إيران تلعب دور الضحية | حسن أحمد حسن فتيحي

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتهم النظام الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بإسقاط رئيسهم المنتخب Mosaddeq في عام ١٩٥٠ وأن عداء الثورة الإيرانية عام ١٩٧٠ لأمريكا كان لهذا السبب. ولكنني قرأت مقالاً في دورية Foreign Affairs بعنوان What really happened in Iran؟ يدعي فيها الكاتب أن الأحداث التي أدت الى سقوط الرئيس الإيراني المنتخب كانت من صنع الإيرانيين أنفسهم ولم تكن حصيلة التدخل الخارجي. إذ أن الشعب الإيراني كان يؤازر الحكم الملكي عام ١٩٥٠ وأدت تصرفات Mosaddeq غير القانونية الى عزله مِن قبل الشاه. و كان رفضه لهذا العزل ما أشعل ثورة احتجاج عارمة أدت الى سقوطه بعد أن رفض الجيش أن ينصاع لأوامره والتحق الكثير من أفراده الى مصاف الثوار. من تصرفاته المحمودة شعبوياً تأميمه لشركة النفط الإنجليزية الإيرانية. ولكن عدم كياسته في التعامل مع إنجلترا آنذاك أدى الى عداوتها إياه وتسلطها على التصدير النفطي الإيراني عبر صد السفن الإيرانية من قبل الأسطول البريطاني وما الى ذلك ما أدى الى تحطم الاقتصاد الإيراني عام ١٩٥٢. ولم تقف أمريكا مع حليفتها بريطانيا في هذا الصدد بل منعتها من التحرك العسكري و حاولت أمريكا أن تحكم بين الطرفين ولكن دون جدوى. بدأ Mosaddeq يفقد شعبيته لتشبثه برأيه وعدم قبول أي مساومة مع بريطانيا لفك الصادرات النفطية الإيرانية. فتحرك هذا الرئيس بطريقة غير دستورية ليعزز قوته على حساب الشاه والمجلس. فطالب بقوى إضافية من البرلمان وطالب برئاسة العسكر الذي كان يرأسه الشاه. وبدأت الطبقة الوسطى رداً على هذا بالالتفاف حول الشاه ضد الرئيس المنتخب حتى القوة الدينية التفّت حول الشاه. فقام الرئيس بحل البرلمان بطريقة غير شرعية واستعمل العنف و التزوير والمقاطعة ليوافق الشعب على استفتاء لهذا القرار وحدث بأغلبية 99%. فأمر الشاه بعزل الرئيس عام ١٩٥٣ ولكن دون جدوى إذ رفض الآخر تسليم القوة رغم الإحتجاجات ضد تشبثه بعدم التسوية مع بريطانيا. كما كان يهدد بالتحرك نحو السوفيت إن لم تمد الولايات المتحدة يد المساعدات لإيران. وخشيت أمريكا أن يسقط حكمه ويأتي الى منصة القوة الحزب الاشتراكي. فحاول الغرب زعزعة شرعيته باستعمال الإعلام لسرد الحقائق. وانقلب الشعب عليه. وقام باستعمال الجيش ضدهم و انقلب الجيش عليه والتحق عدد غفير منه الى صفوف الثوار. فكانت ثورة لإسقاط الرئيس تعزى لشعبية الشاه، ولم يكن الشاه هنا كما أصبح بعد عقدين عام ١٩٧٠ و قاسى منه الشعب حتى قامت الثورة الإيرانية بل كان محبوباً عام ١٩٥٠. أرى أن لعب إيران دور الضحية وشيطنة الغرب نابعة من عدم إستقرارها الداخلي ومعوزتها لعدو خارجي لتلهب نارالوطنية و تبعد شعبها عن حقيقتهم المأساوية.

مشاركة :