الإجهاض المتكرر.. أسباب متعددة ومضــاعفات خطــــرة

  • 9/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس يطلق مسمى الإجهاض على فقدان الجنين قبل أن يكتمل الأسبوع الـ24 من الحمل، وربما يحدث مبكراً في الأشهر الثلاثة الأولى، وتصيب هذه الحالة من 10 إلى 20 سيدة لكل 100 حامل، ويمكن أن تتعرض المرأة لخسارة جنينها بعد إتمام الثلث الأول من الحمل، وتستهدف هذه المشكلة 1 إلى 2 من كل 100 حالة، أما عندما يتكرر لثلاث مرات متتالية فيسمى الإجهاض المتكرر، وتشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن النساء اللواتي يخضعن للرعاية المبكرة في البداية، لديهن فرصة إتمام شهور الحمل من دون مشاكل صحية، وولادة آمنة وطفل سليم بنسبة 75% أكثر من غيرهن.تقول الدكتورة منال صبار استشارية أمراض النساء والتوليد: إن الإجهاض المتأخر والمتكرر في بعض الحالات لا يكون لهما أي سبب واضح، وخاصة عندما تكون فحوص واختبارات الزوجين طبيعية، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث الإجهاض؛ مثل: تقدم عمر الزوج أو الزوجة، متلازمة مضاد الفوسفوليبد التي تجعل الدم أقرب إلى التجلط، تخثر الدم الوراثي، كما يمكن لأحد الشريكين أن يحمل بنية غير طبيعية للكروموسومات، ضعف عنق الرحم الذي يؤدي إلى فقدان الجنين من الأسبوع الـ14 إلى الـ29، مشاكل في مرحلة التكوين، العدوى الحادة، اضطرابات السكري والغدة الدرقية، زيادة الوزن، التدخين، والإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الكحولية. الفحص المبكر تلفت د.منال إلى أن النساء اللواتي أجهضن ثلاث مرات متتالية لديهم احتمال خسارة الجنين في الحمل التالي بنسبة 60% عن غيرهن، ويعد الفحص المبكر أفضل التدابير الوقائية؛ لإتمام شهور الحمل بنجاح وولادة طفل سليم ومعافى، وتشمل هذه الاختبارات فحص الدم والعدوى، فرط الخثورية، فحص الكروموسومات للزوجين، والتصوير فوق الصوتي للحوض؛ للكشف عن وجود أي تشوه في شكل الرحم، وربما يلجأ الطبيب للتنظير الرحمي عبر المهبل أو الدخول للرحم عبر منظار البطن الدقيق، إضافة إلى ضرورة القيام باختبارات متلازمة الفوسفوليبيد أو متلازمة الدم اللزج؛ للحد من الجلطات الدموية، وحدوث مضاعفات ومشكلات تؤثر في صحة الأم والجنين، وتؤدي إلى الإصابة بتسمم الحمل أو الولادة المبكرة. تسمم الحمل من جانبها، توضح الدكتورة غولي رانا أخصائية النساء والتوليد أن تسمم الحمل من الحالات المرضية الخطرة، التي يسببها ارتفاع ضغط الدم المرتفع، وتؤدي إلى الإصابة بنوبات خلال فترة الحمل، ومن المرجح أن تزيد احتمالات الإصابة بهذه المشكلة عند السيدات في الحمل الأول، أو عند اللواتي تزيد أعمارهن على 40 سنة وما فوق، أو حدوث الحمل بعد 10 أعوام من آخر ولادة، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى؛ كداء السكري وأمراض الجهاز المناعي والكلى والذئبة الحمراء، وزيادة الوزن المفرطة، ووجود تاريخ عائلي لدى الأم أو الأخت. أعراض وعلامات تبين د.غولي أن علامات تسمم الحمل؛ تشمل: الشعور بالإرهاق الشديد، إلى جانب صداع شديد في الرأس، وألم حاد أسفل الأضلاع، واضطرابات في النظر مثل ضبابية الرؤية أو اللمعان أمام العينين، وحرقة في المعدة، وتورم متزايد وبشكل متسارع في الوجه واليدين أو الأقدام، وربما تتطور الأعراض إلى حدوث تشنجات أو نوبات قبل أو بعد الولادة. تأثيرات صحية تنبه د.غوري إلى أن إصابة الأم بتسمم الحمل تنتج عنه مشكلات صحية تؤثر فيها وفي الطفل، وعلى سبيل المثال فإن تطور المشيمة يمنع الجنين من النمو بطريقة سليمة، كما يؤدي إلى تقلص كمية السوائل في الرحم، وفي حال كانت المشيمة متأثرة بشدة، تتدهور صحته، وربما يؤدي الأمر إلى وفاته وخسارته، وبالتالي الإجهاض، أما الأم فيمكن أن تتأثر أعضاؤها نتيجة التسمم كالكبد والكليتين، وتجلط الدم، وفي حالة تطوره يسبب تشنجات ونوبات قبل أو بعد الولادة، الطفل، ما ينجم عنه تضرر الدماغ أو الموت. خطة علاجية تذكر د.