"الحبيب": يجب معاقبة "الدرباوي" بالأعمال الخيرية لا بالسجن

  • 11/11/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سبق- الدمام: وصف البروفيسور طارق الحبيب مصطلح الدرباوية بالظاهرة الطبيعية من البعد النفسي، وعرَّفها بأنها فترة من فترات المراهقة، يمرُّ بها الإنسان، وفيها يبحث عن الشعور بالتميُّز وهي تغيُّر طبيعي مؤقت، إذا سلك سلوكاً خاطئاً وتميَّز فيه وصفَّقت له الجماهير لا يهمُّه أنه خاطئ أو صواب، يهمه أنه مميز فيه أو متفرد فيه وجد قبولاً واستحساناً، ثم يسلكه فتتشكل الدرباوية وغيرها من السلوكيات الخاطئة. وجاء ذلك على هامش ملتقى السلامة المرورية الثاني أمس، حيث بيَّن الحبيب أن الدرباوي لا يكون لديه تقييم للصواب والخطأ؛ لأنه ينتقل من مرحلة البحث عن التميُّز التي انتهت في فترة المراهقة إلى مرحلة الاعتياد، فأصبحت عادة عنده، وأصبح معروفاً بها. ويعتقد أن منشأها ظاهرة طبيعية، لكن خطأ في فهمنا لتغيُّرات المراهقة وإدارتها هذا من جانب البعد الأسري، ومن ناحية البعد النظامي عدم وجود الحزم القوي فيها، والإشكالية أن مجتمعنا السعودي به أنظمة ممتازة، لكن ليصدر النظام في مسألة معينة انقلبت الظاهرة، حتى وإن صدر نظام يمكث فترة طويلة حتى نقتلعه؛ لأنه يكون قد تسرطن. وأضاف البروفيسور: بوُدِّنا أن تكون الظواهر الجديدة تصدر أنظمتها بسرعة لتقتلها قبل أن تصبح ظواهر متسرطنة، أو لتصبح جزءاً من الطباع المجتمعية أو من المظاهر المميزة لبعض الأفراد. وأوضح أن الدرباوية ظاهرة مخالفة لمصدر السلطة، ومصدر السلطة الأصلي هو الأب، ولكن مسمى الشخصية السلطوية عنده رفض لسلطة الأب، فلا يستطيع أن يوجِّهها لوالده، فيوجِّهها لمصدر السلطة، أحياناً يكون المدرس في المدرسة أو عن طريق رجل المرور، ورجل المرور أو الشرطي يُعتبر السلطة الأكبر، فكلما عارض السلطة الأكبر كلما شعر بالرضا الداخلي إذا كان قد عانى في طفولته أكثر، فكلما كانت معاناته في طفولته أكثر فيحتاج إلى رمز أكبر حتى من ناحية تفسير سيكولوجية الإرهابي بعضهم وليس كلهم، هذا واحد مما يفسرها حيث وجَّه رفضه لسلطة الدولة، وأحياناً سلطة الدين، فبعض الناس قد تتجه لرفضها، فما كل من يرفض الدولة، أو يرفض الدين دائماً نصفه بأنه منحرف، ربما يكون عنده اعتلال معين وليس مرضاً في طريقة التفكير، فممكن أن يُقوَّم عن طريق الحوار. وشدَّد الحبيب على أنه يجب أن تبدأ بالعقوبة الأشد وليس العقوبة الأدنى، هذا من بعد نفسي فمثلاً حينما أرتكب سلوكاً معيناً وعاقبتني بأن تأخذ مني 10 ريالات، ومرة ثانية كرَّرت السلوك الخاطئ وعاقبتني بأخذ 100 ريال، وكرَّرت السلوك مرة ثالثة وأخذت مني 1000 ريال، ولكن بعد أن أخذت الألف ريال بعد فترة معينة لهذا السلوك أخذت لقتلت السلوك، لذلك الحزم بالأنظمة وتطبيقها وبقوَّتها لا بهوانها فهي التي تبني عندنا أخلاقاً، تذوقوا الأنظمة فنعتادها فنحبها فنحافظ عليها فتشكل أخلاقاً. وأكد أن عقاب المراهق لا يكون أمام المراهقين ولا يهمل عقابه، لذلك الدرباوية خطأ سجنه؛ لأنه إذا قُبض على الدرباوي يجب تقويم شخصيته، ويكلَّف بخدمة اجتماعية، ويجب أن تكون عقوباتهم اجتماعية كإلزامهم بدوام لمدة 12 شهراً بمعدل 8 ساعات يومياً بجمعية البر الخيرية، فيتشكل سلوكه أفضل من سجنه مع المساجين لينتج عنه السلوك الإجرامي، خطأ من البعد النفسي؛ لأن السجن أنت تعطي الدرباوي تمريناً كيف يكون مجرماً محترفاً. وذكر مدير مرور المنطقة الشرقية العميد عبد الرحمن الشنبري أن الدرباوية ليست ظاهرة كبيرة أو مقلقة في المملكة، لكن ربما تناقلها في بعض المواقع بين الشباب ربما أخذت زخماً إعلامياً، لكن هي ظاهرة محدودة فنحن من جهتنا كرجال مرور نقوم بمتابعة هذه المواقع، وتم ضبط الكثير منهم وتم إحالتهم لهيئة الجزاءات لتطبيق النظام بحقهم، وأولاً وأخيراً هم أبناؤنا وعملية نصحهم وإرشادهم وتطبيق النظام عليهم هو من باب تقويم بعض السلوكيات التي يرتكبونها.

مشاركة :