تحول طبيب أسنان أميركي إلى شخص مكروه عالميا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الجرائد بعد نشر خبر حول قتله لأسد مشهور في حديقة حيوان في زمبابوي، يوجد حول عنقه طوق تتبع، بعد أن دفع مبلغ خمسين ألف دولار لأحد الصيادين لمساعدته في استدراج الأسد. ونشرت الصحف البريطانية أمس صورا للطبيب وهو يحتفل بقتل حيوانات أخرى قام بصيدها، ومنها ظبي نادر وحيوان وحيد القرن. وتوالت التعليقات والمقالات حول ما وصف بأنه «جريمة»، وجمعت عريضة على الإنترنت 12 ألف توقيع تطالب بالقصاص من القاتل. ويبدو أن الضجة المثارة أخرجت الدكتور والتر بالمر، وهو طبيب أسنان من ولاية مينيسوتا، عن صمته أخيرا ليصدر بيانا يدافع فيه عن نفسه ويؤكد أنه لم يخالف القانون بقتل الأسد. وفي بيانه ألقى الصياد الأميركي باللوم في مقتل الأسد على مرشديه داخل الحديقة. وقال جيمس بالمر إن حادث قتل الأسد الشهير سيسيل في منطقة برية تجرى بها أبحاث علمية ممولة من قبل جامعة أكسفورد وقع خلال رحلة صيد بالقوس كان يقوم بها في أوائل هذا الشهر. وأكد بالمر في البيان الذي نشرته «ستار تريبيون» التي تصدر بمدينة مينيبوليس في مينيسوتا: «لقد استعنت بعدد من المرشدين المتخصصين واستخرجوا لي جميع التصاريح اللازمة. وعلى حد علمي، كان كل شيء في الرحلة قانونيا ويتم بشكل صحيح». وقال الطبيب: «لم يكن لدي أي فكرة أن الأسد الذي قتلته شهير، ويحظى بشعبية على المستوى المحلي، وأنه كان مطوقا لتتبعه وهناك دراسات تجرى عليه، حتى تمت عملية الصيد. اعتمدت على خبرة المرشدين المحليين المتخصصين حتى أضمن أن عملية الصيد قانونية». كان التقرير الذي نشر مؤخرا حول مقتل الأسد قد أثار عاصفة من الغضب المحلي، كما نشرت تقارير بعد الكشف عن هوية بالمر أمس الثلاثاء أشارت إلى تعرضه لسيل من الغضب عبر الإنترنت توجه كثير منها على موقع عيادة الأسنان. وقال بالمر: «لم تتصل بي السلطات في زيمبابوي أو الولايات المتحدة في ما يتعلق بهذا الأمر، ولكنني سوف أساعدهم في أي تحقيقات يحتمل أن يجروها». وأضاف: «مجددا أشعر بأسف عميق لأن ممارستي لنشاط أحبه وبشكل مسؤول ومشروع أسفرت عن مقتل هذا الأسد». وفي بيان نشر على موقع «فيسبوك» أمس الثلاثاء، حدد جوني رودريجيز، رئيس قوة مهام الحفاظ على الطبيعة في زيمبابوي، وهي منظمة معنية بالحياة البرية، هوية بالمر كقاتل للأسد سيسيل. كما حددت المنظمة هوية الصياد المحترف ثيو برونخورست على أنه هو الذي رافق بالمر إلى حديقة هوانغ الوطنية في رحلة ليلية للصيد بالقوس. وبعد رصد سيسيل، استدرج بلحوم مربوطة في سيارة الصيادين إلى خارج الحديقة حسبما قال رودريجيز. وأوضح رودريجيز أن بالمر أطلق السهم في النهاية على الأسد ولكنه أصابه فقط دون أن يقتله، ولكنّ الصيادين طاردوا الأسد الجريح على مدار 40 ساعة قبل العثور عليه وقتله بطلقة نارية. وبعد اكتشاف طوق التتبع حول رقبة سيسيل حاولوا تدميره ولكن تم العثور على الطوق فيما بعد، أما سيسيل فقد سلخ جلده وقطعت رأسه، وقال بالمر إنه دفع مبلغ 50 ألف دولار في عملية الصيد. يشار إلى أن الأسد سيسيل كان يحظى بشهرة وكان السائحون يأتون بانتظام لمشاهدته في حديقة هوانغ الوطنية.
مشاركة :