لا يفسر التطرف الديني وحده منطق الانتحاري الإرهابي، لأن ثمة أمثلة كثيرة لإرهابيين منتحرين لا يقيمون جرمهم على أساس ديني مثل Tamil Tigers. في سيريلانكا فهم يميلون إلى الفلسفة اللينينية الماركسية إلا أن بحثًا أقامه Robert Pape باسم The Strategic Logic of Suicide Terrorism يوضح أن السبب الرئيس للإرهاب هو فرض أهداف المنتحر وجماعته على الأنظمة الديمقراطية. وقلما يحدث الإرهاب في الدول السلطوية التي لا تلين لطموحات المجرمين. لذا فالحل ضد الإرهاب هو التصلب أمام مطامحهم ومطالبهم. فقبل الثمانينات من القرن المنصرم لم يكن الإرهاب الانتحاري معروفًا، لكنه انتشر وبشدة لأن الفوائد الحدية للإرهاب تعظم سلبياته في عقل الإرهابي المؤمن بقضيته. أما الدراسات النفسية للإرهابيين فلم تسفر عن حل لسؤال من يتجاذب نحو الإرهاب.. فاولئك يأتون من مختلف الطبقات والإثنيات. لكن دراسة الجماعة بدلا من الفرد أنتجت الفهم أن هذه الجماعات عقلانية ففي كثير من الأحيان يحصل الإرهابيون على مبتغاهم، و لهذا يستمر الإرهاب، وتحدث العمليات الإرهابية حسب خطة متكاملة ولا تكون منفصلة من حيث الأهداف، ففي الفترة من 1983 إلى 2003م كانت جميع العمليات الإرهابية موجهة نحو الديمقراطيات. يسعى الإرهابيون إلى تحييد غيرهم من المتراخين لتغيير آرائهم ولنشر الوعي فيما يتعلق بالقضية التي لأجلها يرهبون. الحل برأيي Pape هو عدم الرضوخ أو التسوية، بينما اتفق مع Pape في طرحه لكني أختلف معه في العلاج، ولن يكون العلاج بتشديد الخناق، فمن الممكن أن يخرج إرهاب جديد حيث اندحر الأول إذا لم تتعاون الدول نحو علاج الظلم والاحتياجات السياسية والاجتماعية للفئات المشجعة للإرهاب. وليست هذه الاحتياجات اقتصادية كما يظن البعض، فضياع العدالة في المجتمع كثيرًا ما يحرك الإرهابيين نحو "صناعة الموت".. ففي دراسة لرسل وملر يذكرها فخري صبحي في مقالة (رؤية نقدية مدخل نظري للاقتصاد السياسي للعنف) يجدان فيها أن كثيرًا من صناع الإرهاب من المتعلمين ومن طبقات عليا ووسطى.