في ظل الظروف الحالية التي يشهدها عالمنا اليوم بسبب جائحة فيروس كورونا فقد واجهتنا تحديات كبيرة جداً والتي من بينها التعلم والتدريب والتي تعد حجر الأساس في تطور المجتمعات وتقدمها وسعياً لإنجاح تجربة التحول نحو التعلم الالكتروني والتدريب الرقمي وحرصاً على استمرار تبادل الخبرات والمعارف بين أفراد المجتمع والنهوض بمستقبل التعليم والارتقاء بمستواه فقد تم تيسير توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات وتطويعها لتخطي قيود الزمان والمكان لبلوغ الأهداف والغايات التطويرية في أقصر وقت وبأقل جهد وبجودة قياسية عالية حتى تكون في متناول الجميع .. وهاهي صحيفة الوطن تستطلع عن إيجابيات التدريب الالكتروني عن بعد في ظل جائحة كورونا .. وبدوره أشار المدرب المعتمد في المجال الإداري وتطوير الذات الأستاذ نايف بن عبدالعزيز حسين: في بعض الظروف تكون التحديات فرصة للتقدم وعدم الإستسلام ، فتولد منها حياة جديدة لفرص أخرى ، ولكن يعتمد هذا على كيفية مواجهتنا وتعاملنا مع هذه الظروف . فعندما ظهرت جائحة كورونا تم إيقاف الحضور لأماكن العمل والمدراس والمعاهد التدريبية ، مما كان سيؤثر على المسيرة التعليمية والتدريبية ، ولكن قامت مملكتنا الحبيبة بمواجهة هذه الجائحة بالتوظيف الجيد لتقنية الاتصالات والمعلومات وبجهود تكللت بالنجاح ولله الحمد باستمرار مسيرة التعلم من خلال التعليم والتدريب عن بعد ، والذي يعتبر أحد التطورات الإيجابية للتكنولوجيا والتعلم الإلكتروني والتدريب ، فكان الوسيلة الناجحة لاستمرار المسار التعليمي والتدريبي والاستفادة لعدد كبير من شريحة المجتمع ، خصوصاً ممن كانت لديهم الرغبة في التدريب وتطوير أنفسهم ولكن كانت ظروفهم تمنعهم من الحضور إلى مقرات المعاهد ، فساهمت إقامة الدورات التدريبية عن بعد بالاستفادة للحضور من جميع أنحاء المملكة وأيضاً من خارجها ، وهذا الأمر جعلهم يستفيدون من أوقاتهم أثناء الحجر من خلال زيادة الخبرة لديهم في سيرتهم الذاتية ، وأيضاً زيادة الإثراء العلمي والمعرفي لديهم ، وأيضاً أحد الأمور الإيجابية هي اكتساب مهارة استخدام البرامج التقنية التي زادت لدى جميع الفئات بإتقان . ومن جهته أوضح المستشار المدرب الأستاذ صالح دردير أن التدريب شغف وإمتاع متى وجد بيئة مناسبة ، وهاهو الأون لاين مهّد وسهـّل ويسّر التدريب، حيث أن مئات الأشخاص اغتنموا التدريب الالكتروني في ظل الجائحة، وذلك كونه ساهم في جعل التدريب في متناول الجميع من حيث إمكانية الحضور والأسعار الميسرة، كما أخبرنا الأون لاين أن التدريب سهل وأن الكثير منا يمكنه أن ينشر علمه وأفكاره الجميلة ، وأن من حق كل شخص أن يتعلم بسعر معقول وهو في منزله أو عمله دون عناء وأن المدرب المبدع سينطلق ويستمر وأن المدرب الضعيف الفارغ لن يستمر ، وعلّمنا أننا نستطيع أن ندرب وننجز ورش عمل ناجحة إذا كان للمتدرب شغف التعلم، وها نحن نرى خير التدريب قد عم وانتشر على كل فئات المجتمع وعدّل مفاهيم مغلوطة لدى الكثير وقد أجبر الجهات المعنية ذات التقدم البطيء بالمسارعة لمواكبة التدفق المعرفي أو التنحي وساهم كثيراً في زيادة النمو المعرفي لكثير من الناس. هذا وقد أبان مدير التشغيل والعلاقات العامة ومركز التأهيل الشخصي للتدريب الأستاذ فيصل مرشد : من إيجابيات التدريب عن بعد سهولة الوصول للدورات التي تقام في مدن أخرى ومناطق مختلفة مع مدربين متميزين في عدة مجالات