أظهرت بيانات حديثة، صادرة عن هيئة تنمية المجتمع في دبي، أن الفتيات صاحبات الهمم من ذوات الإعاقة الذهنية، الأكثر تعرضاً للعنف والضرب، نتيجة الاعتقاد الخاطئ لدى الأهل أن القسوة عليهن ستحميهن من ارتكاب الأخطاء، أو التعرض للاستغلال والاعتداء من قبل الآخرين. وكشفت مدير إدارة أصحاب الهمم في الهيئة، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، أن تقارير الإخصائيين في الهيئة، حول حالات الإساءة والعنف التي يتعرض لها أصحاب الهمم، استناداً للحالات التي تم الإبلاغ عنها، خلال الأشهر الماضية، أظهرت أن الإناث من مختلف الأعمار هن الأكثر تعرضاً للعنف والضرب من قبل الأهل كأداة تعليمية، ظناً منهم أن الضرب سيرسخ لدى الفتاة المفاهيم التي يجب أن تستوعبها، وتتصرف على أساسها، والتي من أهمها عدم الخروج من المنزل بمفردها، وعدم التحدث إلى الغرباء في الشارع. وأشارت إلى أن هؤلاء الآباء لا يدركون صعوبة الوضع النفسي السيئ، وتدني درجة الإدراك والاستيعاب لدى الفتيات من صاحبات الهمم اللاتي لديهن إعاقة ذهنية أو مرض نفسي، وأنهم لا يطلبون الدعم أو المساعدة من الجهات المختصة والخبراء، حتى يتمكنوا من فهم حالة بناتهن، والتدرب على طرق التعامل الصحيح معهن. وأوضحت الحمادي أن الفتاة يمكن أن تخرج دون أن ينتبه أحد، وتختفي ساعات قبل أن تتمكن الأسرة من العثور عليها، الأمر الذي يشكل رعباً كبيراً بالنسبة للأسرة، خوفاً من أن تتعرض لاعتداء أو أذى جسدي أو معنوي من قبل أحد الغرباء في الشارع. وأضافت أن بعض الفتيات ممن لديهن إعاقة ذهنية يتصرفن بطريقة تخيف الأهل، وتجعلهم تحت ضغط نفسي، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال ضربهن، واستعمال العنف وسيلة تأديب وتعليم، متابعة أن التأكد من وجود الفتاة داخل المنزل ومتابعتها باستمرار مسؤولية الأهل أو القائمين على رعايتها، وتصرف الفتيات من ذوات الإعاقة الذهنية يجب أن يقابله تفهم وصبر واحتواء وليس عنف، لأن العقاب بالضرب أو الإساءة ممنوع قانوناً وإنسانياً. وأكدت الحمادي أن الجهات المعنية المختصة في الدولة تتعاون في تنفيذ خطط وتطبيق برامج، تطمح من خلالها إلى تقليل الضرر والإساءة اللذين قد يتعرض لهما أصحاب الهمم نتيجة أي سبب، بهدف حماية هذه الفئة الأكثر حاجة إلى الرعاية والاهتمام، وضمان تمكينها من ممارسة الحياة بشكل طبيعي، أسوة بكل أفراد المجتمع، لافتة إلى دعم الهيئة خططها المتعلقة برعاية وحماية حقوق أصحاب الهمم بإطلاق خط ساخن، لتلقي البلاغات المتعلقة بحالات إساءة والاستفسارات المختلفة، وتوجيه الأسر إلى الإجراءات الصحيحة، للاستفادة من برامج رعاية ودعم أصحاب الهمم. موروثات فكرية واجتماعية أكدت التقارير العلمية، الصادرة عن تربويين وأخصائيين نفسيين، تباين طرق تنشئة الآباء والأمهات لأبنائهم، والتي تنتج عنها، أحياناً، أخطاء تنال من صحة الأبناء الجسدية والنفسية. وعزا الخبراء اتباع أساليب خاطئة في التعامل مع الأولاد إلى عوامل متداخلة، ترتبط بمستوى التعليم والثقافة ودرجة الوعي، وطبيعة المجتمعات التي يعيشون فيها، والمحكومة بمخزون من الموروثات الفكرية والاجتماعية المغلوطة وغير العلمية، بالإضافة إلى ارتباطها، كذلك، بالظروف المعيشية والحالة الصحية والنفسية، سواء للأبوين أو الأبناء، والتي بدورها تتحكم، أحياناً، في نوع وشكل التعامل مع الطفل وشخصيته ومشكلاته. مريم الحمادي: - «تصرف الفتيات، من ذوات الإعاقة الذهنية، يجب أن يقابله تفهم وصبر واحتواء.. وليس عنف». - «الجهات المعنية تتعاون في تنفيذ خطط وبرامج، لتقليل الضرر والإساءة إلى أصحاب الهمم». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :