وداعاً أيها الأمير الجليل

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 62
  • 0
  • 0
news-picture

لا أدري بأي شيء يبدأ القلم، ولا بأي بيان أخط بالبَنان في التعبير عن هذا المصاب الجلل. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا سعود لمحزونون، عشت كريماً شهما غيورا على دينك ووطنك تسعى السعي الحثيث لتوطيد العلاقات بين المملكة وشقيقاتها من دول الخليج وجيرانها من الدول العربية والإسلامية وسائر دول العالم شرقا وغرباً فلم تكن وزير خارجية فحسب بل كنت رسول محبة وسلام وسفير جمع الكلمة ولم الشمل والوئام، سرت على منوال أبيك المغفور له بإذن الله جلالة الملك فيصل -رحمه الله-، ومن يشابه أباه فما ظلم، وقد كنت بحق سياسيا بارعا مُحنَّكا، وآتاك الله ذهنا وقّاداً وعقلا لمَّاحاً وحباك ميزانا قويما وقسطاسا مستقيماً، والدبلوماسية التي انتهجتها ينبغي أن تدرس في الجامعات ويُقتدى بها وتصير أنموذجا ومنهاجا للأجيال اللاحقة. إن الدبلوماسية العربية تفقد فارسًا نبيلًا وشجاعًا، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود.. أي سريرة صافية كنت تحملها في بين جوانحك؟! وأي طيبة كانت مودعة في قلبك؟! تموت في شهر كريم، ويصلي عليك في بيت الله الحرام جمْعٌ عظيم، وكانت جنازتك بعد صلاة العشاء وحدها وإن هذا لمن علامات حسن الخاتمة، وأمارات الخير والسعادة، ولو رأيت ترحم الناس عليك وتأسفهم على فقدك لعلمت مكانتك عندهم، وعظيم قدرك لديهم، فأبشر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الأعمال بالخواتيم)، فقد وافتك المنية وأنت صابر محتسب على البلاء في غربة وعناء. جعل الله كل ذلك في موازين حسناتك وكل ما قدمته لدينك وأمتك ووطنك من أعمال البر والإحسان والإصلاح «إن رحمت الله قريب من المحسنين» «إنا لا نضيع أجر المصلحين». رحمك الله أيها الأمير رحمة الابرار واسكنك فسيح الجنان، فقد رحلت عنا بجسدك، ولكنَّ ذكراك ستبقى تاجا على رؤوسنا ووساما على صدرنا وغرة على جبين بلادنا. تعازينا لمقام خادم الحرمين الشريفين ولجميع الأسرة المالكة ولأسرة الفيصل العظيم وأخص منهم الأميرالشهم النبيل خالد الفيصل.

مشاركة :