الزوبعي لـ «الراي»: إسرائيل أكثر بلد آمن والمنظومة السياسية العربية أنتجت جيوشاً هزيلة | خارجيات

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال نائب رئيس الوزراء العراقي السابق سلام الزوبعي إن «المنظومة السياسية العربية أنتجت جيوشاً هزيلة، والدليل أن القضية الفلسطينية لاتكاد تذكر، وأكثر بلد آمن ومستقر هو إسرائيل». وأوضح خلال حوار أجرته معه «الراي» «أن العراق غير راض عن علاقته بمحيطه العربي والخليجي في شكل خاص»، مردفاً «أن العراق عجز عن إيجاد نظام سياسي يوازن علاقاته لأنه اتسم بالطائفية والعراقيون انقسموا سياسياً»، رافضاً في الوقت نفسه «ان تكون علاقة إيران مع الشيعة فقط». وأضاف: «على واشنطن ان تصحّح اخطاءها فهي لم تقم بتسليح العراق الذي سلّمها 12 مليار دولار منذ سنوات»، مبيناً ان «بعض المنتسبين إلى (الحشد الشعبي) ارتكبوا الأخطاء الكبيرة والمجازر وتصفية الحسابات والسرقات». وفي ما يلي نص الحوار: ●ما آفاق الحرب مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وامتدادها الى دول الجوار العراقي؟ - الخليج اليوم يقاوم «داعش» لأن الوضع حين يسوء في العراق فالمنطقة بأكملها لن تسلم، ونحن نقف ضد كل الجهات التي تستهدف أمن أي دولة عربية ونقف مع الكويت التي تم استهدافها، وكذلك قبل أيام استهدف التنظيم المتطرف العمق التركي، ولنا ملاحظات على المنظومة السياسية العربية لأنها أنتجت جيوشاً هزيلة، والدليل أن القضية الفلسطينية لاتكاد تذكر، وأكثر بلد آمن ومستقر هو إسرائيل. ●هل هناك توازن في علاقات العراق ومحيطه الإقليمي؟ - لسنا راضين عن علاقة العراق والعرب والخليج في شكل خاص ولانلقي اللوم على دول الخليج. بل عجزنا عن ايجاد نظام سياسي يوازن علاقاته، فنظامنا السياسي اتسم بالطائفية والعراقيون انقسموا سياسياً بسبب التحالفات الطائفية والقومية. ولسنا معترضين على علاقتنا بإيران بل قلقون من طريقة تعاملها. إيران ربحت اقتصادياً في العراق لكنها خسرت سياسياً ولم تحقق مكسبا لها عند السنّة و ليس من المقبول ان تكون لها علاقة مع الشيعة فقط وهناك تذمر من سياستها الخاطئة. ●البعض يذهب الى العمق العربي وآخرون يلجأون الى ايران فهل الأسباب تعود الى البعد الطائفي؟ - هذه مصالح طائفية والارتماء في حاضنة أحد ليس مفخرة، لكن النظام الحالي فاشل ومتراجع وقلت للجانب الايراني: ذهب نظام صدام والبعث، فدعونا ننسى الحرب العراقية - الإيرانية وادعمونا لنأتي بنظام جديد، وللأسف،تعثرت العلاقة، ونحن لسنا بحاجة الى صقور ترتمي بحضن طهران او أنقرة أو الرياض أو دمشق. ●هل التزمت واشنطن بـ «اتفاقية بغداد» ؟ - واشنطن غير وفيّة لما قطعته من عهود للعراق، وانا شاهد على عقد اتفاقية الإطار الإستراتيجي وعارضتها لأن البلد الذي احتل لايمكن ان يساهم في انقاذنا وعلى أميركا ان تصحّح اخطاءها فهي لم تقم بتسليح العراق الذي سلّمها 12 مليار دولار منذ سنوات. ●ماسبب التخبط في القرار السياسي العراقي؟ هل ذلك عائد إلى تأخّر الدعم الدولي؟ - البرلمان غير منسجم والحكومة مليئة بالأخطاء لأن الكتل السياسية لم تساعد رئيس الوزراء حيدر العبادي في تشكيل حكومته وفق مايريد، وظلت تعمل بمبدأ المحاصصة في المناصب ولم تسمع توجيهات مرجعية النجف التي أوصت بعدم تكرار الفاشلين وعدم اللجوء الى المحاصصة التي تدخلت في اختيار المديرين والسفراء. ●هل من المتوقّع ان تتشكّل خريطة حوار من داخل البيت العراقي؟ - بوجود هذه الكتل السياسية، لن يتحقق حوار ولامصالحة ولن نذهب الى برلمان ناضج ولن تكون لدينا حكومة كفاءات لأن هناك مشاريع شيعية وسنّية وكردية وتركمانية، وهذه لن تلتقي ابداً. ● هل ستدعون الى تدخّل عسكري أميركي في حال ظلت الأمور على ماهي عليه؟ - هكذا نكون عالجنا الخطأ بالخطأ.اذا ظلت الحكومة على حالها والكتل السياسية غير منسجمة و«داعش» يتمدد أكثر فكل الاحتمالات واردة، لكني لست مع طلب تدخّل أميركي. ●لماذا إيران لا تساعد إلا الشيعة فقط؟ - خطأ سياسي عراقي - إيراني له نتائج سلبية، لقد اخبرت المسؤولين الايرانين أننا نريد جارة لكل العراقيين تدعم الموقف الايجابي في نينوى والأنبار كما تدعم النجف وكربلاء، كما نرفض ان تقف تركيا الى جانب الأنبار والموصل وتتخلى عن كربلاء والنجف. ● هناك مناطق سنّية كثيرة تحت سيطرة «داعش» فهل سيتم العمل على توحيد الخطاب السنّي؟ - هناك تصارع سياسي وأجندات غيّبت المشروع الوطني، والطائفية انعكست على عمل المؤسسة العسكرية وسببت الفساد. قبل ايام استقبلت فريق عمل عسكري من الموصل لديهم قوة تجاوزعددها 3 آلاف مقاتل تستعد لتحرير نينوى لكن الجهات السياسية الحاكمة والمتنفّذة قسّمت الموقف، وهذ أحد الاسباب في بقاء نينوى والانبار بيد «داعش». ●من سيمثّل القرار السنّي اليوم؟ - السنّة في العملية السياسية لايمثّلون واقع محافظاتهم ولاتوجد شرعية لمن هم في البرلمان والحكومة لان محافظاتهم سقطت بيد «داعش» ولو كانوا فعلاً مثلوها لحافظوا عليها. ●«تحالف اتحاد القوى السنّي» وهو كتلة كبيرة ألا يمثّل السنّة؟ - اتحاد القوى فاقد للشرعية وهو لايمثّل السنّة لأنه لايحكم محافظاته وليس لديه شعب لأنه مهجّر.و«التحالف الوطني الشيعي» يصر على ان يتحالف مع الضعفاء وهو الكتلة الاكبر التي تتحمل مسؤولية الأخطاء التي حصلت، ولهذا فأنا أدعم الغالبية السياسية. ●هل يمكن محاربة «داعش» من قبل الاهالي السنّة في المناطق التي سيطرعليها؟ - الكثير من السنّة متعاطف مع التنظيم بسبب الظلم. ونتيجة لذلك وللأخطاء السياسية فالتنظيم يحقق مكاسب. وليس امام السنّة من حل. وأرفض ان ياتي ابن الناصرية ليموت في الانبار ويقاتل نيابة عن ابنها. ● لماذا المناطق السنّية لا تبدي معارضة واضحة لوجود «داعش» على عكس محاربتها للوجود الأميركي في بداية الاحتلال؟ - معارضة خافتة وغير منتجة. أكثرمن 30 ألف منتسب لقوى الامن الداخلي في الأنبار وكل العالم تحدث عن 66 داعشي فقط دخلوا واحتلوها... إذاً هناك خيانة. ● هناك مخاوف من «الحشد الشعبي» فماذا تقول؟ - الحشد دعوة كريمة من مرجعية النجف وضعت في وعاء سياسي أفسدها وأتخمها بالأخطاء الكبيرة والمجازر وتصفية الحسابات والسرقات التي ارتكبتها عناصر محسوبة على «الحشد». لكن لا أقول إن «الحشد» كله متورط. الوعاء السياسي الطائفي هو من أفسد هذا الجهد الوطني. ●ما موقفك من «الحشد» ومشاركته في عمليات الانبار؟ - انا أول المعارضين لدخول «الحشد» الى الانبار او صلاح الدين ولنترك اهلها هم من يواجهون «داعش». البلد الذي يشهد صراعاً طائفياً عليك ان تمنع الاحتكاك بين مكوّناته وتعزل المناطق وتنشئ قوة من المحافظة تدافع عنها. و«الحشد» دليل على عجز وزارتيْ الدفاع والداخلية لكن هذا لايعني أنه السياق الصحيح في بناء الدولة. ● هل العراق مقبل على التقسيم؟ - هو مقسّم سياسياً لأن هناك مشروعاً سياسياً شيعياً بحكومات محلّية شيعية ومشروعاً سنّياً بحكومات محلية سنّية وكذلك الكرد والجميع يعرف مع من يلتقون ويتعاقدون ويستثمرون. و«داعش» الاداة المنفذة لمشروع التقسيم. ●من هم المتحالفون مع التنظيم؟ - كل الذين ذاقوا ظلم سياسات مابعد 2003 وقيادات في الجيش مارست سياسات طائفية خاطئة وسألت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في حينها لماذا تأتي بقائد شيعي الى نينوى او الانبار وهناك قادة من السنة حبيسو البيوت؟ ●هل فرض المالكي قادة شيعة على المناطق السنّية؟ - هذا سبب، وانهيار الموصل لايعني أن سياسييها لايتحمّلون مسؤولية ماحصل، خصوصا أثيل النجيفي فهو ليس بعيداً عن انهيار نينوى، بل هو من ابرز أدوات انهيارها بسبب مشروعه المرتمي في أحضان خارج الوطن. ●هل وصلت المصالحة الوطنية الى مرحلة اللا عودة؟ - ماتسمى مصالحة وطنية كذبة، ومايهدر من اموال خسارة، فهناك عائلات عراقية بأمسّ الحاجة الى ما يرصد للمصالحة، والشعب العراقي غير متخاصم ابداً فالخصومة بين الصقور من الساسة والاحزاب متنفذة. ●هل ترى أن معركة الفلوجة ستكون بداية لنهاية «داعش»؟ - لا ابداً، هناك هالة على الفلوجة، و«داعش» متنفذ فيها ومتنفذ في الموصل بالكامل، فالموصل لأنها محافظة بينما الفلوجة قضاء. ●هل هناك من لا يريد الحل من داخل محافظة الانبار؟ - بتقديري لا، والحل يعتمد على الإصلاحات في النظام السياسي، فإما مشروع سياسي وطني أو أن الأمور ستتجه الى الأسوأ.

مشاركة :