دبي: «الخليج» اعتبر الخبراء في اجتماع المائدة المستديرة الافتراضي حول تنسيق المعلومات التحليلية بخصوص تجربة البيع بالتجزئة، الذي نظمته شركة ريتيل مي- المزوّد الوحيد المخصص للمعلومات التحليلية للسوق في المنطقة لقطاع البيع التجزئة: أن جائحة كوفيد- 19 تسببت في تعطيل قطاع التجزئة وتحويل المستهلكين لأنها غيرت مشهد البيع بالتجزئة العالمي البالغ 25 تريليون دولار بشكل سريع.وقال حذيفة سايلاوالا، مدير المبيعات - في شركة زيبرا تكنولوجيز- الشرق الأوسط، وهي إحدى شركات التعزيز التكنولوجي لقطاع التجزئة: «لقد شهدنا نقلة نوعية في سلوك المستهلك تجاه القناة الرقمية. حيث لاحظنا أنه سرعان ما تبنى الكثير من المستهلكين أسلوب التسوق عبر الإنترنت مما وضع تجار التجزئة تحت ضغط هائل لتوسيع القناة الرقمية».وأضاف: «خلال المرحلة الأولية من الجائحة وتزايد معدلات الإغلاق، استطاع الكثير من تجار التجزئة تحديد حجم الفجوة وكذلك استشراف الفرص الماثلة في الأفق. ولقد شهدنا إقبالاً هائلاً على التعامل مع تجار التجزئة الذين كانت لديهم الرؤية لإحداث التغيير. والآن أصبح المستهلكون يطلبون المزيد من الخدمات الذاتية وخيارات الدفع التي تضمن عدم التلامس فيما يتعلق بالتسوق». إلى 22% في 2023 وقد كان من المتوقع أن يصل حجم مبيعات التجزئة العالمية إلى 25.04 تريليون دولار في عام 2021 و26.7 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2022، صعوداً من حوالي 23.6 تريليون دولار في عام 2018، وفقاً لموقع Statista، الراصد الإلكتروني للاقتصاد العالمي وقطاع التجزئة.خلال عام 2019، شكلت مبيعات التجزئة الإلكترونية نسبة 14.1% من إجمالي مبيعات التجزئة في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يصل هذا المعدل إلى 22% في عام 2023.كما أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق التجارة الإلكترونية إلى 19.7 مليار دولار (72.29 مليار درهم) في عام 2020 على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. وتعتبر السعودية هي أكبر سوق بحصة تبلغ 8.3 مليار دولار (30.46 مليار درهم) تليها الإمارات العربية المتحدة بحصة تصل إلى 7.5 مليار دولار (27 مليار درهم). إيميجز ريتيل وقالت جوستينا إيتزنجر، الرئيس التنفيذي للعمليات في إيميجز ريتيل الشرق الأوسط: «تُظهر هذه الإحصائيات أن فرص التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، كبيرة هائلة. حيث لا يزال معظم الناس في المنطقة متسوقين تقليديين. لكننا نعتقد أن هذا سيتغير بسرعة، بسبب البيئة الحالية التي تهيمن عليها المخاوف حول الصحة والسلامة والتباعد الاجتماعي».وأضافت: «توفر سلسلة المائدة المستديرة الافتراضية الخاصة بنا رؤى بالغة الأهمية فيما يخص المشهد الرقمي ومن ثمّ فهي تساعد تجار التجزئة والمستهلكين على فهم مشهد البيع بالتجزئة سريع التغير والذي يوفر فرصاً جديدة. ويمكن لتجار التجزئة اكتساب رؤى مهمة قادرة على أن تساعدهم من أجل البقاء في الصدارة». مجموعة الدانوب وأشار الخبراء إلى أن معظم تجار التجزئة الذين أطلقوا بالفعل قنواتهم عبر الإنترنت، حظوا بقفزة هائلة في معدلات الطلبات من خلال تطبيقاتهم.