بغداد - أعرب المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، الأحد، عن دعمه لإجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في يونيو 2021، بعد أول لقاء يجريه منذ نحو عام مع مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة. وقال السيستاني في بيان نشر على موقعه بعد الاجتماع الثنائي الذي عقده مع مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت إن "الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام القادم تحظى بأهمية بالغة". وشجّع السيستاني العراقيين "على المشاركة بصورة واسعة" في الانتخابات، محذرا من أن "مزيداً من التأخير في إجراء الانتخابات أو إجراءها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين سيؤدي إلى تعميق مشاكل البلد والوصول - لا سمح الله ـ إلى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه". ويأتي كلام المرجع الديني في ظل تباين في المواقف السياسية حيال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، حيث تخشى الأحزاب الشيعية خصوصا من تأثير تراجعها الدراماتيكي في حواضنها الشعبية على نسبة تمثيلها في البرلمان المقبل في ظل اتهامات لها بالفساد والتغول. وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في أواخر يوليو أن العراق سينظم انتخابات تشريعية مبكرة في 06 يونيو 2021، سعيا لتنفيذ أحد وعوده الأساسية التي أطلقها عندما وصل إلى السلطة في وقت سابق هذا العام. وقد بررت الأحزاب المتحفظة طلب تأجيل الاستحقاق بتكاليفه المالية والحاجة إلى تنظيم أكثر فضلا عن ترتيب أوضاع النازحين. ونادرا ما يظهر السيستاني في العلن بينما ينقل ممثل عنه خطبه لصلاة الجمعة كل أسبوع. كما يتجنّب لقاء شخصيات سياسية باستثناء ممثلي الأمم المتحدة، التي تعد غير منحازة. وخفّت نشاطات السيستاني عن عادتها هذه السنة. وترافق وقف التجمعات لأداء صلاة الجمعة في أواخر فبراير جرّاء فايروس كورونا المستجد مع مخاوف بشأن الوضع الصحي للسيستاني. واستقبل المرجع الديني هينيس-بلاسخارت في منزله المتواضع في مدينة النجف، الأحد، بعد عشرة أشهر على آخر لقاء بينهما. وقالت المبعوثة الأممية "إذا جرت بالطريقة الصحيحة وبشكل صحيح وذو مصداقية، فقد تفتح (الانتخابات) فصلا مهما بالنسبة للبلاد". وكان السيستاني بين دعاة إجراء انتخابات مبكرة منذ العام الماضي، عندما هزّت احتجاجات غير مسبوقة ضد الحكومة بغداد ومدن الجنوب التي يشكل الشيعة أغلب سكانها. وانتقد رجل الدين الشيعي المؤثر مرارا البرلمان الحالي المنقسم الذي انتُخب في مايو 2018. وصوّت المجلس المكون من 329 عضوا لصالح إصلاح النظام الانتخابي قبيل اقتراع العام المقبل.