ماذا نستطيع أن نُقدّم للوطن خلال هذهِ الجائحة؟» سؤال تراود على أعضاء فريق البحرين للمُهندسين الكيميائيّين (BChemE) الّذي يسعى دائمًا إلى تطوير واحتضان العاملين في مجال الهندسة الكيميائيّة بالإضافة إلى طلبة وخرّيجين تخصّص الهندسة الكيمائيّة وتزويدهم بالمهارات العمليّة والمعارف المتنوّعة من خلال البرامج والورش الّتي تصقل مهاراتهم وتضيف إلى رصيد خبراتهم. ويأتي ذلك من إيمان الفريق التّام بأنّ الشّباب هم ثروة الوطن وأملها في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها لمستقبل مشرق.فريق البحرين للمهندسين الكيميائيّين يجمع مهندسين من عدة شركات، محلية وعالمية، تحت توجيه حافظ القصاب، رئيس مشروع توسعة مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو)، رئيس فريق BChemE. ويعمل الفريق، منذ عام 2018، على تنظيم البرامج والفعاليّات الّتي تخدم الطّلبة والعاملين في مجال الهندسة الكيميائيّة. وقد تظافرت جهود الفريق لتنظيم العديد من البرامج الاستثنائيّة في عدّة مؤتمرات في قطاع الطّاقة وهندسة العمليّات والّتي عقدت في مختلف مناطق الشّرق الأوسط، والجدير بالذّكر أنّ هذه البرامج استقطبت أكثر من 1000 مستفيد من جميع أنحاء دول الخليج.وخلال العام الحالي، وتزامنًا مع جائحة كوفيد-19، فقد أقامت BChemE العديد من الورش التّفاعلية الافتراضيّة بالتّعاون مع عدّة جهات تعليميّة وصناعيّة مثل إنجاز البحرين وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وغيرها. وعلى الرّغم من أنّ هذه الورش كانت عن بعد إلّا أنّها نالت رضا المشاركين ولم تفقد جوهرها بل حقّقت الأهداف المرجوّة بكفاءة ملحوظة.ولكنّ الإنجاز الأكبر لهذا العام تمثّل في تنسيق وتنظيم برنامج تدريب صيفيّ متكامل عبر الفضاء الافتراضيّ لطلبة الهندسة الكيميائيّة المقبلين على التّخرج من جامعة البحرين. ويعد التّدريب العمليّ، الّذي تعسّر إتمامه بشكل طبيعي وجهًا لوجه بسبب الجائحة، أحد متطلّبات التّخرّج. هذا وقد تمّ البرنامج التّدريبيّ بالتّعاون مع قسم الهندسة الكيميائيّة في الجامعة، متمثّلًا بالدّكتورة حياة عبد الله يوسف، وبابكو والمجلس الأعلى للبيئة. وقال مؤسسو BChemE: «تلقينا فكرة التدريب العملي الافتراضي من قسم الهندسة الكيميائيّة في الجامعة، وقمنا بتبنّي المبادرة كونها تصبّ في أهداف فريقنا الذي يسعى دائمًا إلى تطوير وصقل مهارات طلبة وخرّيجين الهندسة الكيميائيّة عن طريق توفير البرامج والورش الّتي تعزّز هذه المهارات، والآن فرص التّدريب العمليّ عن بعد». كما كان لمنسقة التدريب العلمي في قسم الهندسة الكيميائية بكلية الهندسة في جامعة البحرين الدكتورة حياة عبدالله يوسف دور هام في تنظيم البرنامج والذي كان نابع من حرصها وحرص القسم على خدمة المجتمع البحريني من خلال رفع كفاءة الخريج وعلى التعاون مع القطاع الخاص من أجل تطوير العملية التعليمية وتعزيز الشراكة بين القطاع الصناعي والجامعة. وفي هذه الأوقات الغير مسبوقة الّتي نشهدها ويشهدها العالم أجمع، حرص فريق BChemE على مضاعفة الجهود مضيفين: «لم تكن رحلة البحث عن شركات وإقناعها بتوفير فرص التّدريب العمليّ عن بعد سهلة كونها فكرة جديدة على السّاحة، إلّا أنّ هذه الأزمة كشفت عن الجوانب الإيجابيّة لتأقلمنا مع الوباء العالميّ ومنها التّعليم والتّدريب عن بعد متّسمة بالمرونة ومواكبة التّسارع في التّغييرات التّكنولوجيّة».وقد اختتم برنامج التّدريب الصّيفيّ بورش تفاعليّة افتراضيّة على مدى أسبوع قدّمها أعضاء الفريق وبعض المهندسين الكيميائيّين العاملين في بابكو. وتتعلّق الورش بسلامة العمليّات وإدارة المخاطر الكيميائيّة بعنوان «التّعلّم من الكوارث» وتم التركيز فيها على أخذ العبر من الكوارث الّتي حدثت في مصانع كبرى عالميًّا وخلّفت العديد من الضّحايا والخسائر، والتّحقيق في أسبابها وربطها بمقرّرات دراستهم، حتى يستفيد الطّلبة منها خلال وظائفهم في المستقبل. كما أعرب مؤسسو الفريق عن شكرهم وأشاروا: «كل الشّكر لمن ساهم في تميّز هذه التّجربة، ونخص بالذكر معالي الشيخ محمد بن خليفة بن أحمد آل خليفة وزير النفط لدعمه اللامحدود منذ نشأة BChemE ورئيس مجلس إدارة بابكو الدكتور داوود نصيف والإدارة التنفيذية لتوفير الموارد اللوجستية والخبرات العملية» وأضاف الفريق: «وجزيل الشكر موصول أيضًا إلى العاملين في قسم التدريب والتطوير و قسم الخدمات الفنية في شركة بابكو وجامعة البحرين والمجلس الأعلى للبيئة على دورهم الكبير في إنجاح هذا البرنامج، فعلى الرّغم من إيماننا بنجاح هذه التّجربة قبل أن ترى الضّوء، إلّا أنّنا لم نتوقّع أنّها ستكون ناجحة إلى هذا الحدّ، حيث أثنى الطّلبة على البرنامج وأعربوا عن فاعليّته وعن استفادتهم الواسعة».
مشاركة :