من ناحيته، قال عادل ساجان، مدير مجموعة الدانوب، «لم يكن الشراء عبر الإنترنت يمثل سوى 5% من إجمالي مبيعاتنا قبل الوباء. ومع ذلك، فقد قفز المعدل بنسبة 500 % إلى 25 % من مبيعاتنا أثناء الإغلاق، قبل أن يستقر عند 10 % حالياً. نظراً لأن قرار الشراء بشأن تأثيث المنزل يستغرق وقتاً ويحتاج المستهلكون إلى لمس المنتجات والشعور بها؛ فقد بدأنا عقد اجتماعات افتراضية مع عملائنا الرئيسيين وعرضنا المنتجات من خلال جولة افتراضية في متاجرنا من أجل ضمان حصول المستهلك على نظرة وافية على المنتج».وطبقاً لما صدر عن لألبن كابيتال، فمن المتوقع أن ينمو قطاع التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل نمو سنوي نسبته 4.0 في المئة من 253.2 مليار دولار (929.24 مليار درهم) في عام 2018 إلى 308 مليارات دولار (1.13 تريليون درهم ) في عام 2023. وكانت مبيعات التجزئة تعاني ضغطاً خلال السنوات الأخيرة ولكن من المقدر أن تتعافى وتنمو حتى عام 2023. «سن أند ساند» في سياق متصل، قال بهافنا بوتان، نائب الرئيس - للتحولات السوفية في سن أند ساند سبورتس، إن «كوفيد- 19» يعتبر هبة من القدر نظراً لأنه أجبر المستهلكين وتجار التجزئة على تغيير السلوك بسرعة. كما قدم لنا بعض الدروس الجيدة فيما يتعلق بالعشرين عاماً الماضية. في سن أند ساند سبورتس، أطلقنا قناة المبيعات الرقمية الخاصة بنا قبل ستة أعوام، والتي نادراً ما كان يستخدمها المستهلكون. ومع ذلك، فقد كان فيروس كوفيد -19 عاملاً يدفعنا جميعاً إلى الفضاء الرقمي بسرعة. وقد تعلمنا الكثير وفشلنا أيضاً في الكثير من المجالات. ومع ذلك، فقد قفزت مبيعاتنا عبر الإنترنت بنسبة 500 % وهو ما يعوض الانخفاض في حجم الشراء التقليدي». متاجر البقالة وبينما شهدت تجارة التجزئة لمجال الأزياء تغيرات كبيرة، فمن المحتمل أن يشهد مشغلو متاجر البقالة بالتجزئة ومحلات السوبر ماركت والهايبر ماركت التغييرات الأكبر، حيث أجبرهم الارتفاع في معدل الطلبات عبر الإنترنت على إجراء تغييرات بين يوم وليلة.بدوره، قال أشوتوش شاكرادو، رئيس قسم البيع بالتجزئة في شويترامس، «لقد أجبرنا «كوفيد- 19» على التغيير بصورة سريعة لم تتجاوز 3-4 أشهر. حيث أجرينا بعض التغييرات والتحديثات في أنظمتنا لضمان إدارة الإقبال المتزايد على الطلبات عبر الإنترنت. وبينما قفزت طلباتنا عبر الإنترنت 3 مرات؛ كانت مقدرتنا الحالية جيدة بما يكفي للتعامل مع قفزة بنسبة 50 % فقط. ومع ذلك، فقد استطعنا إجراء بعض التعديلات المادية في التوقيت اللازم بالإضافة إلى تحديث الأنظمة التقنية للتعاطي مع هذا التسارع». رفع مستوى التعاملات من جانبه، قال مارك طومسون، مدير البيع بالتجزئة والضيافة في شركة زيبرا تكنولوجيز - أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إن التحدي الذي يواجه تجار التجزئة سيتمثل في رفع مستوى التعاملات وتقديم تجربة تسوق سلسلة للمستهلكين. وتساءل: «كيف يمكننا أن نأخذ التحدي إلى المستوى التالي؟ وهل يمكن أن تساعد تحليلات البيانات في هذا الصدد؟».وقال عادل ساجان إن شركته تستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير تحليلات بيانات المستهلكين. وتابع: «من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، أصبحنا قادرين على جعل منتجاتنا مرتكزة على ما يناسب أذواق المستهلكين. فعلى سبيل المثال، قد تستغرق مجموعة الكنبات الجديدة التي تتألف من 100 تصميم ست صفحات طويلة وقد لا يحتاج المستهلك إلى استعراضها كلها. يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على رصد المستهلكين بناء على أذواقهم مما يضيّق من نطاق القائمة حتى تناسب تفضيلاتهم. وبهذه الطريقة، يمكننا جذب المستهلكين إلى المنتجات التي يهتمون بها فعلياً».
مشاركة :