وذلك بكل يسر وسهولة وفي أي وقت وأي مكان، كما تتميز بسهولة الرجوع للدورة التدريبية ومراجعة التسجيل بأي وقت بعد انتهاء الدورة وكذلك انخفاض رسوم الدورات التدريبية حيث أصبحت في متناول الجميع من باحثين عن تطوير الذات أو الباحثين عن وظائف ، هذا وتتصف بمرونة التواصل ما بين المدرب والمتدرب وخاصةً لمن يعانون بصعوبات التواصل مع الأخرين. ومن جانبها رأت عضو هيئة تدريس في جامعة أم القرى الأستاذة نور محمود بصفر أن التدريب عن بعد يتصف بالمرونة وسهولة التنفيذ ولا يستلزم تجهيز قاعات أو أجهزة العرض فقط عليك اختيار ما يناسبك من البرامج المقدمة والتسجيل بها ، هذا ويتسم التدريب الالكتروني عن بعد بإيجابيات عدة لايمكن حصرها ومنها أنه يوفر خاصية تسجيل المحاضرات بشكل آلي بحيث يمكن للمتدرب استرجاعها مرة أخرى وحضورها لأكثر من مرة وبذلك نضمن أن تكون المادة التدريبية محفوظة من الضياع والتلف عن طريق الحفظ الإلكتروني ويمكن الرجوع إليها وقتما شاء المتدرب أو المدرب ، هذا وشجع على المنافسة بين المواقع الإلكترونية في توفير أسعار رخيصة تكون في المتناول و وجود عددكبير من الفرص والخيارات أمام الراغبين في التسجيل بالدورات التدريبية عن بعد. و أكدت مساعدة مدير إدارة علاقات النزلاء والجودة الأستاذة بشائر محمد على فاعلية التدريب الالكتروني عن بعد قائلة ً: صحيح أننا في جائحة أثرت علينا من كل جانب ولكن هذا الوضع كذلك ساعدنا كثيرا في تحسين و جلب وابتكار وتوظيف الأفكار وخلق فرص لم تكن بالحسبان وتقريب البعيد وتوفير جهد المشاوير منها التعليم عن بعد، كانت لدي مجموعة من الزميلات كرسن حياتهن بالاهتمام ببيوتهن ولم يتسنى لهن إعطاءأنفسهن حقها في التطوير الذاتي أو الوظيفة، فعندما شاركتهن مجموعة من الدورات التطويرية التي تقام عن بعد، قمن بحضورها جميعا بدون تردد لما وجدن في ذلك سهولة في الولوج بدون تكبد عناء المشوار وقلق الامومة. وهنالك شريحة من المعارف منهم وهن العازبات تغيرت شخصياتهن وأصبحن سيدات أعمال لأنهن كرسن أنفسهن في تطوير الذات أكثر من السابق لما وجدن أنه في أي مكان يمكنهن الحضور بدون قلق التاخير أو عدم التوفيق بين عملهن وحياتهن. أصبح المجتمع أكثر وعيا بسبب توفر التعليم في متناول اليد. فيما سلطت المسوقة ومصممة الجرافيك الأستاذة رهان بنجر الضوء على إيجابيات التدريب عن بعد بقولها : يتسم التدريب الالكتروني بصفات إيجابية تُمكن من توسع شبكة المتدربين في مختلف المناطق و الدول وسهولة التواصل في وقت واحد و هذا التطور ينعكس بشكل إيجابي على قطاع التدريب وخفض المجهود المعطى من حيث المواد التدريبية وتكلفة الإنتاج والتنقل لجميع الأطراف وتبديلها بوسائل رقمية سريعة النشر و تفادي المصادر الورقية المطبوعة و إعطاء فرصة التغذيه المرجعية عند الانتهاء من الدورة بشكل سلس . ومن جانب آخر أوضحت الأستاذة منال الرحيلي : مما لا شك فيه أن التدريب جميل بجميع طرائقه ومفيد بكل أشكاله ومنها التدريب الإلكتروني عن بعد والذي فسح الطريق لاكتساب الخبرات والمعارف أينما كان موقعها حيث يتخطى تحديات الحدود المكانية ولاتقف عائقاً أمامها بل يستطيع المتدرب المشاركة في دورات خارج منطقته أو دولته بدون إجراءات معقدة تتطلب السفر وتحمل وعثائه أو حجز تذاكر سفر ومن وجهة نظري أنه لا أسهل ولا أجمل من أن يتعلم الفرد ويتطور من خلال شاشة هاتفه المحمول متحدياً عقبات الزمان والمكان.
مشاركة :