الدوحة -الراية : طوال أكثر من أربعين عاماً، ظل سقوط هضبة الجولان التابعة لمحافظة القنيطرة في سوريا بيد الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/حزيران عام 1967 مثاراً للتساؤلات والشكوك، وتواترت فيها الروايات من أطراف عدة، كون الهضبة منطقة محصنة ومنيعة، ومن الصعب اجتياحها بسبب طبيعتها الجغرافية، لكن اللافت في الأمر أن الجيش الإسرائيلي لم يستغرق سوى ساعات قليلة لاحتلالها. في فيلمه الجديد "سقوط الجولان"، الذي يبث على قناة الجزيرة غداً الخميس في العاشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت مكة المكرمة، يخوض الصندوق الأسود في حقيقة ما حصل، ويطرح الكثير من التساؤلات محاولاً الإجابة عنها، وأبرزها: هل سقطت هضبة الجولان حقاً أم تم تسليمها؟ وما علاقة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بذلك؟ حيث ظلت الكثير من التفاصيل غامضة لأكثر من أربعة عقود بسبب حرص النظام السوري على أن تظل طي الكتمان. وينجح فريق العمل في الوصول إلى عدد من الشخصيات ذات العلاقة وشهود العيان، ومنهم أحد الضباط الذين شهدوا الحرب، بالإضافة إلى وزير الإعلام السوري آنذاك محمد الزعبي، الذي كان مغيباً عن وسائل الإعلام، ليس فقط للخوض في ما حدث، بل لبحث الإرهاصات التي أدت إلى سقوط الجولان أيضاً، بدءاً من استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا، وصولاً إلى حقيقة الدور المشبوه الذي لعبه حافظ الأسد، وتسريح العديد من الضباط الأكفاء من الجيش السوري، الأمر الذي أدى إلى إضعافه، وفحوى البيان العسكري رقم 66، الذي تمت إذاعته وأُعلن فيه احتلال القنيطرة، وهل كان قبل دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة أم بعدها؟ ويكشف الفيلم تفاصيل زيارة حافظ الأسد السرية إلى بريطانيا عام 1965 للقاء وزير المستعمرات اللورد تومسون، وذلك من خلال وثائق تظهر للمرة الأولى منذ خمسين عاماً، بالإضافة إلى المراسلات بين سفارة بريطانيا في دمشق ومكتب وزارة الخارجية البريطانية. ويستعرض الفيلم أحداث حرب 1967، وكيف تعاملت القيادة السورية آنذاك -التي كان الأسد فيها وزيراً للدفاع- مع هذه الحرب منذ بدايتها وحتى نهايتها، ويثير التساؤلات حول موقف الجيش السوري، الذي زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في مذكراته أنه كان جامداً دون حراك، ولم يقدم المساعدة اللازمة للجيوش العربية التي كانت تخوض الحرب. كما يتطرق إلى مرحلة ما بعد سقوط الجولان وحقيقة رغبة النظام السوري في استعادتها وخوضه حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، بالإضافة إلى اتفاق الهدنة الذي وقّعه حافظ الأسد مع إسرائيل عام 1974.
مشاركة :