع أوفقدانه، والتهاب حاد في الحلق أودوخة.يصف الطبيب العلاج لمريضه حسب حالته، مضادات حيوية ومسكنات للألم، أوقطرات للأذن، وقد تتطلب الحالة وضع أنابيب صغيرة في الطبلة لعلاج الالتهابات المزمنة، وفي حالة عدم تحسن المصاب وإهماله المتابعة، فقد تنفجر الطبلة أوتنتشر العدوى في أجزاء أخرى من الرأس والمخ، ويمكن أن يسبب ذلك مشاكل في السمع من ضعف دائم أوالصمم التام مدى الحياة. أنواع الالتهاب ينقسم التهاب الأذن الوسطى إلى ثلاثة أنواع التهاب حاد سببه العدوى البكتيرية أوالفيروسية، ناتج عن مضاعفات عدوى أصابت الجهاز التنفسي العلوي أوالجيوب الأنفية، ويسهل اختفاء هذه الأعراض بعلاج السبب، والنوع الثاني يكون مصحوباً بالرشح نتيجة تجمع سوائل وإفرازات الأذن المخاطية داخلها، ويكون هذا التجمع بسبب انسداد قناة استاكيوس بعد الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي وحدوث الرشح، أوبسبب ضعف أداء القناة لوظيفتها بسبب نزلات البرد المتكررة أوصدمة الضغط الجوي، والنوع الثالث الالتهاب المزمن، الناتج عن تأخر علاج النوع الحاد، فتتجمع السوائل والإفرازات فتتكون بعد مدة تجمعات شمعية بوصولها إلى طبلة الأذن ومع كثرتها تؤدي إلى خروج إفرازات. فقدان السمع تتسبب التهابات الأذن المتكررة بمضاعفات خطِرة يمكن تحديدها في ضعف السمع، من الشائع مع التهابات الأذن الوسطى، فقدان السمع الخفيف، لكنه ينتهي مع شفاء الالتهاب، بينما يؤدي الالتهاب المتكرر للأذن إلى فقدان سمع أكثر شدة بسبب وجود سائل في الأذن الوسطى، وقد يتطور الأمر إلى فقدان سمع دائم إذا تعرضت طبلة الأذن الوسطى لضرر أو أجزاء أخرى فيها، ضعف السمع المؤقت أوالدائم يؤخر الطفل في الكلام وفي إدراكه لمن حوله، وقد تنتشر العدوى الفيروسية نتيجة عدم الاستجابة للعلاج وتنتقل إلى العظم البارز خلف الأذن أو مايسمى «التهاب الخشاء» وقد تتلف العظم أويتكون صديد، وقد تصل العدوى إلى المخ أوالأنسجة المحيطة به، ومن المضاعفات أيضاً تمزق طبلة الأذن، لكن في الغالب تشفى خلال أيام قليلة، لكن في بعض الحالات يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً.

مشاركة :