دخان المقاهي شردنا من بيوتنا

  • 7/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدخان المتطاير من المقاهي التي تربض على مدخل حي «شرق المدينة»، دفع عددا كيبرا من سكان الحي للتفكير بشكل جدي في هجرة الحي والبحث عن مكان أكثر هدوءا، وطالبوا إمارة المنطقة والأمانة بإغلاق هذه المقاهي وجميع متاجر بيع الدخان والمعسلات المنتشرة في الشارع التجاري بالحي، كما ناشدوا مدير مرور منطقة المدينة سرعة التدخل لوقف هواة التفحيط من ممارسة تلك الظاهرة الخطيرة، مؤكدين أنهم سبق وأن تقدموا بخطابات إلى الجهات المعنية إلا أنهم لم يجدوا تفاعلا على أرض الواقع. في البدء يقول رباح مرزوق أحد سكان الحي: تتجاهل الأمانة الشرط الأساسي لفتح متجر بيع الدخان والمعسلات بأن يكون مرتبطا بمقهى وهذا كما ترون مخطط سكني ويتجاهلون أيضا الشرط الثاني بأن يبعد المتجر عن المسجد 500م وهنا المتاجر قريبة جدا حوالي300م من المسجد ولا ينطبق إلا الشرط الأخير وهو أن يكون واقعا على شارع تجاري. ويؤكد رائد المطيري أن المقاهي المجاورة للحي لا تغلق أوقات الصلاة بل أنها تستمر في بيع الدخان للزبائن الذين يأتون من الخارج أثناء تأدية الصلاة في مصلى المقهى، وعندما نناصحهم يقولون لنا أنتم لستم جهة حكومية لكي تحاسبونا كما أنهم يبيعون الدخان للمراهقين الأقل من 17سنة رغم أن هذا ممنوع. ويشير سالم منور الحربي إلى أن الدخان المتصاعد من المقاهي المجاورة للحي يضايقهم جدا، ويؤثر في صحة أسرته وأبنائه على وجه الخصوص، خاصة الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية وقد أصبحنا أيضا نخاف على أبنائنا المراهقين من أن يقعوا في شراك التدخين لسهولة الحصول على الدخان والمعسلات وقربها من الحي، ويشاركه الرأي نواف المطيري. ويوضح عامر ومحمد الصعيري أن أهل الحي يعانون من تجمعات الشباب من كل مكان بسبب وجود هذه المقاهي ووجود المتاجر التي تبيع الدخان والمعسلات، مبينين أن عددا من المستثمرين يرغبون في فتح صيدليات على الشارع العام للحي ولكنهم لم يحصلوا على تصاريح أو لم يجدوا محلات بسبب احتكارها من قبل بائعي الدخان والمعسلات، ويضيف خلف هلال الحربي قائلا: نعاني من ظاهرة التفحيط التي يمارسها بعض الشباب في الحي على مدار أربع وعشرين ساعة وذلك على طريقي الملك سلمان والطريق 52 المتوسط الذي يربط الحي بالطريق الدائري الثالث، ولذلك يطالب خلف بإلغاء رخص تلك المتاجر وإبعادها عن الحي السكني فورا لأنها تجذب هؤلاء الشباب، فيما يوضح سلطان المطيري أن العمالة الموجودة في تلك المحلات تشكل خطرا كبيرا على أبنائنا ولا يجب أن نظل مكتوفي الأيدي هكذا فلابد من عدم الترخيص وإلغاء رخص تلك المتاجر عند انتهائها وعدم التجديد لها. في المقابل أوضح المهندس يحيى سيف وكيل الأمين للخدمات والمتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينة المنورة أن النظام لا يمنع بيع الدخان والمعسل ولكن يضع له ترتيبا وتنظيما معينا وتكون في أماكن معينة لابد أن تنطبق عليها الشروط ولمن أراد ممارستها عليه أن يستوفي جميع الاشتراطات، ولكن التركيز الأهم هو على التوعية الصحية بمخاطر تلك المواد بالتعاون مع الجمعيات المتخصصة وأيضا تفعيل دور الأسرة في هذا الجانب أما كترخيص فلا مانع إذا اكتملت الشروط وتم تحقيقها ولم يتم دمج النشاط مع أي نشاط آخر يتعارض مع ما تم الترخيص له كبيع أي مواد أخرى، أما في ما يتعلق بالمقاهي الموجودة في مدخل الحي السكني على الطريق الدائري الثالث فقد أكد سيف أنها مرخصة وقد نقلت سابقا من أماكن داخل التجمعات السكانية في أحياء المدينة المنورة رغم رفض ملاكها إلا أنهم الزموا بالنقل، وقد كانت بعيدة جدا عن النطاق العمراني سابقا. من جهته أهاب مدير إدارة الأمن والسلامة المرورية والمتحدث الرسمي لإدارة مرور منطقة المدينة المنورة العقيد عمر النزاوي بالمواطنين ضرورة الاتصال على عمليات المرور 993 في حال تم رصد مثل أولئك المحفطين، وسنتحرك فورا من خلال دوريات المرور الرسمية والسرية للتعامل مع هؤلاء بأسرع وقت ممكن بعد تلقي البلاغ، وطمأن النزاوي أهل الحي إلى أن بلاغاتهم محل اهتمام مدير إدارة مرور منطقة المدينة المنورة وأنها تكون على مكتبه في اليوم الثاني من تلقيها كما أكد على أنه يحرص شخصيا على متابعتها. وفي محاولة أخيرة من «عكاظ» للتواصل مع المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على جواله الخاص من خلال الاتصال ومن خلال رسائل الواتس أب، لم تتلق أي رد على استفساراتها حول دور الهيئة في ذلك.

مشاركة :