غوري أن تناول جرعة مخفضة من الأسبرين (75 ملجم) مرة في اليوم بدءاً من الأسبوع الـ12 من الحمل يعد مفيداً للمريضات المعرضات لمخاطر صحية عالية، مثل: ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو خلال الحمل السابق، أو وجود مشكلة صحية في الكلى أو داء السكري أو بعض الحالات المرضية التي تصيب جهاز المناعة، كالذئبة الحمراء. تكرار الإجهاض أما الدكتورة أمينة محمد سعيد أخصائية أمراض النساء والتوليد فتؤكد أن تكرار الإجهاض يمكن أن يحدث نتيجة عيب خلقي في الرحم أو عنق الرحم، وكذلك الإسقاطات المتكررة من قبل، أو بسبب مشاكل خلقية أو متوارثة، أو عمليات سابقة لإزالة أورام وخلافه، كما يمكن أن يحدث الإجهاض؛ بسبب تقدم عمر الأم، أو حالات القرابة بين الزوجين ووجود أمراض وراثية بالعائلة، إضافة إلى الإصابة بداء السكري، الضغط، تجلطات الدم، الأنيميا الحادة، مشكلات المناعة المتعددة، الغدد الصماء وخاصة إفرازات الغدة الدرقية، الحالة البدنية ووزن السيدة خلال الحمل.وتضيف: الإجهاض أو إسقاط الحمل في بداية الأشهر الأولى والتي تستمر حتى الأسبوع الثاني عشر، له عدة أسباب وأهمها: مشاكل من ناحية الأم أو الجنين أو المشيمة، إضافة إلى الحالة التشريحية للرحم وعنق الرحم، أما فقدان الجنين في المراحل المتقدمة من الحمل فربما تصاحبه بعض التعقيدات مثل: النزف والخضوع للجراحة، وفي الأغلب تكون هذه الفترة صعبة وحرجة للسيدة. نصائح وقائية تشير د.أمينة إلى أن معرفة سبب الإجهاض يلعب دوراً مهماً في الوقاية من تكرار خسارة الجنين، إضافة إلى المحافظة على الصحة العامة للحامل بقدر المستطاع، والسيطرة على الأمراض في حال وجودها، وكذلك المتابعة مع الطبيبة النسائية وتناول حمض الفوليك في الشهور الأولى بانتظام، إضافة إلى عمل الفحوص اللازمة كاختبارات الدم التي تشمل الالتهابات، الفيروسات، الطفيليات، التجلطات، وتحليل الكروموسومات للزوجين، والتصوير بالموجات الصوتية (الألترا ساوند)، أشعة الصبغة للحوض؛ لمعرفة الحالة التشريحية للرحم والأنابيب. طرق حديثة تؤكد د.أمينة أن علاج حالات تكرار الإجهاض يعتمد على سبب ومرحلة الإسقاط سواء كانت في البداية أو المنتصف أو النهاية، وتتمثل في بعض الأدوية وهرمونات تثبيت أو ربط عنق الرحم أثناء شهور الحمل، أو التدخل الجراحي، وهناك أيضاً مميعات للدم والكورتيزون، ويرجع ذلك إلى حسب حالة الحمل والتعقيدات الموجودة، وتجدر الإشارة إلى أن الحالة الجسدية للمرأة تؤثر في نفسيتها بشكل كبير، وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تقدماً ملحوظاً في المجال الطبي وعلم الجينات، وأصبح بالإمكان الحمل عن طريق الأنابيب التي يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات، وخاصة الناتجة عن الأمراض الجينية التي تعد عاملاً قوياً لحدوث الإجهاضات المتكررة؛ حيث إنها توفر فحص الأجنة قبل زراعتها؛ للتقليل من نسبة خسارة الجنين، كما تلعب جراحات المنظار الرحمي دوراً مهماً في الكشف عن وجود لحميات أو قواطع أو التصاقات داخل الرحم تعيق الحمل وتسبب تكرر الإسقاطات. هرمون البروجسترون يلعب هرمون البروجسترون دوراً مهماً في حدوث الحمل وإتمامه بنجاح، ويصنف من الهرمونات التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي في جسم المرأة من المبايض، وتزيد نسبة إنتاجه بعد الإباضة؛ لمنع إنتاج المزيد من البويضات، وتحفيز عملية التلقيح لحدوث الحمل، وتهيئة البطانة الرحمية؛ لاستقبال البويضة المُلقحة، وإنشاء بيئة مناسبة لتغذية الجنين، كما يتم إنتاج هرمون البروجسترون في المبيض منذ بداية الحمل وإلى الأسبوع التاسع، ثم تقوم المشيمة بإنتاجه حتى الولادة، وتجدر الإشارة إلى أن الهرمون يسهم في تهيئة الثديين لإنتاج الحليب، أما في حال انخفاض نسبة البروجسترون الطبيعي في الجسم يمكن أن يؤخذ على شكل أدوية تحت إشراف الطبيب؛ حيث يعمل على حماية الحمل ومنع الإجهاض.

مشاركة :