انطلاقاً من مسؤوليتها الثقافية في دعم المواهب، والتي تشكل إحدى أولويات خريطة طريق استراتيجيتها المحدّثة، تطلق «دبي للثقافة» العديد من المبادرات التي تركز على تعزيز النسيج الثقافي التاريخي والمعاصر في دبي، وتطوير ورعاية المواهب في شتى المجالات الثقافية والإبداعية، إلى جانب تعزيز معارفهم بالفنون العالمية والعريقة؛ ومنها فن الموزاييك الذي يعد من أهم الفنون التي اشتهر بها السومريون ثم الرومان، كما أتقنه العرب والمسلمون وتفننوا به وصنعوا منه أشكالاً رائعة في المساجد؛ من خلال المآذن والقباب، وفي القصور والنوافير والأحواض المائية، وتزينت به أشهر المعالم الإسلامية التاريخية، مثل الجامع الأموي وقبة الصخرة.وأحدث جهود الهيئة في هذا المجال محاضرة عن تاريخ فن الموزاييك قدمها راني ميلاد، الفنان المصري المتخصص في فن الفسيفساء؛ وذلك عبر مصنة «زوم» بالتعاون مع «عكاس للفنون البصرية».وهدفت المحاضرة إلى تسليط الضوء على هذا الفن الإبداعي، وتحفيز الموهوبين؛ لتنمية مهاراتهم فيه بوصفه حرفةً من شأنها تمكينهم اقتصادياً واجتماعياً في المستقبل؛ إذ تتيح لهم إنتاج قطع فنية تعكس مكنوناتهم الإبداعية، وتستلهم من تراثهم وثقافتهم وبيئتهم المحلية، ويمكن استخدامها في الأثاث والديكور المنزلي؛ لتحمل بصماتهم الإبداعية عبر الزمن. ويتناغم هذا أيضاً مع سعي الهيئة إلى دعم الصناعات الإبداعية في الإمارة؛ لتصبح أحد روافد منظومتها الاقتصادية.وتوضح «دبي للثقافة» أن الموزاييك فن زخرفي وحرفة صناعية عرفتها البشرية منذ آلاف السنين، وما تزال مستمرة، وأنه فن خالد وقابل للتنوع من حيث مواده المستخدمة القديمة والحديثة، وطرق تنفيذه، وتنوع عرضه؛ فهو يستخدم بشكل حديث؛ ليواكب العصر. كما تعتمد هذه الحرفة في الدرجة الأولى على الإتقان وموهبة الصنع؛ للخروج بأعمال رائعة، ما يجعلها موهبة تستحق الدعم والمساندة؛ نظراً لتنوع الموضوعات التي تتناولها وتتيح للفنان الإبداع في الخامات والأساليب وطرح الأفكار.والموزاييك، أو الفسيفساء، هو فن زخرفي تشكيلي يحتاج دقةً في التنفيذ وإبداعاً في اختيار الألوان وذائقة مميزة في التنسيق؛ للوصول إلى إبداع التحفة الفنية النهائية التي تستخدم عادةً في الديكور. ومن هنا تحرص الهيئة على تعزيز معارف المجتمع حول هذا الفن الراقي؛ من خلال العديد من الورش والأنشطة التي تهدف إلى نشر الوعي حوله وتطوير وصقل المواهب الناشئة في هذا المجال.