البدانة وسوء الحالة العقلية يهددان الأطفال | | صحيفة العرب

  • 9/13/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن نحو 20 في المئة من الأطفال لا تتوفر لديهم درجة عالية من الرضا عن الحياة في معظم البلدان الغنية، كما أن 40 في المئة منهم يفتقرون إلى مهارات القراءة والرياضيات الأساسية. ووفق تقرير للمنظمة، تهدد البدانة وسوء الحالة العقلية أطفال البلدان الأكثر ثراء. نيويورك - كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نشر مؤخرا أن عددا كبيرا للغاية من الأطفال في دول العالم الأكثر ثراء يفتقرون إلى مهارات الرياضيات والقراءة الأساسية كما أنهم يعانون من سوء الحالة العقلية والبدانة. وصنف التقرير 41 دولة من دول الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في ما يتعلق بصحة الأطفال ومهاراتهم وسعادتهم. وجاءت الدنمارك وهولندا والنرويج في أعلى القائمة. وتم تصنيف بلغاريا وتشيلي والولايات المتحدة كأسوأ أماكن بالنسبة للأطفال بين الدول مرتفعة الدخل. أما تركيا فهي الأسوأ، حيث أن 53 في المئة فقط من الأطفال يتمتعون بدرجة عالية من الرضا عن الحياة، تليها اليابان وبريطانيا. وسجلت ليتوانيا أعلى معدل من انتحار المراهقين، تلتها نيوزيلندا وإستونيا. وذكر تقرير اليونيسف أن نحو 20 في المئة من الأطفال لا تتوفر لديهم درجة عالية من الرضا عن الحياة في معظم البلدان الغنية. وفي ما يتعلق بالصحة البدنية، أشار التقرير إلى أن هناك واحدا من ثلاثة أطفال، بدناء أو لديهم زيادة في الوزن، وترتفع تلك المعدلات في جنوب أوروبا بشكل حاد. ويعاني 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 سنة من زيادة الوزن أو السمنة. ويعد ارتفاع الوزن فوق المعدل مسؤولا عن 2.8 مليون وفاة حول العالم سنويا وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. وتشير نفس التقديرات إلى أن السمنة لدى الأطفال تؤدي إلى زيادة احتمالات الوفاة المبكرة والإعاقة في مرحلة البلوغ. وإلى جانب زيادة المخاطر المستقبلية، يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من صعوبات في التنفس، وزيادة خطر الإصابة بالكسور، وارتفاع ضغط الدم والعلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية. كما تسجّل زيادة الوزن في العالم العربي معدلات مرتفعة للغاية، لاسيما في الدول الخليجية، كما تشهد المنطقة زيادة مرتفعة في هذه المعدلات على مرّ الزمن تفوق الاتجاه العالمي. وفي تصريح خص به “العرب” أكد أحمد الأبيض أن المتعارف عليه هو أن البدانة مرض والنحافة ليست مرضا لكنّ الكثيرين ليسوا واعين بذلك. وقال المختص في علم النفس إن الكثيرين يفسرون البدانة بالرفاهية الاجتماعية والحالة الاقتصادية الجيدة، مشيرا إلى أنه بقدر ما زاد قطر الجسم على مستوى البطن بقدر ما زادت مخاطر الإصابة على مستوى القلب والشرايين. وبدورها أكدت منال مرغلاني، استشارية الطب النفسي المتخصصة في اضطرابات الأكل وعلاجات السمنة بالسعودية، أن البدانة مرض مزمن وله مضاعفات خطيرة قد تؤثر على جودة الحياة عموما، ويمكن أن تكون قاتلة على المدى البعيد. وقالت مرغلاني في تصريح سابق لـ”العرب” “البدانة مشكلة متنامية وهي السبب في تعاسة الكثيرين، بالإضافة إلى أنها تشكّل عبئا على الخدمات الصحية في العديد من الدول”. وأضافت “السمنة يمكن أن تصيب المصابين بها من مختلف الأعمار بالعزلة الاجتماعية وقد تؤدي إلى سلسلة من الأمراض النفسية، مثل الرهاب الاجتماعي والقلق والاكتئاب وانعدام الثقة