دعت د. هيفاء السنعوسي الكتّاب لعدم التسرع في الكتابة، مع ضرورة التريث قبل النشر، والاستشارة، وألا يتجهوا إلى الربح المادي، مشيرة إلى أن البحث العلمي أثر على كتاباتها الأدبية. أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها على «إنستغرام»، محاضرة أونلاين بعنوان «إبداعات متجددة»، حاضرت فيها الأديبة والباحثة والأستاذة الجامعية د. هيفاء السنعوسي، وحاورتها عضوة مجلس إدارة الرابطة جميلة سيد علي. بداية، قالت د. السنعوسي: «الكتابة الأدبية قبل ما تكون كتابة، كانت قضية ارتباط بالقصة، ولعلها مناسبة أن أقول إن القصة نشأت في حياتي منذ الطفولة، حيث إن أمي يرحمها الله حكواتية ماهرة، وكانت تحفظ القرآن ومتأثرة بالقصص القرآنية، فكانت لديها قدرة على سرد الحكايات الجميلة، وأنا كنت متعلقة بأمي كثيرا، فكنت أسمع الحكايات منها، وهذا المنطلق الأول لتعلقي بالقصة على مستوى الحكاواتي». وأضافت: «بعد ذلك بدأت الكتابة لدي في مرحلة متقدمة جدا بالابتدائية، وكانت كتابات بسيطة، والجو القصصي والحكاواتي يعيش بداخلي وأحبه كثيرا، ولم أهتم فيه على مستوى النشر، وكبرت ودخلت الجامعة، واهتممت بالبحث العلمي أكثر، الذي شغلني عن موضوع النشر، لكن الكتابة ظلت مستمرة وبالذات القصة، وكان مساري الأول القصة القصيرة، وفيما بعد قمت بالنشر»، مبينة أنها في البدايات كان لها هدف، وهو التحضير للماجستير والدكتوراه وبالفعل حققته. الأدب والطب وعن ارتباط الأدب لديها بالتحليل النفسي، وظهور مثل ما يسمى الميلودراما النفسية، وأن تلك المجالات تناغمت مع بعضها، ذكرت د. السنعوسي: «أنا لم آت لأتحدث عن العلاقة بين الأدب والطب أو أعلنها، فهي موجودة قديما، الطب على المستوى النفسي، وفكرة الربط والعلاقة التناغمية بين الأدب والطب كانت تشغلني منذ مرحلة الدكتوراه، فقد كنت أحب دائما أن أكتب يومياتي والأشياء الحلوة والسيئة، وبعدما كبرت وجدت أن تلك الكتابة صنعتني، فكانت إحدى الأدوات التي صنعت عقليتي، وطورتها، وأيضا طورت الإدراك المعرفي لدي». وتابعت: «بعد الانتهاء من الدكتوراه بدأت التعمق على عوالم العلاقة بين الأدب وعلم النفس والطب النفسي، وبدأت أبحاثي فيما يسمى الأدب العلاجي، وبدأتها في الكتابة العلاجية سواء كانت كتابة تعبيرية أو إبداعية أو انعكاسية، ووجودي في الجامعة كان عاملا مساعدا، وشجعني على أن أواصل بحوثي حتى ما بعد الدكتوراه، وحتى الآن مستمرة ومهتمة بحضور المؤتمرات». علاقة متناغمة وترى د. السنعوسي أنه لا يوجد اهتمام أو مؤتمرات في هذا المجال: الأدب والطب وعلاقتهما التناغمية في العالم العربي، وأغلب المؤتمرات التي حضرتها كانت في دول أوروبية أو أميركا، لافتة الى أنها نظمت سابقا مؤتمرا عام 2016 عن العلاقة التناغمية بين الأدب والطب بحضور جميل، ومن ثم حولته إلى ندوة سنوية. وبينت أن الذي كشف العلاقة بين الأدب والطب النفسي والتداوي هو مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح، الذي عشق ليلى العامرية، ومن خلال دراستها بالتاريخ هو أول من نظر لنظرية التداوي بالأدب وبشكل خاص بالشعر، حيث قال: «وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا»، مشيرة إلى أن النظرية وجدت في العصر الأموي. الأدب الكويتي وتحدثت د. السنعوسي عن مسرحياتها في الميلودراما، وعن كونها كاتبة وباحثة بنفس الوقت، وتملك شغفا للكتابة، والبحث العلمي، مشيرة إلى أن هذا الأمر ساعدها في موضوع الميلودراما، وأضافت: «أحسست أن البحث العلمي أثر على كتاباتي الأدبية، حيث أصبح لدى شخصياتي عمق كبير من ناحية تفاصيلهم النفسية، وكأنهم تحت المجهر». وأشارت الى أنها اهتمت بمسرح الميلودراما، لكن على مستوى نفسي، وأصدرت كتابا بعنوان «وجوه لا تعرف الضوء»، وبعد ذلك أيضا أصدرت بحثا بعنوان «استخدام الميلودراما في الطب النفسي»، وأنها مازالت تكمل أبحاثها بهذا الشأن. ودعت الكتّاب الى عدم التسرع في الكتابة، والتريث قبل النشر، والاستشارة، وألا يتجهون إلى الربح المادي، مؤكدة أن الأدب الكويتي رفيع المستوى، ويستحق أدباء الكويت أن يسلط عليهم الضوء، ويهتم بهم، لأنهم واجهة مهمة، وتابعت: «أنا فخورة بكل إنسان كويتي منجز، سواء كان أديبا أو حتى في أي زاوية أخرى».
مشاركة :