بعد نحو نصف عام من الغيبة القسرية، يعود مئات المقيمين اليوم إلى السعودية وفي البال خاطرة محمد الثبيتي، إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض، وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ وهَبْ لنا نور الضحى، فالرحلة التي ستحمل العائدين عبر الغمام، لن تكون كسابقاتها في اللهفة والتدابير بعدما فرضت الجائحة الشرسة التي ضربت العالم من أقصاه إلى أدناه منظومتها بدءا من صالة الوصول في المطار حتى إلى أبواب البيوت. لن يكون في مقدور العائد بعد غيبة تقبيل صغاره، فالبروتوكول الذي أعدته وزارة الصحة تمنع العبور في الشوارع دون كمامة والتجول في مراكز التسوق بلا ضوابط تحمي من الفايروس. لن تكون الغرامات على السيارات وركابها مثل سابقاتها حكرا على مخالفات ربط الحزام والثرثرة على الهاتف، فالتدبير الجديد، أيها العائد بعد 6 أشهر من الغيبة، يمنع تجمع أكثر من 5 في سيارة، وتفرض على من دونهم القناع الواقي، وإلا فإن رسالة إلكترونية ستصل إلى هاتفك جنبا إلى جنب غرامات ساهر! ثم إن مشاهد باعة المياه المثلجة وفي بعض الشوارع الطرفية استعاضوا تجارتهم بتسويق الكمامات «مجهولة المصدر». لقد فرضت الجائحة ثقافات جديدة في المناسبات واللقاءات، يلزم الحصول على تصريح من الجهات المعنية. أما وزارة الصحة فستضعك في حدقات عيونها بـ«تطمن» و«تأكد» وتتابع نبضاتك على مدار الساعة.. لن يضيع العائد بعد غيبة ساعات الصباح الأولى في زحام الشوارع بعدما نقلت وزارة التعليم فصول الدراسة إلى عقر دار العائد بـ«مدرستي».. الأماكن كلها مشتاقة لك كما شدا محمد عبده !< Previous PageNext Page >
مشاركة :