وغيرها”. وتتفق مرغلاني مع الأبيض في أن الشخص عندما يكون في حالة توتر أو اكتئاب يبحث عن التعويض عن قلقه في الطعام ويواجه بؤس الحياة بالإكثار من تناول الطعام دون تلذذه. وفي تركيا سجلت مخاطر البدانة ارتفاعا ملحوظا بحسب ما تؤكده الإحصائيات، فقد تطورت مؤشرات البدانة من 8.3 في المئة سنة 2013 إلى 9.9 في المئة سنة 2016 ثم إلى 13 في المئة سنة 2020. وأرجع خبراء التغذية ذلك إلى النمط الغذائي غير الصحي والاستهلاك المفرط والعشوائي للبسكويت والحلويات، معتبرين أن النشاط الرياضي هو الحل. ويخشى الخبراء من تفشي الأمراض المزمنة المرافقة للبدانة كالسكري المعتمد على الأنسولين خصوصا وأن بدانة الأطفال الأتراك تتزايد بعمر ما قبل المدرسة. الخبراء يخشون من تفشي الأمراض المزمنة المرافقة للبدانة الخبراء يخشون من تفشي الأمراض المزمنة المرافقة للبدانة وبحسب بحث أعد في مدينة إسطنبول شمل 20 مؤسسة تعليمية تبين أن كل واحد من 6 أطفال يقف على حدود الإصابة بالبدانة بنحو16.7 في المئة بين الإناث و25 في المئة بين الذكور. كما ذكرت اليونيسف أن حوالي 40 في المئة من الأطفال في البلدان الغنية يفتقرون إلى مهارات القراءة والرياضيات الأساسية مع وصولهم لسن 15 عاما، بينما يعتبر الأطفال في بلغاريا ورومانيا وتشيلي الأقل كفاءة. وبينما يستخدم التقرير بيانات من قبل جائحة فايروس كورونا، فإنه يحذر من أن الأزمة تشكل تهديدا كبيرا لرفاهية الأطفال. وقالت جونيلا أولسون، مديرة مركز أبحاث اليونيسف (إينوشينتي) “إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات سريعة وحاسمة لحماية رفاهية الأطفال كجزء من استجاباتها للجائحة، يمكننا الاستمرار في توقع ارتفاع معدلات فقر الأطفال وتدهور الصحة العقلية والبدنية وتعميق الفجوة في المهارات بين الأطفال”. وكانت اليونيسف قد أشارت إلى أنه من المرجّح أن يواجه مئات الملايين من الأطفال من جميع أنحاء العالم تهديدات متزايدة على سلامتهم وعافيتهم بما في ذلك إساءة المعاملة، والعنف الجسدي، والاستغلال، والإقصاء الاجتماعي، والانفصال عن مقدمي الرعاية بسبب الإجراءات المتخذة لاحتواء انتشار جائحة كوفيد – 19. وبحسب خبراء علم النفس يمكن أن يصاب الأطفال بعدد من الحالات المرضية العقلية، كالقلق النفسي حيث يعاني الأطفال المصابون من اضطراب الوسواس القهري واضطراب الكرب التالي للصدمة والرهاب الاجتماعي واضطراب القلق العام ويعتبرون القلق مشكلة مستمرة تتعارض مع أنشطتهم اليومية. ويعد الخبراء بعض القلق أمرا طبيعيا في حياة كل طفل يصاحب حالته خلال الانتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، ومع ذلك ينصحون بالتفكير في اضطراب القلق عندما يُصعِّب القلق أو التوتر على الطفل ممارسة حياته الطبيعية. كما يمكن أن يعاني الأطفال من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والنهم العصبي واضطراب نهم الطعام وهي عبارة عن حالات خطيرة ومهددة للحياة. ويمكن أن يصبح الأطفال منشغلين بالطعام والوزن بحيث يقل تركيزهم على الأشياء الأخرى ويتراجع مردودهم العملي. ودعا علماء النفس إلى إيلاء الجانب العاطفي دورا هاما عند تربية الطفل ليشعر بأنه شخصية مهمة قادرة على جلب الاحترام والمحبة، وبالتالي يكون قادرا على أداء واجباته المدرسية باقتدار. وربط علماء النفس بين الصحة والجسدية للطفل وأكدوا أن الوالدين مطالبان بإعلان حبهما اليومي والذي من شأنه أن يعود بالنفع عليه، ذلك أن إبراز العواطف يقلل من الاكتئاب وعدم والوقوع فريسة للسمنة.

مشاركة :