إيران : اتفاق مع وكالة الطاقة الذرية “بشأن النووي”

  • 11/12/2013
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس المنظمة الإيرانية النووية، علي أكبر صالحي أمس الاثنين، أن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق على "خارطة طريق" تنص على تفتيش موقع آراك النووي الذي يشمل منشأة لإنتاج الماء الثقيل، وصرح صالحي في أعقاب الاجتماع مع أمين عام الوكالة الدولية يوكيا أمانو، الذي يزور طهران "عبر مقاربة الحكومة، توصلنا إلى إعلان مشترك يحدد خريطة الطريق للتعاون". وأوضح أن إيران وافقت "طوعا" على زيارة مفتشي الوكالة "مصنع إنتاج الماء الثقيل في آراك ومنجم (اليورانيوم) في غاشين" قرب بندر عباس (جنوب). تشمل خارطة الطريق طبقا لصالحي 6 مراحل، تستغرق أولها 3 أشهر و"ترمي إلى بناء الثقة بين الطرفين". وأضاف صالحي "في المرحلتين التاليتين سيناقش خبراؤنا وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسائل الأخرى (لا سيما تلك التي) ليست لها طبيعة نووية مباشرة". وبدا أنه يستبعد زيارة قريبة للوكالة إلى قاعدة بارتشين العسكرية قرب طهران، حيث تشتبه بإجراء تجارب تفجيرات تقليدية فيها يمكن أن تطبق في القطاع النووي. وترفض طهران منذ 2012 السماح للوكالة الوصول إلى أحد المباني المشبوهة، بسبب طبيعته العسكرية ولأن الوكالة سبق أن أجرت فيه عمليات تفتيش عام 2005 لم تكشف عن شيء آنذاك، ورحب مدير الوكالة الدولية باتفاق "مهم جدا"، مشيرًا إلى أنه ما زال هناك "الكثير من العمل" لحل جميع المسائل العالقة حول احتمال وجود بعد عسكري لبرنامج إيران النووي. وصرح بأن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستحل جميع المشكلات العالقة الحالية والفائتة من خلال التعاون"، وأضاف "سنرفع تقريرًا لمجلس حكام الوكالة الدولية حول عمليات التفتيش والاتفاق"، وجاء أمانو إلى طهران بهدف التوصل إلى اتفاق تقني بشأن التحقق من النشاطات النووية الإيرانية. من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين، بأن القوى الكبرى "ليست بعيدة عن اتفاق" مع طهران حول الملف النووي الإيراني، مؤكدًا أن بلاده "ليست معزولة ولا تابعة في هذا الملف". وصرح فابيوس لإذاعة أوروبا 1 "لسنا بعيدين عن اتفاق مع الإيرانيين، لكننا لم نصل إليه بعد"، مؤكدا أن القوى الكبرى "متفقة بالكامل" على شروط التفاوض. وأضاف "من الجلي حصول تقدم، لكن تعذر الوصول إلى النهاية في جنيف"، حيث انتهت محادثات الإيرانيين والقوى الكبرى السبت بلا اتفاق بعد 3 أيام من المناقشات المكثفة. من جهتها، حملت الصحف الإيرانية الصادرة أمس الاثنين، بشدة على فرنسا، متهمة وزير خارجيتها لوران فابيوس بنسف المفاوضات النووية في جنيف بسبب تصلبه خلال المحادثات. وكتبت صحيفة طهران تايمز "فرنسا شوهت صورتها في جنيف"، وذلك بعد تأكيد دبلوماسيين أن محادثات جنيف بين طهران والقوى الكبرى شهدت مراوحة على خلفية اشتراطات وضعتها باريس على صياغة اتفاق. وعنونت صحيفة هفته صبح على صفحتها الأولى "لن ننسى يا فابيوس"، مؤكدة أن الإيرانيين "هاجموا صفحة الفيسبوك" الخاصة بالوزير الفرنسي الذي شارك في المحادثات مع نظرائه في دول مجموعة 5+1. وكتب أحد مستخدمي الإنترنت في رسالة بالفارسية نشرتها الصحيفة "الإيرانيون لن ينسوا عدوانيتك يا فابيوس". وأشارت صحيفة إيران ديلي إلى أن رجال أعمال إيرانيين قرروا "إعادة النظر في علاقاتهم" مع نظرائهم الفرنسيين والبحث عن "شركاء أكثر استحقاقا للثقة". أما صحيفة دنياي اقتصاد الاقتصادية الواسعة الانتشار والمقربة من الحكومة فاعتبرت أن "فرنسا هي الخاسر الأكبر في مفاوضات جنيف"، وأكد الخبير الاقتصادي موسى غني نزاد للصحيفة أن "تطبيع العلاقات مع الغرب سيحصل عاجلا أم أجلا ونسف فرنسا (للمحادثات) سيضر حتما بمصالحها في اللحظة الراهنة". إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن المحادثات التي جرت في جنيف أول أمس السبت بشأن البرنامج النووي الإيراني، انتهت دون التوصل إلى اتفاق بعد 3 أيام من المحادثات، وقال الوزير الأمريكي، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي أمس الاثنين: "ليس هناك انقسام بين الدول الكبرى بشأن المقترح الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، لكن طهران هي التي لم تتقبل المقترح". وأضاف "نتمنى التوصل إلى اتفاق في وقت قريب خلال أشهر، لكننا لسنا في سباق"، متابعا "هذه الخطوات من شأنها "حماية حلفائنا الاستراتيجيين وإسرائيل". من جانبه، قال الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي: إن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية "في أفضل حالاتها"، معتبرًا أن زيارة كيري لأبوظبي "خير دليل على ذلك". وأضاف "الإمارات تمتلك برنامجا نوويا يتسم بالسلمية والشفافية ويشهد القبول والشراكة الدولية ولن نقوم بتخصيب اليورانيوم". وكان كيري قد عقد جلسة مباحثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد الأحد، اطلعه خلالها على نتائج المفاوضات والمشاورات التي أجرتها القوى الكبرى " 5+1 " حول ملف إيران النووي، وما أحرزته من تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لحل سلمي لمسألة البرنامج النووي الإيراني.

مشاركة :