تورونتو (كندا)- كيف يمكن إقامة مهرجان سينمائي في ظل أزمة صحية عالمية؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن ما بين التشجيع الناجم عن إقامة مهرجان البندقية السينمائي الدولي الذي انتهت فعاليات دورته السابعة والسبعين، السبت، بتتويج فيلم “نومادلاند” للمخرجة الأميركية من أصل صيني كـلـويه جاو، بجائزة الأسد الذهبي للمهرجان الإيـطالي العريق، والإلـغاء التام لمهرجان تيلورايد السينمـائي الذي يقام سنويا بولاية كولورادو الأميركية. بالتوازي مع ذلك، وجد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بكندا حلا هجينا اتخذه القائمون على تنظيم الحدث الضخم الذي يشهده شهر سبتمبر الجاري ويساعد في إطلاق موسم توزيع جوائز الأوسكار، بوضع قيود على إقامة العروض الخاصة، مع استخدام أسلوب مشاهدة الأفلام من داخل السيارات، علاوة على إقامة مسرح مكشوف يعرض بعض الأفلام المشاركة في المهرجان. ممّا يعدّ تغييرا كبيرا لحدث مهم، يقوم بشكل روتيني، من أجل إرسال تموّجات يتردّد صداها عبر صناعة السينما. وفي الأوقات العادية، يعتبر مهرجان تورونتو السينمائي الدولي فرصة هائلة لعرض أفلام هوليوود ذات الميزانيات الكبرى، والأفلام الفنية المستقلة، والأعمال التجريبية، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة، والمسلسلات التلفزيونية. وتستعين شركات إنتاج الأفلام السينمائية بالمهرجان، للإعلان عن الأفلام التي سيتم طرحها قريبا، كما يلقي الصحافيون والمسؤولون التنفيذيون نظرة على الأعمال المقبلة، بينما يُتابع الموزعون مدى تفاعل جمهور السينما في أميركا الشمالية مع فيلم من الأفلام. ومع ذلك، فإن النسخة الحالية للمهرجان، وهي النسخة الخامسة والأربعين، هي تذكير قاتم بالحالة التي تشهدها صناعة السينما المرتجفة حاليا، في ظل ندرة الأفلام التي تحقّق نجاحات باهرة، والتحوّل إلى المشاهدة الافتراضية. ومن المقرّر أن يستمر مهرجان تورونتو السينمائي الدولي الذي انطلق في العاشر من سبتمبر الجاري وحتى التاسع عشر منه، متضمنا عرض نحو 60 عملا هذا العام، وذلك بالمقارنة مع 245 عملا تم عرضها في العام الماضي. وقال كاميرون بيلي، المدير الفني والرئيس المشارك لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي “نعمل منذ شهر مارس (الماضي) على وضع خطط للمهرجان، كنا نعلم أنه يجب أن يكون مختلفا تماما”. وأضاف “لقد قمنا بإعادة النظر في تحديد ما هو الفيلم، وما هي صناعة الأفلام، وما تدور حوله ثقافة الفيلم”. تركيز أكبر على عرض أعمال للنساء تركيز أكبر على عرض أعمال للنساء ومع اقتراب اللحظة الحاسمة، اختار المنظمون الاكتفاء بالإعلان عن أسماء الأفلام التي كان من المقرّر أن يتم عرضها، وهو أمر يشبه كثيرا ما حدث في مهرجان كان السينمائي في وقت سابق من العام الجاري. ويشار إلى أن هناك عروضا خاصة محدودة في تورونتو ستقام في المكان الرئيسي للمهرجان بمركز “بيل لايت بوكس”، وفي ثلاثة أماكن مخصّصة لدخول السيارات لمتابعة العروض من داخل السيارات، بينما يتم أيضا عرض أفلام في مسرح مكشوف. ولدعم الحدث، استعان المنظمون بنجوم تم تكليفهم بالعمل عن بعد كـ”سفراء” للمهرجان، مثل الممثلة الأسترالية الشهيرة نيكول كيدمان (53 عاما) والمخرج الأميركي المعروف مارتن سكورسيزي (77 عاما)، كما يتم عقد مؤتمرات صحافية على الإنترنت، وإطلاق فعالية “الجوائز التقديرية” على الهواء الثلاثاء 15 سبتمبر الجاري. كما تغيّرت أنواع الأفلام المعروضة في مهرجان هذا العام أيضا، حيث أوضح بيلي أن هناك تركيزا أكبر على عرض أعمال للنساء، وهي أعمال تشكل نسبتها نحو نصف حجم الأعمال لهذا العام، والأفلام ذات الموضوعات التي تتعلق بالعدالة الاجتماعية.
مشاركة :