الميليشيات الشيعية توسّع مسرح استهدافها لقوافل إمداد القوات الأجنبية | | صحيفة العرب

  • 9/14/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تكريت (العراق) - تعمل الفصائل الشيعية المسلّحة على توسيع مسرح تعرّضها لقوافل الإمداد المدنية التي تؤمّن نقل مواد تموينية للقوات الأميركية الموجودة على الأراضي العراقية، لتشمل منطقة شاسعة تمتدّ من محافظة البصرة جنوبا، إلى محافظة صلاح الدين شمالي العاصمة بغداد، وذلك بهدف خلط الأوراق وتعقيد مهمّة رصد المسؤولين عن الهجمات وتتبعهم وضربهم. ويوم السبت، انفجرت عبوة ناسفة على رتل تابع لشركة عراقية متعاقدة مع قوات التحالف الدولي لأغراض الإمداد اللوجستي، وذلك لدى مرورها قرب قرية الرياش في محافظة صلاح الدين. وتسبب انفجار العبوة في إصابة مدني كان يمر بالصدفة قرب موقع الهجوم وتدمير إحدى المركبات. وذكرت مصادر استخبارية أن منفذي الهجوم استخدموا مقرا رسميا قريبا من موقع الحادث يتبع قوات الحشد الشعبي، في تنسيق هذا الهجوم. تُركت العربة المستهدفة لتحترق فيما أخلى الشخص المدني نفسه بنفسه بعد أن مُنعت فرق الإطفاء وسيارات الإسعاف من التوجه إلى الموقع. والشهر الماضي شهد طريق سريع في منطقة الغزالية غربي بغداد هجوما على القوات الأميركية بعبوة ناسفة، تسبب بأضرار في إحدى الشاحنات. وسبق أن شهدت الغزالية أعمال عنف مروعة ضد القوات الأميركية بين 2003 و2013 نفذتها جماعات سنية متطرفة، قتل وجرح خلالها العديد من الجنود. وتسعى فصائل عراقية شيعية موالية لإيران إلى إحياء الحرب ضد القوات الأميركية في المناطق السنية. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية تزايدت الهجمات بالعبوات الناسفة على القوات الأميركية والتحالف الدولي، بعدما كانت مقتصرة على الصواريخ. وفي بادئ الأمر ركزت تلك الجماعات على تنفيذ هجماتها بالعبوات الناسفة في مناطق جنوب العراق، وتحديدا عندما تغادر أرتال الدعم اللجوستي الخاصة بالقوات الأميركية والتحالف الدولي منطقة موانئ البصرة، إذ يجري استهدافها بالعبوات الناسفة على الطرق الرئيسية. لكن تزايد الهجمات وتسببها في أضرار بشرية ومادية والمخاوف من أن تتسبب في ردود فعل انتقامية واسعة، دفع سكان تلك المناطق إلى التذمّر من العمليات. البيئة السنية المستضعفة ساحة حرب مثالية للميليشيات الشيعية التابعة لإيران ضد الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي ولتجنب التعرض لردود انتقامية، تستخدم الميليشيات العراقية الكبيرة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء وسيد الشهداء، أسماء وهمية مثل جماعة أهل الكهف وعصبة الثائرين وربع الله وقبضة المهدي، لتبنّي الهجمات على القوات الأميركية والتحالف الدولي. ويلاحظ مراقبون حاجة الميليشيات العراقية التابعة لإيران إلى نقل معركتها مع الولايات المتحدة إلى المناطق السنية، خشية أن تتسبب الهجمات بالعبوبات الناسفة في ثورة شيعية ضدها في مناطق الجنوب. وتخشى الميليشيات إغضاب بيئتها الشيعية التي يمكن أن تواجه فيها خصوما أقوياء كزعماء القبائل ورجال الدين في حين أنّ غالبية الزعامات في المناطق السنية متواطئة مع السلطة التي تقودها أحزاب شيعية ذات صلة بتلك الميليشيات. وعلى سبيل المثال تتحرك الميليشيات الشيعية في الأنبار ونينوى وصلاح الدين بأريحية ليست متاحة في البصرة والناصرية والعمارة، فسكان المناطق السنية لا يمكنهم الاعتراض على سلوك هذه الفصائل، وإلا فإن تهم الإرهاب والانتماء لحزب البعث جاهزة بانتظارهم. ولا يمكن للميليشيات الشيعية أن تمنع الإطفاء والإسعاف من التدخل بعد هجوم في منطقة شيعية، لكنها تستطيع فعل ذلك في المناطق السنية، كما حدث في هجوم صلاح الدين. لذلك تبدو البيئة السنية المستضعفة ساحة حرب مثالية للميليشيات الشيعية التابعة لإيران ضد الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي. ويتوقع مراقبون أن يتسع نطاق هجمات الميليشيات الشيعية التابعة لإيران على الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي داخل المدن السنية خلال الأشهر القليلة القادمة وهو تصعيد لن يكون مفاجئا في ظل التوترات المتفاقمة بين واشنطن وطهران. وتملك الميليشيات الشيعية حضورا مؤثرا في المناطق السنية مستغلة مواقع الحشد الشعبي هناك للتحرك تحت يافطته. ولدى الميليشيات التابعة لإيران بالفعل قوات كبيرة في غرب الأنبار وبعض مناطق الموصل وصلاح الدين تنتشر هناك بذريعة مسك الأرض بعد مشاركتها في محاربة تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به.

مشاركة :